أكتوبر 5, 2024
تقارير

زيارة وزير الخارجية التركي إلى ماليزيا

زيارة وزير الخارجية التركي إلى ماليزيا

على مدار الشهرين الماضيين تبادلت ماليزيا وتركيا زيارات رفيعة المستوى، كان آخرها زيارة وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، التي استمرت يومين، وأعلنت عنها وزارة الخارجية الماليزية قبل وصول الوزير بساعات. الزيارة جاءت في إطار متابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء الماليزي، إسماعيل صبري يعقوب، إلى تركيا الشهر الماضي التي التقى خلالها بالرئيس، رجب طيب أردوغان، وكذلك تحضيرًا لزيارة ملك ماليزيا، السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه، والمخطط لها منتصف شهر أغسطس الجاري. كما سبق وأن قام وزير الداخلية الماليزي، حمزة زين الدين، بزيارة رسمية إلى أنقرة شهر يونيو الماضي للاطلاع على التكنولوجيا والأصول الاستراتيجية التي تستخدمها تركيا لإدارة أمن حدودها، و لاكتساب خبرة في التعامل مع مشاكل الحدود التي تواجهها ماليزيا.

زيارة صبري إلى تركيا الشهر الماضي، انتهت بإعلان رفع العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة والتحضير لتوسيع إطار اتفاقية التجارة الحرة الموقعة في 2015 ليشمل مجالات جديدة مثل الصناعات العسكرية والاستثمار والتجارة الإلكترونية. وهو ما جاءت زيارة تشاووش أوغلو لمتابعته والتأكيد عليه.

لكن ماليزيا تبدو مهتمة أكثر بنقل خبرة تركيا في مجالي الطيران والدفاع وخاصة تصنيع الطائرات المسيرة من خلال زيارات ولقاءات متكررة مع كبرى شركات الطيران والفضاء التركية، حيث تخطط الحكومة الماليزية للانتقال من نشاط الصيانة إلى التصنيع في هذا المجال عبر شراكة تكنولوجية مع الشركات التركية. بينما قد تستفيد تركيا من خبرة ماليزيا في مجال المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي، بعد الاتفاق مؤخرًا على تأسيس أول بنك رقمي إسلامي في تركيا بمساعدة ماليزية. وتستهدف تركيا التعاون مع ماليزيا في دراسات تطوير لقاح كوفيد-19 “تركوفاك”.

خلال الزيارة الأخيرة، ناقش وزيرا الخارجية تعزيز التعاون الحالي وسبل استكشاف مجالات جديدة للتعاون مثل الأمن الغذائي والخدمات المصرفية الرقمية الإسلامية والتجارة الإلكترونية وصناعة الدفاع والبترول والغاز والطاقة المتجددة، وهي مجالات تحدث عنها صبري وأردوغان الشهر الماضي. كما أعلن وزير الخارجية الماليزي، سيف الدين عبد الله، أن البنكين المركزيين الماليزي والتركي بصدد إكمال مناقشات حول تبادل العملة، وهي صفقات أبرمتها تركيا مع دول أخرى مثل الصين وقطر وكوريا الجنوبية وكان آخرها صفقة تبادل بقيمة 5 مليارات دولار مع الإمارات في يناير الماضي. 

ماليزيا أشادت بموقف تركيا من القضية الفلسطينية وكذلك توسطها في حل الأزمة الروسية الأوكرانية، ويتعاونان في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

تركيا هي ثالث أكبر شريك تجاري في الشرق الأوسط لماليزيا بعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث سجل إجمالي التجارة بين البلدين (4.09 مليار دولار أمريكي) في عام 2021، كما تعتبر ماليزيا أكبر شريك تجاري لأنقرة في جنوب شرق آسيا. وأقيمت العلاقات الثنائية بين البلدين عام 1957.

كما تهتم ماليزيا بتعزيز تعاونها مع تركيا لتسريع وتيرة التعافي من الوباء وتفادي اضطراب سلاسل الإمداد الغذائي الذي بات يهدد الكثير من الدول، وتسعى تركيا كذلك للانفتاح على أسواق أوسع عبر بوابة ماليزيا العضو في الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي تضم 15 دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والإطار الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ الذي أطلقه مؤخرًا الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

Related posts

زيارة أنور إبراهيم إلى الصين

Sama Post

ماذا بعد استقالة محي الدين ياسين؟

Sama Post

الإعلام الماليزي 2022

Sama Post

استقالة محي الدين ومستقبل ماليزيا

Sama Post

ملاحقة بترو سعودي في ماليزيا وسويسرا 

Sama Post

حالة الإعلام الماليزي والقضايا السعودية لعام 2023

Sama Post