قمة علماء المسلمين
الوحدة أساس لتحرير المسجد الأقصى
كوالالمبور 20 – 22 مايو 2022
عُقدت قمة علماء المسلمين تحت عنوان “الوحدة أساس تحرير المسجد الأقصى” في العاصمة الماليزية كوالالمبور على مدار ثلاثة أيام بدأت الجمعة 20 مايو وحتى يوم الأحد 22 مايو الجاري.
القمة جاءت في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى، وتهدف بحسب منظميها إلى توحيد صف المسلمين وكلمتهم لمواجهة أعداء الأمة وتحرير مقدساتها.
جمعت القمة 150 شخصية إسلامية عالمية وركزت النقاشات على قضايا المدينة المقدسة وقضايا الأمة والتحديات التي تواجهها وكيفية نصرة فلسطين وتحرير المسجد الأقصى. كما سعى المشاركون لتسليط الضوء على سبل دعم صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس، وطرق مواجهة الأعمال الاستيطانية التهويدية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني.
القمة نظمتها مؤسسة ماي أقصى الماليزية “MyAQSA” ومؤسسة الدعوة الإسلامية الماليزية “YADIM” بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتحالف الدولي لأجل القدس وفلسطين، وبرعاية من رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب. الكلمة الافتتاحية لرئيس الوزراء التي تناقلتها وسائل الإعلام الماليزية وألقاها نيابة عنه مستشاره الخاص جميل خير باهاروم، طالب فيها الماليزيين والعالم بالانتفاض وانتقاد الفظائع التي يرتكبها الصهاينة ضد فلسطين، مشيرًا إلى أن الأمر مسؤولية مشتركة للبشر كافة للعمل بشكل إنساني عندما يتعرض مجتمع معين للاضطهاد. كما ندد بحادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وأكد موقف بلاده الداعم للقضية منوهًا إلى أنه طالب الرئيس الأمريكي مؤخرًا بالشفافية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي مثلما يتعامل مع حرب روسيا على أوكرانيا.
المشاركة الفلسطينية من شخصيات رسمية وإسلامية كانت هي الأبرز خلال القمة، فقد حضر وزير الأوقاف والشؤون الدينية بدولة فلسطين الشيخ حاتم البكري الذي قدم بدوره الشكر للجهات المنظمة للمؤتمر ولدولة ماليزيا وحكومتها مشيرًا إلى أن المؤتمر رسالة مهمة لتوحيد الأمة وتذكيرها بواجبها الديني والإنساني تجاه القدس ومقدساتها، وأن القدس هي بوصلة الانتصار والكرامة باعتبارها قضية المسلمين جميعًا، إضافة إلى سفير فلسطين لدى ماليزيا وليد أبو علي والوكيل خليل قراجه الرفاعي عميد مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية بيت المقدس “ميثاق” والدكتور إسماعيل نواهضة خطيب المسجد الأقصى والشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى والقاضي محمد سرندح والقاضي صالح ابو فرحه.
ومن بروناي، حضر القمة نائب مفتي سلطنة بروناي الدكتور الحاج جعفر بن الحاج مت داين مايدين، أما من الملديف فشارك رئيس المنظمة الإسلامية للثقافة والحضارة الدكتور محمد شهيم علي سعيد. ولم تشر وسائل الإعلام الماليزية إلى مشاركة أي شخصية سعودية.
وفي ختام القمة، ألقى وزير الشؤون الدينية الماليزي بيانها الختامي مؤكدًا أن الجهود المبذولة لتحرير القدس من الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي هي مسؤولية كل المسلمين وليس الفلسطينيين أو العرب وحدهم.
كما شارك وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يترأسه الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد، والشيخ محمد الحسن الددو عضو مجلس أمناء الاتحاد، والشيخ عصام البشير، ووجه رئيس الاتحاد أحمد الريسوني كلمة للمؤتمر. وذكرت بعض الصحف أن الاتحاد شارك في تنظيم القمة وهو ما لم تؤكده الصحف الماليزية.
على هامش القمة منحت جامعة السلطان زين العابدين بماليزيا درع الجامعة إلى الشيخ علي القره داغي، تقديرًا لجهوده الفاعلة واهتمامه بقضايا العالم الإسلامي ونصرة القضية الفلسطينية، حسبما نشر الحساب الرسمي للقمة عبر تويتر.
كما التقى الشيخ محمد الحسن الددو برئيس الوزراء الماليزي السابق ورئيس منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة الدكتور مهاتير محمد، وتناول اللقاء التطورات التي تشهدها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، وكذا سبل استعادة المنتدى لدوره الطبيعي والريادي. وقام بزيارة وزير الداخلية الماليزي حمزة زين الدين في مكتبه بالعاصمة كوالالمبور وناقشا أهمية وحدة المسلمين لمعالجة مشاكلهم والدفاع عن قضاياهم والتعريف بها.