ديسمبر 22, 2024
تقارير

شيخ الأزهر الشريف في زيارة خاصة إلى ماليزيا

تلبية لدعوة تلقاها من رئيس الوزراء الماليزي قام شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بزيارة دولة ماليزيا، وذلك ضمن جولة خارجية إلى جنوب شرق آسيا تضم أيضا تايلاند وإندونيسيا. استمرت الزيارة أربعة أيام التقى خلالها قادة الدولة بمن فيهم ملك ماليزيا ورئيس وزرائها وتفقد معهد دار القرآن وألقى محاضرة للعلماء والشباب وتسلم درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية.

استقبال رسمي 

تلقى شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، فور وصوله مطار كوالالمبور الدولي، استقبالا رسميا، وكان في انتظاره وزير الشؤون الدينية محمد نعيم مختار وعدد من المسؤولين.

وكان الوزير قد أصدر بيانا قبل وصول الطيب، قال فيه إن الزيارة تأتي استجابة لدعوة من رئيس الوزراء أنور إبراهيم، وتوقع أن تكون لها “انعكاسات كبيرة” على الجهود المبذولة لتعزيز وحدة المسلمين وكذلك تعزيز العلاقة الوثيقة بين ماليزيا ومصر. وشدد الوزير على أن وجود شيخ الأزهر على أرض ماليزيا مضيفا سيعزز جهود التنمية الإسلامية في البلاد وخاصة في مجالي التعليم الإسلامي والتحفيظ. 

أما وزارة الخارجية الماليزية فقد أصدرت من جانبها بيانا، قالت فيه إن الإمام الأكبر سيناقش مع رئيس الوزراء سبل تعزيز التعاون بين ماليزيا ومصر، وتحديدا في الشؤون الإسلامية والتعليم. وكشفت عن جدول الزيارة وما تضمنه مع محاضرة “مجلس علم مدني”، ومنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية في حفل خاص تقديرا لإسهاماته في الفكر الإسلامي والتنمية. يُذكر أيضا أن الطيب حائز على جائزة الهجرة الماليزية لعام 2020.

البيان أشار أيضا إلى أن منصب شيخ الأزهر يعامل معاملة منصب رئيس الوزراء بموجب الدستور المصري، واعتبرت الزيارة علامة فارقة في العلاقات بين ماليزيا وجمهورية مصر العربية.

لقاء رئيس الوزراء والملك 

استقبل رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، شيخ الأزهر أحمد الطيب، في مقره الرسمي في سيري بيردانا. وحضر اللقاء وزير الخارجية محمد حسن، ووزير الشؤون الدينية الدكتور محمد نعيم مختار، ووزير التعليم العالي الدكتور زامبري عبد القادر.

نقلت وكالة برناما الوطنية عن رئيس الوزراء أنور إبراهيم قوله إن زيارة شيخ الأزهر إلى ماليزيا “شرفً عظيم”، باعتباره شخصية مرموقة وصاحب إسهامات كبيرة في العالم الإسلامي. وأشار أنور إلى أنه إلى جانب موقفه القوي من القضية الفلسطينية، فإن شيخ الأزهر كان أيضًا على دراية كبيرة بالقضايا الراهنة. وصرح أنور أن الشيخ أحمد طيب حث المسلمين، خلال اللقاء، على القيادة في مسائل التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة، وحذر من التخلف عن استكشاف مجالات جديدة للفكر والتكنولوجيا. كما قال أنور، في كلمته في حفل منح درجة الدكتوراه الفخرية للشيخ أحمد الطيب، إن شيخ الأزهر نصح مسلمي ماليزيا بإظهار الأخلاق الإسلامية بشكل أكثر إيجابية وشجاعة عند التعامل مع أتباع الديانات الأخرى. وتعهد أنور بالسعي لتحقيق نصيحته، خاصة فيما يتعلق بقوة المسلمين عبر اكتساب الخبرة في مجالات جديدة من المعرفة والتكنولوجيا.

كما أثنى رئيس الوزراء على خريجي الأزهر لمساهماتهم الكبيرة في الدفاع عن المعرفة وغرس روح الإسلام وجوهره في المجتمع الماليزي ضد مختلف النقائص الناتجة عن تأثير الفكر الغربي، والأيديولوجيات الليبرالية المنحرفة، والتعصب المؤدي إلى الانقسام. كما شجع على إقامة تعاون بين جامعة الأزهر والجامعات الماليزية، لتعزيز جهود الدفاع عن الأمة الإسلامية عبر مراكز المعرفة.

كما التقى شيخ الأزهر ملك ماليزيا السلطان إبراهيم، في القصر الوطني بالعاصمة كوالالمبور، وحضر اللقاء وزير الشؤون الدينية الدكتور محمد نعيم مختار، ونائب وزير الخارجية محمد الأمين، والسفير المصري لدى ماليزيا رجائي توفيق سعيد نصر.

ولم تنقل الصحف الماليزية تفاصيل ما تمت مناقشته خلال اللقاء، إلا أن مشيخة الأزهر قالت إن الشيخ أحمد الطيب ناقش مع السلطان إبراهيم سُبُل الاستفادة من خبرات الأزهر في مكافحة التطرف، إلى جانب طلب زيادة أعداد المبعوثين الأزهريين لماليزيا، وثناء الملك على خريجي الأزهر وثقة البلاد في علمهم وخبرتهم.

توقعات وآمال

سرد وزير الشؤون الدينية الماليزي الدكتور محمد نعيم مختار ما تتوقعه الحكومة من الزيارة، وكشف عن تفاؤله بأن زيارة شيخ الأزهر إلى البلاد ومؤسسة دار القرآن التابعة لإدارة التنمية الإسلامية الماليزية (جاكيم)، ستفتح آفاقا جديدة لتمكين وتنمية تحفيظ وتعليم القرآن الكريم. كما صرح بأن الزيارة ستفتح فرصًا أوسع لخريجي دار القرآن لمواصلة دراستهم ف ليس فقط في معهد قراءات شبرا بمصر ولكن أيضًا في مجالات أخرى بجامعة الأزهر.

وأشار الوزير، خلال مرافقته للطيب في زيارة دار القرآن، إلى أن ماليزيا منذ الاستقلال، التزمت بتنمية تعليم وتحفيظ القرآن الكريم من خلال مختلف المؤسسات الخاصة والحكومية، بما في ذلك إنشاء دار القرآن عام 1966 كمؤسسة حكومية لتعليم القرآن والقراءات. وذكرت مشيخة الأزهر في أحد بياناتها تزامنا مع الزيارة أن “معهد دار القرآن الأزهري” يضم 8 مبتعثين أزهريين يُدرّسون العلوم الشرعية والعربية لآلاف الطلاب الماليزيين.

وكشف الوزير عن تقديم اقتراح لشيخ الأزهر لإطلاق برنامج مشترك مع كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا بمصر، يستهدف خريجي دبلوم التحفيظ والقراءات من معهد دار القرآن التابع لدائرة التنمية الإسلامية بماليزيا (جاكيم). وأثنى على قرار جامعة الأزهر إيفاد ستة محاضرين لخدمة مراكز الدراسات الدينية في ماليزيا (اثنان في معهد دار القرآن، واثنان في ولاية صباح، واثنان آخران في ولاية ساراواك).

درجة الدكتوراه الفخرية

منحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM) درجة الدكتوراه الفخرية في الدراسات القرآنية والسنة لشيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب. وقدم مستشار الجامعة علي رضاء الدين محرز الجائزة إلى الإمام الأكبر، في حفل خاص حضره رئيس الوزراء أنور إبراهيم. وقالت الجامعة في بيان لها إن الجائزة، المقدمة بالتزامن مع (ندوة ماليزيا مدني الدولية 2024: الإسلام والاعتدال)، تتماشى مع الدور الهام الذي لعبه شيخ الأزهر في إحداث نقلة نوعية في مجال خبرته، وهو دراسات أصول الدين.

وقالت الجامعة إن شيخ الأزهر أسهم في الدراسات القرآنية لأكثر من 23 عامًا، وشغل مناصب مختلفة داخل المؤسسات التعليمية الإسلامية، بما في ذلك رئاسة جامعة الأزهر لمدة سبع سنوات قبل تعيينه شيخًا للجامع الأزهر والأزهر الشريف في 19 مارس 2010. مضيفة “أنه عالم بارز في أهل السنة والجماعة، وقدم مساهمات غير عادية في الدراسات الإسلامية، وبلغت ذروتها بتعيينه في أعلى منصب في أكبر مؤسسة سنية وأكثرها احتراما”.

من جهة أخرى، أعرب معهد التفاهم الإسلامي الماليزي (IKIM) عن رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية مع جامعة الأزهر لدعم جهود الدعوة الوسطية وترسيخ الوئام المجتمعي. وقال رئيس المعهد الدكتور محمد نور مانوتي إن هذا الأمر سيتم عرضه على اجتماع مجلس الإدارة لإجراء مناقشة تفصيلية، بالتوازي مع إعداد مذكرة تفاهم واتفاقية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز هذه العلاقة والاستفادة منها. وقال محمد نور إن الاجتماع وفر منصة ممتازة لمناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بالإسلام.

وفي محاضرته بعنوان “دور الأخلاق والتسامح في بناء أمة مدني”، حث شيخ الأزهر الماليزيين على الحفاظ على الانسجام في المجتمع متعدد الأعراق. وقال متحدثًا باللغة العربية التي تُرجمت إلى لغة ملايو “أذكر أيضًا الحاضرين أن يأخذوا التوجيه من النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالتعامل بين المسلمين وغير المسلمين”. 

ونظرا لأن كلمة شيخ الأزهر خلال حفل تكريمه في الجامعة العلوم الإسلامية الماليزية كانت باللغة العربية، دعا أنور الجامعة إلى ترجمة الكلمة لضمان نشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد. وقال أنور “إن ما جاء في خطاب شيخ الأزهر يدل على سمو وعمق علمه”.

وفي نهاية الزيارة، ودعت ماليزيا شيخ الأزهر بالسجادة الحمراء وحرس الشرف الملكي، في مطار كوالالمبور الدولي، وحضر المراسم نائب  وزير الشؤون الدينية ذو الكفل حسن.

Related posts

ملاحقة بترو سعودي في ماليزيا وسويسرا 

Sama Post

زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى قطر

Sama Post

انشقاق أومنو واستقالات الوزراء

Sama Post

زيارة وزير الخارجية التركي إلى ماليزيا

Sama Post

ردود الفعل الماليزية على المساعدات السعودية

Sama Post

ملك ماليزيا السابع عشر 

Sama Post