ماذا بعد زيارة مبعوث رئيس الوزراء الماليزي إلى قطر ؟
ظهور مفاجئ
قام المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الماليزي إلى الشرق الأوسط بزيارة الشرق الأوسط، حيث شهدت الدوحة زيارة رسمية له في مطلع فبراير الحالي .
عبدالهادي أوانج، زعيم الحزب الإسلامي الماليزي، الذي يشغل المنصب منذ ما يقرب من عامين، قام بتعيينه محي الدين ياسين رئيس الوزراء السابق وأعاد تعيينه اسماعيل صبري رئيس الوزراء الماليزي الحالي. المنصب لا يختلف عليه إثنان، بأنه صفقة سياسية للحكومة الحالية والسابقة لاستمالة دعم نواب الحزب الإسلامي داخل البرلمان.
ورغم قيام رئيس الوزراء السابق محي الدين ياسين بزيارات رسمية إلى الشرق الأوسط شملت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلا أنه لم يصطحب مبعوثه الخاص. الذي ترددت أنباء عن رفض الرياض وأبو ظبي منحه تأشيرة دخول لأراضيهما على خلفية انتمائه لهيئة علماء المسلمين المصنفة إرهابية لدى البلدين. عبدالهادي دائم الانتقاد للسعودية رغم محاولات بوتراجايا لرأب الصدع الذي سببته حكومة تحالف الأمل بقيادة مهاتير محمد بين عامي 2018 و2020. ولم تذكر الصحف الماليزية نتائج الزيارة إلا بعد انتهائها، والاكتفاء بنقل بيان مكتب عبدالهادي عن زيارته والذي صدر بعد عودته من الدوحة.
توجه نحو الشرق الأوسط
يبدو أن الزيارة هي جزء من توجه حكومة إسماعيل صبري لتوطيد العلاقات مع الدول العربية والشرق الأوسط، بحثا عن دعم اقتصادي لمواجهة آثار جائحة كورونا المدمرة. لرغم تقييد السفر المستمر منذ أكثر من عامين، دأب الوزراء و المسؤولون الماليزيون على زيارة الشرق الأوسط وبالأخص السعودية والإمارات ومصر تركيا.
خلال زيارته، التقى عبد الهادي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث استعراضا علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها. كما التقى الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وبحثا أوجه التعاون المشترك بين الجانبين. إضافة إلى اجتماعه بالسيدة لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، حيث تركز النقاش حول علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في الشأن الأفغاني ومجال الإغاثة، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية، لاسيما القضية الفلسطينية.
دعم طالبان .. تفويض أم ورقة سياسية
الملف الأفغاني كان الأبرز خلال الزيارة، حيث بحث عبدالهادي القضية مع عدد من المسؤولين القطريين، كما التقى المبعوث الماليزي بالممثل الدائم لأفغانستان لدى الأمم المتحدة محمد سهيل شاهين خلال، لبحث المساعدة المحتملة. وقد قال الأخير إن هادي وعد بأن “ماليزيا ستفعل ما في وسعها لمساعدة الشعب الأفغاني في هذا الوقت الحرج”. الأمر الذي كان محل جدل واسع في ماليزيا عقب انتهاء الزيارة، وكانت البداية بحزب أمانة المعارض الذي تساءل نائب رئيسه صلاح الدين أيوب، عن الصلاحيات التي يملكها هادي ومدى أهليته للتعبير عن موقف ماليزيا من حكومة طالبان، أو وعده بتقديم المساعدة لأفغانستان. ويدور الحديث حاليا عن موقف مجلس الوزراء من تصريحات هادي في الدوحة حول تلك القضية، في الوقت الذي لم تعترف فيه ماليزيا رسميا حتى الآن بحكومة طالبان. صلاح الدين أشار أيضا إلى تغاضي المبعوث الخاص عن “محنة اليمن التي تتعرض للهجوم من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها الغربيين”، وفق تعبيره. مشيرا إلى وجود رسالة سياسية داخلية في طيات تلك الزيارة الأخيرة، بحثا عن الدعم الشعبي خلال الانتخابات العامة المقبلة. أما عن موقف ماليزيا الرسمي من طالبان، فقد سبق أن أعلن وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله أن بلاده لم تتخذ قرارها بعد وتفضل اتخاذ نهج حذر في هذا الشأن، في انتظار موقف منظمة التعاون الإسلامي.
عبد الهادي أوانج، على الصعيد السياسي داخليا، له أعداء كُثر يرون عدم أهليته لتمثيل البلاد وخاصة مع دول الشرق الأوسط، ويطالبون الحكومة من وقت لآخر بالكشف عن موقف السعودية والإمارات من زعيم الحزب الإسلامي الذي لا يستطيع زيارة أي منهما وبالتالي لا يستطيع القيام بدوره كمبعوث خاص. وبعد أن دب الشقاق بين الحزب الإسلامي وحزب أومنو مؤخرا، عادت المعادلة السابقة للعمل، أصبحت عودة عبد الهادي وحزبه لمقاعد المعارضة مسألة وقت، بعد المشاركة في الحكومة الفيدرالية لأول مرة قبل نحو عامين.