ديسمبر 22, 2024
تقارير

ولي عهد أبوظبي في ماليزيا

بعد أقل من شهرين على تعيينه ولي عهد أبوظبي، كانت ماليزيا الوجهة الأولى للشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عاكسة عمق العلاقات الثنائية بين أبوظبي وكوالالمبور. 

العلاقات التي زادت قوتها منذ تولي ملك ماليزيا الحالي السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه الحكم، نظرا للعلاقة الشخصية التي تربطه برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. فقد كان السلطان عبدالله والشيخ محمد زميلين في الأكاديمية العسكرية الملكية المرموقة ساندهيرست في بريطانيا أواخر السبعينيات. وقد قام الشيخ محمد بزيارة إلى ماليزيا في يوليو 2019 لحضور حفل تنصيب السلطان عبدالله ملكا للبلاد، فيما قام السلطان عبدالله بعدد من الزيارات إلى أبو ظبي كان آخرها نهاية فبراير الماضي واستمرت سبعة أيام، التقى خلالها برئيس الدولة. سبقها زيارة في ديسمبر 2022، لمدة أربعة بدعوة خاصة من الشيخ محمد، وزيارة عام 2019.

زيارة الشيخ خالد الأولى إلى ماليزيا والتي استمرت أربعة أيام، شهدت لقاءا جمعه بالسلطان عبدالله في القصر الوطني واجتماعا مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في مبنى البرلمان. بينما استقبله لدى وصوله ولي عهد ولاية باهانج حسنال إبراهيم علم شاه إلى جانب نائب رئيس الوزراء فضيلة يوسف ووزير الخارجية زامبري عبد القادر.

قبل تعيينه وليا للعهد، قام بزيارة إلى إندونيسيا -المجاورة لماليزيا-  في ديسمبر العام الماضي، بالتزامن مع حفل زفاف نجل الرئيس جوكو ويدودو، وزار جامع الشيخ زايد الكبير في مدينة سوراكارتا (سولو) الإندونيسية برفقة الرئيس وعمدة المدينة.

بحسب مسؤولي البلدين، جاءت الزيارة لتعزيز العلاقات بين البلدين والتي تم ترقيتها إلى شراكة استراتيجية في 27 سبتمبر 2022، وقد شهدت توقيع إعلان نوايا المشترك بشأن إطلاق محادثات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين. وقعه وزير التجارة الخارجية الاماراتي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ووزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي ظافرول عبدالعزيز. ويعد ذلك الإعلان جزء من خطة إماراتية أوسع لنشر شبكة شركائها التجاريين عبر برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية، حيث أبرمت 4 اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع كل من الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا.

خلال لقائهما في القصر الوطني، منح ملك ماليزيا وسامين ولقب “تون” للشيخ خالد.

فيما شهد اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الماليزي وولي عهد أبو ظبي، إطلاق كرسيين أكاديميين للبحث العلمي الأول باسم الشيخ زايد في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا بهدف تعزيز الدراسات والبحث الأكاديمي في منطقتي غرب آسيا وجنوب شرق آسيا؛ والثاني باسم الشيخة فاطمة بنت مبارك في جامعة الدفاع الوطني الماليزية من أجل دعم جهود تمكين النساء والفتيات في مجال السلام والأمن ودعم بعثات حفظ السلام في الأمم المتحدة.

أبرز محطات الزيارة، كانت جولة تفقدية لمعرض لانكاوي الدولي للملاحة والفضاء (ليما) 2023، قام بها الشيخ خالد برفقة السلطان عبدالله ووفد رفيع المستوى من البلدين. المعرض الذي يقام كل عامين، شاركت فيه مجموعة إيدج الإماراتية وفريق فرسان الإمارات للاستعراضات الجوية. وخلال زيارة المعرض أعلنت شركة كراكال الدولية وهي جزء من مجموعة إيدج الإماراتية، عن توقيع اتفاقية مع كيتيك آسيا الماليزية، وهي شركة منتجة للذخيرة ومزود حلول الأسلحة الصغيرة، لإنتاج وإعادة بيع بندقية كاراكال الهجومية CAR 816 في ماليزيا. بموجب الاتفاقية، ستجري الشركتان نقلًا للتكنولوجيا سيمكن شركة كيتيك آسيا من تجميع البندقية في منشآتها الجديدة في ولاية باهانج لدعم متطلبات القوات المسلحة الماليزية الملكية.

الإعلام الماليزي بشقيه المقروء والمرئي اهتم بالزيارة وبدأ التغطية قبل وصول ولي عهد أبو ظبي، فيما نشرت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية “برناما” عدد من التقارير حول العلاقات بين البلدين ودور الصداقة الشخصية بين ملك ماليزيا ورئيس الإمارات، إضافة إلى دور معرض لانكاوي الدولي للملاحة والفضاء (ليما) 2023 في تعزيز التعاون الدفاعي المشترك.

وفقا للأرقام الرسمية، تستحوذ ماليزيا على نحو 2% من تجارة الإمارات غير النفطية مع دول آسيا غير العربية، وتأتي في المرتبة الثامنة لصادرات الإمارات غير النفطية. وبلغ حجم التجارة الثنائية غير النفطية 4.6 مليار دولار خلال 2022 بنمو 5% مقارنةً بعام 2021. فيما تملك الإمارات استثمارات بقيمة 220 مليون دولار في ماليزيا وتستثمر ماليزيا 150 مليون دولار في الإمارات.

المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (COP28) الذي تستضيفه الإمارات في نوفمبر 2023، كان محور النقاش بين  وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي ووزير الموارد الطبيعية والبيئة وتغير المناخ الماليزي نيك نظمي نيك أحمد، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة النظيفة على وجه الخصوص.

محللو ماليزيا، رأوا أن التعاون بين البلدين خلال فترة جائحة كوفيد-19 كان نموذجًا للتعاون الدولي البناء في مواجهة الوباء واحتواء تداعياته الإنسانية. حيث أرسلت الإمارات في مارس 2020 طائرة مساعدات تحمل 20 ألف مجموعة اختبار كوفيد-19 إلى ماليزيا، كما أرسلت في منتصف مايو طائرة أخرى محملة بالمعدات الطبية والمطهرات. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان مساعدات غذائية خلال شهر رمضان 2020 للتخفيف من معاناة ضحايا الجائحة. وقد استفاد من هذه الجهود أكثر من 100 جهة وآلاف الأفراد.

قضية الصندوق السيادي

أنور إبراهيم الذي تولى السلطة قبل نحو ثمانية أشهر، أشار في حديثه أمام البرلمان الماليزي إلى أن حكومته عازمة على مواصلة المباحثات الخاصة بقضية صندوق التنمية الماليزي السيادي (وان ام دي بي) مع ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد خلال وبعد الزيارة. وأكد للنواب أن الزيارة تهدف إلى دفع المناقشات إلى الأمام، بما في ذلك فرص الاستثمار الجديدة. مع المعلوم أنه خلال فترة حكم تحالف الوطني السابقة والتي كان أنور جزءا منها، قامت رئيسة هيئة مكافحة الفساد الماليزية في ذلك الوقت لطيفة كويا بنشر تسجيلات صوتية زعمت أنها لرئيس الوزراء السابق نجيب رزاق والشيخ محمد بن زايد كدليل على محاولة نجيب للتهرب من الفضيحة المعروفة حاليا بقضية القرن. وكانت ماليزيا قد توصلت مؤخرا إلى تسوية مع شركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) وآبار للاستثمار الإماراتية قيمتها 1.8 مليار دولار أمريكي، فيما يحاول أنور مضاعفة ذلك الرقم. 

زيارة سموه هي الأولى إلى ماليزيا منذ تعيينه ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في 29 مارس.

وفد رفيع يضم معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل، ومعالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية.

Related posts

تقرير مارس 2022

Sama Post

زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى السعودية 

Sama Post

زيارة أنور إبراهيم إلى الصين

Sama Post

زيارة نائب وزير الخارجية الماليزي إلى تركيا وقطر وإيران

Sama Post

زيارة ماليزية جديدة إلى الخليج

Sama Post

تقرير  يناير 2022

Sama Post