جدول المحتويات
ماليزيا والصين.. علاقات على نار هادئة.. 4
وزيرتا الخارجية البريطانية والتجارة الأمريكية في ماليزيا. 5
ماليزيا تدخل نفق الانتخابات وأومنو يعود بقوة. 6
جهود عابرة للحدود للتعافي من كورونا. 7
تحرك دبلوماسي وشعبي لإنقاذ مواطن ماليزي من الإعدام.. 8
الدبلوماسية الثقافية.. أجندة ماليزيا الجديدة وإيران تدعمها. 10
جدل حول جدية محاكمات الفساد في ظل الحكومة الحالية.. 11
ماليزيا تسبق الجميع إلى أفغانستان.. 13
الحزب الإسلامي يحظر القمار والكحوليات… 14
أرامكو السعودية في ماليزيا.. عطاء وقدوة. 16
تكلفة الحج والعمرة حديث الساعة في ماليزيا. 16
محاكمات الفساد والأموال السعودية المزعومة.. 17
السعودية في الصحف الماليزية. 18
الرياض تحتضن أول مدينة غير ربحية في العالم.. 18
مناورات جوية مشتركة بين السعودية وأمريكا. 18
محادثات الرياض وطهران تجذب الانتباه. 19
معارضة بسيطة لصفقة أسلحة مع السعودية.. 20
تجنيس المغتربين “الموهوبين” في السعودية.. 21
تسهيلات سعودية للمعتمرين من الخارج… 21
الانفتاح السعودي محط اهتمام الصحف الماليزية.. 22
فورمولا 1 وجائزة السعودية الكبرى… 23
التحالف بقيادة السعودية يواصل ردع الحوثيين.. 23
تفاعل سعودي دولي مع انقلاب السودان.. 24
اقتصاد المملكة يقاوم الجائحة العالمية.. 25
الملخص التنفيذي
شهد شهر نوفمبر ولأول مرة لقاء رابع رئيس وزراء ماليزي برئيس الدولة الجارة إندونيسيا خلال أقل من أربع سنوات، في انعكاس لحجم الاضطراب السياسي الذي شهدته ماليزيا عقب انتخابات 2018. الحكومة الحالية وضعت لنفسها مهلة 100 يوم لقياس أداء وزرائها، فبادرت وزارة الخارجية بتدشين رؤية جديدة قائمة على الدبلوماسية الثقافية للتواصل مع العالم. ورغم الخلاف على بحر الصين الجنوبي مع بكين، حافظت بوتراجايا على خطاب معتدل وأعربت عن استعدادها لمزيد من التعاون. ولتسريع عجلة التعافي الاقتصادي من آثار جائحة كورونا، فتحت ماليزيا أبوابها مع سنغافورة ضمن ممر سفر للمحصنين، وتخطط لتفعيل نفس المبادرة مع إندونيسيا. محليًا، يسير المشهد السياسي إلى تعقيد محتمل بعد فوز حزب أومنو الساحق في انتخابات ولاية ملاكا واقتراب موعد انتخابات ولاية سراواك، وسط مطالبات بانتخابات عامة قبل الموعد المتفق عليه مع المعارضة ضمن إطار مذكرة التفاهم مع الحكومة.
قضايا الشأن الماليزي
صبري يزور جاكرتا وسنغافورة
توجه إسماعيل صبري يعقوب إلى العاصمة الإندونيسية في أول رحلة خارجية له، ليكون رابع زعيم ماليزي يلتقي بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو خلال فترة لم تزد عن أربع سنوات عاكسة حجم الاضطراب السياسي الذي تشهده ماليزيا منذ عام 2018 بعد خسارة الجبهة الوطنية التي حكمت البلاد منذ استقلالها قبل أكثر من ستين عاما أمام تحالف الأمل المعارض الذي سقط سريعا. كوالالمبور وجاكرتا تتمتعان بعلاقات وثيقة تأصلت بفعل التقارب الجغرافي والديني، لكنها تنطوي على خلافات بسبب قضايا مختلفة أهمها حماية العمال الإندونيسيين في ماليزيا بسبب العديد من حالات انتهاك حقوق الإنسان التي دفعت إندونيسيا إلى تقييد عملية إرسال العمالة إلى ماليزيا. إضافة إلى قضية ترسيم الحدود البحرية والبرية المستمرة منذ فترة طويلة. الجديد هذه المرة هو اهتمام ماليزيا بلعب دور في عملية تطوير العاصمة الإندونيسية الجديدة كاليمانتان التي تشترك في الحدود مع ولايتي صباح وساراواك الماليزيتين. كما اختتم شهر نوفمبر بزيارة إلى سنغافورة لافتتاح ممر السفر البري للملقحين بين البلدين، ملتقيا بنظيره السنغافوري لي هسين لونغ.
ماليزيا والصين.. علاقات على نار هادئة
رغم النزاع طويل الأمد داخل بحر الصين الجنوبي بين الصين من جانب وعدة دول أعضاء في رابطة الآسيان منهم ماليزيا إلا أن حكومات بوتراجايا المتعاقبة حافظت على مسافة آمنة في التعامل مع بكين. وخلال القمة الخاصة بين الآسيان والصين للاحتفال بالذكرى الثلاثين لعلاقات الحوار بين الآسيان والصين، التي عُقِدَت هذا الشهر، أكدت ماليزيا على لسان وزير خارجيتها سيف الدين عبدالله تمسكها بالحوار وتغليب المصلحة العامة خاصة بعد الارتقاء بعلاقات الصين والآسيان إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة خلال القمة الأخيرة. ماليزيا ترى أنه لا ينبغي أن تكون مشكلة بحر الصين الجنوبي سببًا في عرقلة العلاقات بين الصين وأعضاء الرابطة العشرة، باعتبار أن القضايا الاقتصادية والتعليمية سوف تسود على الخلافات. قمة الصين-آسيان حضرها رئيس الوزراء الماليزي على رأس وفد بلاده، وذهب فيها إلى دور جديد للدول الأعضاء بالتعاون مع الصين في دعم الجهود المبذولة لإصلاح الأمم المتحدة بهدف ضمان بقاء الهيئة الدولية فعالة وذات صلة وسط الديناميكيات العالمية المتطورة، مشددًا على أن النظام العالمي القائم على التعددية أمر ضروري.
أما عن دور ماليزيا الصاعد من جديد داخل الرابطة الإقليمية، فقد نالت ميانمار النصيب الأكبر من التحرك الخارجي الماليزي وأدى إلى استبعاد المجلس العسكري الميانماري من حضور قمة الصين بعد استبعاده من حضور قمة الآسيان 38 و39 والقمم ذات الصلة التي عقدت في أواخر أكتوبر الماضي. موقف ماليزيا من ميانمار جاء نتيجة غياب “تقدم كافٍ” في تنفيذ توافق النقاط الخمس الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع قادة الآسيان في 24 أبريل الماضي للسعي للمصالحة واستعادة السلام في ميانمار.
وزيرتا الخارجية البريطانية والتجارة الأمريكية في ماليزيا
كانت العاصمة الماليزية كوالالمبور المحطة الأولى في جولة وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس إلى جنوب شرق آسيا هذا الشهر، وجاءت بهدف تعميق الروابط الاقتصادية والأمنية مع الدول سريعة النمو وذات النفوذ المتزايد ومنها ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا. الزيارة تبدو علاجًا للتواجد البريطاني الضعيف في المنطقة، ومحاولة تعزيز علاقات المملكة هناك بما يتناسب مع ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي مع الدول الصاعدة. كما أنها جاءت بالتزامن مع تزمر ماليزي من الاتفاقية العسكرية الثلاثية “اوكاس” التي وقعتها بريطانيا مع أمريكا وأستراليا مؤخرًا، وترى فيها كوالالمبور وبعض الدول المجاورة خطرًا على المنطقة وفتيلًا لاشتعال سباق تسلح نووي. وكانت ماليزيا قد طلبت من أستراليا تطمينات وتوضيحات بشأن الاتفاقية وحثت الدول الثلاث على عدم زج المنطقة في صراع عالمي جديد.
من جانب آخر، كانت ماليزيا هذا الشهر مع موعد لزيارة من وزيرة التجارة الأمريكية، جينا رايموندو، التي التقت برئيس الوزراء إسماعيل صبري لمناقشة فرص التعاون المحتملة بالإضافة إلى استكشاف سبل جديدة من شأنها العودة بالنفع على التجارة بين البلدين. وفي ذات الإطار، تم توقيع بيان مشترك يلخص التعاون المستقبلي المعزز في الأمور المتعلقة بتعزيز التجارة والاستثمار وتسهيل الصناعة والتعاون الفني، بين الوزيرة الأمريكية ووزير التجارة والصناعة الدولية الماليزي محمد عزمين علي.
ماليزيا تدخل نفق الانتخابات وأومنو يعود بقوة
من الواضح أن ماليزيا لن تنعم باستقرار سياسي قبل إجراء الانتخابات العامة الخامسة عشر والتي لم يعد موعدها واضحًا إلا أنه يقترب بسرعة. فعقب تنصيب حكومة جديدة يتزعمها رئيس الوزراء من حزب أومنو، جاءت مفاجأة سحب الثقة من رئيس وزراء ولاية ملاكا ليتم عقد انتخابات ولاية في غضون أسابيع قليلة عادت بنفس رئيس الوزراء الذي تمت الإطاحة به والمنتمي لحزب أومنو. وفي ظل التخوف من عواقب تلك الانتخابات خاصة على المستوى الصحي في ظل استمرار تسجيل حالات إصابة يومية عالية، جاءت أنباء حل مجلس ولاية سارواك مطلع هذا الشهر، بعد أن أعطى ملك ماليزيا السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه موافقة ملكية بإنهاء حالة الطوارئ المعلنة هناك. وبالتالي أصبح حتميًا إجراء انتخابات الولاية في غضون 60 يومًا، وهو ما أعلنته لجنة الانتخابات رسميًا، ومن المقرر انعقادها الشهر المقبل.
نتيجة انتخابات ولاية ملاكا التي أعادت حزب أومنو للحكم هناك، صاحبها حالة من نشوة الانتصار داخل الحزب والجبهة الوطنية التي يقودها، بل وتطور الأمر إلى الدعوة إلى انعقاد انتخابات عامة على المستوى الوطني في أقرب فرصة. فخرج نائب رئيس الحزب، محمد حسن، مطالبًا بإجراء الانتخابات للحصول على تفويض جديد من الشعب، بالمخالفة لما تم الاتفاق عليه بين الحكومة الحالية وتحالف الأمل المعارض في مذكرة التفاهم التي أشارت إلى عقد الانتخابات منتصف العام المقبل. كما أن رئيس الحزب زاهد حميدي لم يتمسك بمذكرة التفاهم التي وقعها رئيس الوزراء المنتمي لحزبه، وأكد أنها قابلة للتعديل وليست “مقدسة” في إشارة واضحة إلى ثقة قادة الحزب على استعادة المنصب الأعلى.
مع هذه التطورات الأخيرة، أصبح رئيس الوزراء السابق ورئيس التحالف الوطني محي الدين ياسين هو الخاسر الأكبر. فقد تخلت عنه الجبهة الوطنية مجددًا خلال انتخابات ملاكا، وكان نصيب تحالفه مع الحزب الإسلامي هو مقعدين فقط من أصل 28، ما يشي بانفراد جديد لحزب أومنو وعزمه خوض الانتخابات العامة دون شركاء. رغم ذلك، خرج محي الدين مؤكدًا أن التحالف الوطني لن يتخلى عن مبادئه ولن يتم حله أو انصهاره داخل حزب أومنو.
أما معسكر المعارضة، فينظر إلى ما حدث في ملاكا وما قد يحدث في ساراواك على أنه بداية لعودة نجيب رزاق رئيس الوزراء السابق والمتهم بقضايا فساد. عودة أومنو للحكم المطلق أصبحت هي السيناريو الأقرب، بعدما تعلم من أخطائه وقد يعود قريبًا لسلطة لطالما سيطر عليها لأكثر من ستين عامًا منذ استقلال البلاد.
جهود عابرة للحدود للتعافي من كورونا
في محاولات مضنية تعكس حجم الإرهاق الاقتصادي الذي خلفته جائحة كورونا، تحركت الحكومة الماليزية بحذر لفتح حدودها مع الدول المجاورة. وكانت البداية بسنغافورة التي طالت المفاوضات معها حيث تم السماح للماليزيين والسنغافوريين الذين تم تطعيمهم بالكامل بالسفر بين البلدين دون الحجر الصحي. وفي الإطار نفسه، أطلق رئيس الوزراء إسماعيل صبري خارطة طريق تطوير اللقاحات الوطنية في محاولة لتحويل البلاد إلى مركز لإنتاج اللقاحات. وفقًا لصبري فإن ماليزيا لديها معدل تطعيم مرتفع تجاوز 96% ومعايير عالية للوقاية من عدوى كوفيد-19 لضمان أمن ممرات السفر مع إندونيسيا وسنغافورة. وفي إطار توفير فرص أوسع وأسرع للتعافي الاقتصادي، اقترحت ماليزيا على منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) تطوير “آلية تنظيمية متماسكة لتسهيل السفر الآمن على المستوى الإقليمي. وترى ماليزيا أن مثل هذا الأمر سيكون بمثابة محفز لقطاعي السفر والسياحة الأكثر تضررًا من الوباء، وهذا بدوره سيحفز الانتعاش الاقتصادي.
تحرك دبلوماسي وشعبي لإنقاذ مواطن ماليزي من الإعدام
لأن ماليزيا لا تعترف بعقوبة الإعدام، فقد تكرر مشهد رفض إعدام أحد مواطنيها على أراضي دول أخرى واستلزم الأمر أحيانًا تدخلًا سياسيًا والحالة الأخيرة هذا الشهر خير دليل. فمع تحديد موعد إعدام مواطن ماليزي بتهمة تهريب المخدرات في الجارة سنغافورة، كتب رئيس الوزراء الماليزي إلى نظيره السنغافوري طالبًا منه التساهل في القضية ووقف تنفيذ الإعدام مع الحصول على عفو رئاسي. أدين الماليزي بالاتجار في 42.72 جرام من الهيروين في 2011 بعد اعتقاله في 2009، وقد تم تأييد عقوبته بعد عدة استئنافات. كما دعت ثلاثون منظمة غير حكومية دولية سنغافورة إلى وقف الإعدام الذي كان من المتوقع إجراؤه في 10 نوفمبر. وناشدت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة سنغافورة بوقف الإعدام بدعوى أن المتهم يعاني من إعاقة ذهنية. اللافت هو أن التحرك جاء بنتيجة إيجابية، حيث استجابت حكومة سنغافورة، ورد رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج ووزيرة الخارجية فيفيان بالاكريشنان على نظرائهما الماليزيين لإبلاغهما بأنه قد تم منح المتهم حق إعادة الإجراءات القانونية.
ماليزيا ودول الشرق الأوسط
في ظل سعيها لجذب استثمارات أجنبية لتسريع عجلة التعافي من الوباء، وجهت الحكومة الماليزية بإرسال بعثة تجارية تابعة للمؤسسة الماليزية لتطوير التجارة الخارجية (ماتريد) إلى جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، وانتهت رحلة البعثة بتسجيل مبيعات محتملة بقيمة 122.5 مليون رنجت ماليزي وتوقيع مذكرتي تفاهم بين شركات ماليزية وسعودية. كما تتوقع ماليزيا تسجيل زيادة كبيرة في التجارة الثنائية مع الإمارات، وهو ما أكده سفير ماليزيا لدى الإمارات محمد طارد سفيان الذي أشار إلى أن التجارة الثنائية بين البلدين من المقرر أن تسجل نموًا ملحوظًا في حقبة ما بعد الوباء العام المقبل، ليس فقط مع الإمارات ولكن أيضًا مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. ماليزيا تشارك في معرض إكسبو 2020 دبي، بحثًا عن فرص التجارة والاستثمار باعتباره منصة للشركات الماليزية لتأمين الفرص التجارية المحتملة. الصادرات الماليزية إلى الإمارات العربية المتحدة تشمل المنتجات الكهربائية والإلكترونية والمجوهرات والمنتجات البترولية والآلات والمعدات والمنتجات المتعلقة بزيت النخيل.
وبمناسبة يومها الوطني، أشادت سفارة سلطنة عمان لدى ماليزيا بالعلاقات الثنائية بين البلدين من خلال توقيع المزيد من الاتفاقيات الثنائية وأكدت التزامها بالحفاظ على علاقات الصداقة مع ماليزيا التي بدأت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في يناير عام 1982. أما تركيا فتضع اللمسات الأخيرة مع الجانب الماليزي على اتفاقية التجارة الحرة الموسعة التي من المخطط إطلاقها نهاية العام الجاري. الاتفاقية ستغطي التجارة في الخدمات والاستثمار والتجارة الإلكترونية، وقد توجه وفد ماليزي إلى أنقرة هذا الشهر للاجتماع مع مسؤولين تجاريين أتراك للتفاوض بشأنها. كما تم افتتاح مكتب جديد لشركة الطيران التركية في منطقة سيبرجايا. وفقًا للمصادر الرسمية، تمت الموافقة على 13 مشروعًا صناعيًا بمشاركة تركية بإجمالي استثمارات 510.4 مليون رنجت ماليزي اعتبارًا من يونيو 2021.
اقتصاديًا، الشرق الأوسط هو مفتاح ماليزيا لزيادة صادرات زيت النخيل، ويبدو أن القوانين الجديدة للاتحاد الأوروبي للحد من المنتجات الغذائية والخشبية المرتبطة بإزالة الغابات سيكون لها تأثير محدود على شحنات ماليزيا من زيت النخيل والأخشاب إلى أوروبا، وفقًا لمسؤولي ماليزيا. وفي حين أن القانون الجديد سيؤثر على الأرجح على الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي حيث سيكون هناك المزيد من المتطلبات للوفاء بها، فإن ماليزيا استعدت لذلك بالتوجه نحو الشرق الأوسط لتعويض ما ستفقده من السوق الأوروبي وقد أعلنت سابقًا عن إنشاء مكتب تجاري في جدة السعودية لتسويق زيت النخيل في المنطقة.
الدبلوماسية الثقافية.. أجندة ماليزيا الجديدة وإيران تدعمها
مع عودته مرة أخرى لقيادة حقيبة الخارجية الماليزية، جاء سيف الدين عبدالله بأجندة جديدة لسياسة بلاده الخارجية معتمدًا الدبلوماسية الثقافية مفتاحًا جديدًا للتعامل مع العالم. وخلال المائة يوم الأولى في مكتبه، قام الوزير باستحداث منصبين جديدين داخل الوزارة لهذا الغرض، وأعلنت الوزارة تعيين سكرتير ثقافي ومستشار إبداعي مطلع شهر نوفمبر. الوزير يرى أن مثل هذه المناصب تتماشى مع هدف تطوير الدبلوماسية الثقافية في إطار السياسة الخارجية الماليزية التي تهدف إلى خلق طرق جديدة لعرض الهوية والقيم الوطنية للبلاد، وكذلك تعزيز التواصل والتبادل الثقافي. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يوجد تغيير في سياسة بلاده تجاه رابطة الآسيان ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ودول عدم الانحياز. الدبلوماسية الثقافية هي أحد أشكال “القوة الناعمة” وتتطرق أكثر إلى القضايا الاجتماعية والثقافية، ولتمكينها سيقوم الوزير بإنشاء لجنة تابعة لمكتبه مختصة بالفنون والثقافة لتعزيز الجهود في وضع الفنون الماليزية كوسيلة فعالة لتعزيز التراث التاريخي والثقافي للبلاد. ورغم تبني ماليزيا للدبلوماسية الثقافية إلا أنها ليس لديها نية التصديق على الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية الخاص بالأمم المتحدة، وفقًا لرد الوزير على البرلمان بهذا الخصوص.
سفير طهران لدى ماليزيا لم يضع الفرصة وقال إن على إيران وماليزيا العمل “معًا” لتعزيز الدبلوماسية الثقافية لتعزيز التفاهم المتبادل والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين إيران وماليزيا، مشيرًا إلى أن بوتراجايا الماليزية وأصفهان الإيرانية “مدينتان توأمان” ينبغي الترويج لهما. من الناحية السياسية، رأى السفير أن البلدان تسيران في الاتجاه الصحيح، وتوقع أن يعمل كلا البلدين عن كثب عبر المنصات الدولية مثل حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.
جدل حول جدية محاكمات الفساد في ظل الحكومة الحالية
مع صعود حزب أومنو إلى سدة الحكم مرة أخرى بات شائعًا أن محاكمات الفساد القائمة منذ عام 2018 سوف تنتهي دون تحقيق أهدافها. وتطور المشهد الشهر الماضي مع السماح بسفر رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق الذي حُكِم عليه بالسجن 12 عامًا وغرامة 210 مليون رنجت ماليزي. أما هذا الشهر فقد شهد رد فعل المعارضة على ما آلت إليه الأمور، وتوقعهم لعودة نجيب رزاق نفسه إلى رئاسة الوزراء. مهاتير محمد الذي أعطى الضوء الأخضر لبدء تلك المحاكمات في 2018 بعد وصوله للحكم على حساب حزب أومنو الخاسر على وقع فضيحة فساد صندوق التنمية الماليزي السيادي (وان ام دي بي)، استنكر قرار المحكمة بالسماح لنجيب وزوجته ونائبه السابق أحمد زاهد حميدي ومحاميه بالسفر رغم محاكمات الفساد المرتبطة بهم، متهمًا الحكومة بالتخلي عن حقوق البلاد من أموال منهوبة. ومن المتوقع سماع قرار محكمة الاستئناف يوم 8 ديسمبر للبت في استئناف نجيب ضد إدانته والحكم عليه باختلاس 42 مليون رنجت ماليزي من أموال شركة إس أر سي الدولية التابعة للصندوق.
كما كشف الإدعاء وبعض الشهود هذا الشهر كيف كانت تتم إدارة الصندوق السيادي، فقال المدعي العام الرئيسي جوبال سري رام إن الصندوق كان يُدار مثل “مقهى” بسبب وجود رجل الأعمال الهارب حاليًا لو تايك جو (جو لو) الذي كان الذراع اليمنى لنجيب رزاق. وأكد وزير الداخلية الماليزي حمزة زين الدين أن السلطات المحلية والدولية لا تزال في حيرة من أمرها بشأن مكان وجود رجل الأعمال الهارب، رغم إصدار كل من سنغافورة والولايات المتحدة وماليزيا إخطارات حمراء إلى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) للقبض عليه.
أما الرئيس التنفيذي السابق للصندوق محمد حازم عبد الرحمن فأكد أن جو لو كان دائم اللقاء مع رئيس الوزراء السابق خاصة قبل الاجتماعات الهامة. وأن 49 مليون رنجت ماليزي ناشئة عن قروض حصل عليها الصندوق انتهى بها المطاف في حساب نجيب الشخصي. حزب أومنو هو الآخر متهم باستلام 16 مليون رنجت ماليزي من الأموال المختلسة من شركة إس أر سي الدولية التابعة للصندوق، وقد رفضت المحكمة العليا هذا الشهر طلبه بإلغاء الدعوى التي رفعتها الشركة ضده.
شهر نوفمبر كان مليئًا بتطورات قضايا الفساد، فقد أعلنت هيئة مكافحة الفساد أنها استطاعت استعادة أصول بقيمة 20.5 مليار رنجت من أموال صندوق التنمية وتسليمها إلى الحكومة الماليزية سواء من داخل البلاد أو خارجها بما في ذلك الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وتايوان وسنغافورة. أما شركة المجوهرات اللبنانية “جلوبال رويالتي التجارية” فقد أعادت رفع دعوى قضائية ضد زوجة نجيب، روزما منصور، للمطالبة بتعويض عن مجوهرات بقيمة 14.57 مليون دولار أمريكي يُزعم أنها لا تزال في حوزة زوجة رئيس الوزراء السابق.
لم يقتصر الجدل هذا الشهر حول محاكمة فساد نجيب رزاق، بل صعدت قضية جديدة وهي تخصيص قطعة أرض تقدر قيمتها بـ 100 مليون رنجت ماليزي لصالح رئيس الوزراء السابق على حساب خزائن الحكومة. المعارضة طلبت لقاء رئيس الوزراء بشكل فوري، لكن نجيب بادر بإعلان تراجعه عن طلبه وعدم قبول تلك الأرض، رغم “أحقيته” كرئيس وزراء سابق.
حوادث طيران متكررة
شهدت ماليزيا في العامين الأخيرين عدة حوادث تحطم طائرات هليكوبتر خاصة وعسكرية، كان آخرها هذا الشهر حيث تحطمت طائرة مقاتلة من طراز هوك 108 في ولاية بينانج خلال تدريب في قاعدة تلوك آير طوار، ونتج عنها مقتل ضابط في القوات الجوية وإصابة آخر. الحادثة أثارت عدة ردات فعل كان أبرزها المطالبة بوقف استخدام هذا الطراز من الطائرات نظرًا لقدمه، لكن وزير الدفاع هشام الدين حسين الذي طالب بتحقيق فوري في أسباب الحادث قال إن قرار وقف استخدام الطائرات المقاتلة سيحدده قادة القوات المسلحة والقوات الجوية الملكية الماليزية، بعد ظهور نتيجة لجنة التحقيق الخاصة.
ماليزيا تسبق الجميع إلى أفغانستان
ماليزيا ترى في ملف طالبان وأفغانستان فرصة للعب دور الوسيط بعد نجاحها في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان مؤخرًا. ولهذا السبب عينت وزارة الخارجية مستشارًا خاصًا لشؤون أفغانستان، وهو أحمد عزام عبد الرحمن الذي يشغل أيضًا منصب مفوض اللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي. عزام صرح هذا الشهر أن طالبان بحاجة للوقت لإظهار التزامها بالإصلاحات وأن طالبان هذا العام ليست مثل النظام الذي حكم قبل الاحتلال الأمريكي عام 2001. ويرى أن جهود ماليزيا للتنسيق مع طالبان وإرسال مساعدات إنسانية إلى أفغانستان وضعتها في مرتبة متقدمة على منظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية الأخرى. الحكومة كشفت عن قيامها بالتواصل مع طالبان بشأن حقوق الإنسان، بما في ذلك ضمان حماية حقوق المرأة. وصرح نائب وزير الخارجية قمر الدين جعفر أنه تم فتح قناة اتصال عبر السفارة الماليزية في قطر منذ سبتمبر الماضي. كما كشف أن منظمة بعثة السلام العالمية في ماليزيا، وهي منظمة غير حكومية، تجري محادثات مع طالبان لضمان حماية حقوق الإنسان الأساسية في أفغانستان. وكان وفد منظمة «مسلم كير» الماليزية قد غادر كوالالمبور مطلع نوفمبر، متجهًا إلى أفغانستان في مهمة إيصال مساعدات إنسانية تستغرق 12 يومًا. وتخطط المنظمات الماليزية لإقامة علاقات تعاون مع العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية هناك لتسهيل توزيع التبرعات والمساعدات. نهج الحكومة والحزب الإسلامي الشريك في الحكومة الحالية تعرض لانتقادات لاذعة مؤخرًا لانشغالهم بدعم وتحسين صورة طالبان على حساب مصالح الشعب المتضرر من جائحة كورونا.
الحزب الإسلامي يحظر القمار والكحوليات
أثار الحزب الإسلامي أوساط السياسة والمجتمع بقرار حظر لعب القمار وبيع المشروبات الكحولية في ولاية قدح أحد ثلاث ولايات يحكمها في ماليزيا. رئيس وزراء الولاية محمد سانوسي محمد نور أكد أن القرار نهائي ولا مجال لمناقشته، مؤكدًا أن الأمر لا علاقة له بالعرق أو الدين وأنه ليس محاولة لإنكار حقوق غير المسلمين كما اتهمه كثيرون بذلك.
السعودية وماليزيا
أرامكو السعودية في ماليزيا.. عطاء وقدوة
ساهمت شركة أرامكو السعودية (فرع ماليزيا) بمبلغ 120 ألف دولار أمريكي لصالح برنامج تعليمي مدته ثلاث سنوات لمساعدة حوالي 1500 من الطلاب المحتاجين في ماليزيا، ضمن برنامج التعليم الذكي التابع لمؤسسة مارا التعليمية. العضو المنتدب لشركة أرامكو سعد القحطاني قدم الشيك إلى رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور محمد نزار في حفل أقيم في مبنى مؤسسة مارا. التبرع جاء تعبيرًا عن التزام أرامكو بدعم قيم المشاركة في خدمة الأفراد والبيئة في منطقة عملياتها. كما كشفت أرامكو أن ما مجموعه 72697 طالب قد استفادوا من برنامج التعليم الذكي منذ إنشائه في عام 2013. التبرع السعودي ستستفيد منه خمسة مراكز تعليمية تابعة لبرنامج المؤسسة في ولاية جوهور.
وبعد النجاح الذي حققته شركة أرامكو السعودية العملاقة في اكتتابها العام الأولي في ديسمبر 2019، دعا نائب البرلمان عن حزب العمل الديمقراطي نغا كور مينغ الحكومة إلى التفكير في إدراج شركة النفط الوطنية “بتروناس” للاكتتاب العام بهدف زيادة دخلها. النائب توقع أن هذا قد يؤدي إلى نتيجة مماثلة لما حدث في تجربة شركة النفط السعودية أرامكو، التي أصبحت الشركة الأكثر قيمة في التاريخ بعد طرحها للاكتتاب.
تكلفة الحج والعمرة حديث الساعة في ماليزيا
أصبحت تكلفة أداء فريضة الحج أو العمرة في زمن الجائحة حديث الساعة في ماليزيا مع تكرار تصريحات المسؤولين حول حتمية زيادة الأسعار نتيجة الإجراءات الاحترازية وضريبة القيمة المضافة ورسوم التأشيرات في الجانب السعودي. وزير الشؤون الدينية أحمد إدريس ونائبه أحمد مرزوق شعري أكدا في مواقف عدة هذا الشهر أن التباعد الاجتماعي في غرف الفنادق والحافلات ستكون أبرز أسباب زيادة التكاليف. وتدعم ماليزيا، عبر صندوق الحج الوطني، الأفراد الراغبين في أداء فريضة الحج كل عام عبر تغطية ما يزيد عن نصف التكلفة. وفي سبيل الاستعداد للسماح لمواطنيها بالتوجه إلى الأراضي المقدسة، سمحت الحكومة الماليزية بالتسجيل من أجل تلقي جرعة ثالثة معززة من اللقاح اللازمة لأداء العمرة وذلك عن طريق تطبيق الهاتف. وفي الإطار ذاته، أطلق بنك “ماي بنك الإسلامي” الماليزي مبادرة لتوفير تجربة تسجيل سلسة لعملائه المسلمين عبر موقعه الإلكتروني الخاص بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت. الخدمة الجديدة تشمل إجراء ترتيبات سفر العمرة من خلال اختيار تاريخ السفر ورحلات الطيران والإقامة وعدم التقيد بالعروض الثابتة لوكالات السفر.
محاكمات الفساد والأموال السعودية المزعومة
النظر في الدعوى التي رفعها صندوق التنمية الماليزي السيادي (وان ام دي بي) ضد المواطن السعودي طارق عبيد، مدير شركتي بترو سعودي الدولية وبترو سعودي القابضة وعدد من الشركات المصرفية الأجنبية سيتم تداولها أمام قاضٍ جديد، بعد اكتشاف تعارض مصالح. كما أن منتج هوليوود رضا عزيز -ربيب نجيب رزاق- إضافة إلى شركتيه ريد جرانيت بكتشرز وريد جرانيت كابيتال في دفاعهم أن الأموال المتلقاة لإنتاج العديد من الأفلام تم اقتراضها من العائلة المالكة السعودية وشركة الاستثمارات البترولية الدولية (IPIC) الاماراتية. صندوق التنمية الماليزي (وان ام دي بي) أقام دعوى قضائية بقيمة 248 مليون دولار أمريكي ضد رضا والشركتين، مدعيًا أن رضا اختلس الأموال من رجل الأعمال الهارب أو كان متعمدًا و متهورًا في عدم إجراء استفسارات ذات صلة بمصدر الأموال. كما سمحت محكمة جلسات كوالالمبور بإعادة جواز سفر عضو البرلمان عن دائرة كيناباتانغان، بونج مختار الدين بشكل مؤقت بغرض السفر إلى المملكة العربية السعودية في مهمة رسمية، وفقًا لمحاميه تيه سي كون. أما المدير غير التنفيذي السابق للصندوق السيادي إسمي إسماعيل، 57 عامًا، قال أن الإدارة العليا لصندوق التنمية الماليزي (وان ام دي بي) قامت بزيارة إلى مكتب شركة بتروسعودي الدولية في لندن للتأكد من وجود الشركة.
السعودية في الصحف الماليزية
الرياض تحتضن أول مدينة غير ربحية في العالم
أوردت وكالة الأنباء الماليزية “برناما” خبر تدشين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية التي ستكون أول مدينة غير ربحية في العالم، لتكون المدينة نموذجًا ملهمًا لتطوير القطاع غير الربحي عالميًا، وحاضنة للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية. الوكالة الوطنية نقلت عن ولي العهد قوله “ستساهم المدينة غير الربحية الأولى من نوعها في تحقيق مستهدفات مؤسسة محمد بن سلمان ‘مسك الخيرية’ في دعم الابتكار وريادة الأعمال وتأهيل قيادات المستقبل وذلك من حيث ما ستوفره من فرص وبرامج تدريب للشباب والفتيات، كما ستضم جملة من الخدمات التي ستساهم في إيجاد بيئة جاذبة للمستفيدين من أنشطة المدينة”.
مناورات جوية مشتركة بين السعودية وأمريكا
ذكرت وكالة برناما الماليزية أن القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأمريكية أتمت تمرينًا ثنائيًا، شاركت فيه مقاتلات إف-15 سي التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، والقاذفات الاستراتيجية B-1 التابعة للقوات الجوية الأمريكية. ونقلت عن وكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذه المناورات المشتركة أظهرت القدرات والسيطرة الجوية والتكامل العملياتي، وهو استمرار للتعاون المشترك بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأمريكية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
محادثات الرياض وطهران تجذب الانتباه
أظهرت الصحف الماليزية اهتمامًا بآخر أنباء المحادثات السعودية الإيرانية، فأوردت صحيفتي فري ماليزيا توادي وبريتا هاريان الناطقة بالملايو، تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن عقد جولة جديدة من المحادثات مع السعودية يبقى رهن إبداء الرياض “جدية” في الحوار الذي بدأ قبل أشهر. ونقلت عنه قوله أيضًا “النقاشات لم تنقطع، لكن بعد الجولة الرابعة لم يتم عقد أي محادثات جديدة حضوريًا”. وكانت الصحف الماليزية قد ذكرت أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين قد بدأوا محادثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كُشِف عنها للمرة الأولى في أبريل الماضي، في ما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016. وأن الجولة الرابعة تمت في سبتمبر الماضي، وهي الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، بعد ثلاث جولات عُقِدَت في عهد الرئيس السابق، حسن روحاني.
قضية مقتل خاشقجي
واصلت عدد من الصحف الماليزية نقل أنباء المملكة العربية السعودية من وكالات الأنباء العالمية التي اتسمت بالسلبية، وكان أبرز تلك الأخبار هذا الشهر ما يتعلق بقضية الصحفي الراحل جمال خاشقجي. فأوردت صحيفة ذا صن دايلي مطالبة خطيبة خاشقجي للمغني جاستن بيبر بإلغاء حفله المقرر في الخامس من ديسمبر بمدينة جدة السعودية، وحثته على عدم الغناء “لقتلة” الصحفي السعودي الراحل حسبما أوردت الصحيفة. خديجة جنكيز كانت قد كتبت رسالة مفتوحة إلى بيبر ونُشرت في صحيفة واشنطن بوست، وحثته فيها على إلغاء الحفل كي “يبعث برسالة قوية إلى العالم مفادها أن اسمك وموهبتك لن يُستغلا لاستعادة سمعة نظام يقتل منتقديه”. أما صحيفة ذا ستار، فذكرت أن منظمة (مراسلون بلا حدود) قالت إن القضية الخاصة بمقتل الصحفي السعودي أمام محكمة تركية “تقترب من طريق مسدود مشيرة إلى أن المحكمة التركية تحاكم 26 سعوديًا غيابيًا بعدما نُسبت إليهم عدة تهم متعلقة بمقتل خاشقجي. أما صحيفة مالاي ميل فقد أوردت خبر تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن أُدين بالمشاركة في عمليتي إطلاق نار على رجال أمن في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية للبلاد.
معارضة بسيطة لصفقة أسلحة مع السعودية
ذكرت صحيفة ذا ستار نقلًا عن وكالة رويترز، أن ثلاثة أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي أعلنوا معارضة مجموعة من أعضاء المجلس لأول صفقة أسلحة كبيرة للسعودية في عهد إدارة الرئيس جو بايدن بسبب مشاركة الرياض في الصراع اليمني. قدم عضوا المجلس الجمهوريان راند بول ومايك لي، وكذلك بيرني ساندرز المقرب من الديمقراطيين، مشروع قانون مشترك لعرقلة صفقة أسلحة مقترحة حجمها 650 مليون دولار للسعودية. وفي حين أن العديد من المشرعين الأمريكيين يعتبرون السعودية شريكًا مهمًا في الشرق الأوسط، فإنهم ينتقدون المملكة لمشاركتها في حرب اليمن، التي تقول الأمم المتحدة إنها تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ويرفض المشرعون الموافقة على العديد من صفقات السلاح للمملكة دون تأكيدات على أن العتاد الأمريكي لن يستخدم لقتل المدنيين.
تجنيس المغتربين “الموهوبين” في السعودية
صحيفة فري ماليزيا توداي قالت إن السعودية منحت جنسيتها لمجموعة من المغتربين تشمل أطباء ورجال دين وأكاديميين، لتصبح ثاني دولة خليجية تستحدث برنامجًا رسميًا لتجنيس الأجانب من أصحاب المهارات الاستثنائية هذا العام. ونقلًا عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية فإن هذا الإعلان يأتي في أعقاب مرسوم ملكي صدر مؤخرًا بمنح الجنسية “لعدد من أصحاب الكفاءات المتميزة والخبرات والتخصصات النادرة” الذين سيساهمون في نمو المملكة في إطار خططها الإصلاحية الطموحة. البرنامج جاء لاستثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المميزين والمبدعين للمساعدة في تحقيق أهداف رؤية 2030 الهادفة إلى خلق فرص عمل وتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط.
تسهيلات سعودية للمعتمرين من الخارج
ركزت وكالة برناما هذا الشهر على خبر إعلان وزارة الحج والعمرة السعودية أن الحجاج من خارج المملكة أصبح بإمكانهم الحصول على تأشيرات العمرة عبر تطبيقات الهواتف الذكية “اعتمرنا” و “توكلنا”. ونقلت ما قالته الوزارة على صفحتها الرسمية على تويتر، بأن الحجاج يمكنهم أيضًا الحصول على إذن زيارة المسجد الحرام وزيارة المسجد النبوي عبر التطبيقين، بعد التسجيل عبر منصة “قدوم” عند وصولهم إلى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن هذا الإذن يقتصر على الحجاج الذين أكملوا جرعتين من اللقاح المعترف به من قبل الحكومة السعودية، بالإضافة إلى أولئك الذين حصلوا على أحد الإعفاءات الواردة في تطبيق “توكلنا”.
الانفتاح السعودي محط اهتمام الصحف الماليزية
نقلت صحيفة ذا ستار تقريرًا حول مدربة أسلحة سعودية كسرت القوالب النمطية في مجال يهيمن عليه الذكور، وأوردت قصة السعودية منى الخريص التي تعشق الأسلحة النارية منذ نعومة أظافرها، عندما كان والدها يصطحبها معه في رحلات صيد بالسعودية، ويعلمها كيف تطلق النار. قبل خمس سنوات، حولت هذا الشغف إلى مهنة وعمل إذ تلقت التدريب في السعودية والخارج لتصبح مدربة أسلحة نارية حاصلة على رخصة لمزاولة المهنة. الصحيفة ذاتها نقلت تقريرًا آخر حول التحولات الاجتماعية وكيف أن المرأة السعودية بدأت تُقبل على العمل، مع مثال للسعودية رهام الأحمد الحاصلة على الشهادة الثانوية والتي أصبحت وفقًا للتقرير أول فتاة عاملة في عائلتها. لم يكن والداها يرغبان في خروجها للعمل لكنهما تراجعا في نهاية الأمر بعد أن زادت تكاليف المعيشة في العاصمة، وتعمل حاليًا في أحد المراكز التجارية لمدة أربعة أيام أسبوعيًا.
وعلى صعيد مكافحة الفساد، ذكرت صحيفة بريتا هاريان أنه تم القبض على 172 موظفًا بالسعودية في قضايا فساد في الفترة بين منتصف أكتوبر الماضي ونوفمبر، وفق ما أعلنته هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية (نزاهة). وذكرت الهيئة في بيان أنها نفذت 6061 جولة رقابية، وحققت مع 512 شخصًا، وأن المتهمين الموقوفين ينتمون إلى جهات عدة، منها وزارات الدفاع، الداخلية، الحرس الوطني، الخارجية، الصحة، الرئاسة العامة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فورمولا 1 وجائزة السعودية الكبرى
تستضيف المملكة العربية السعودية أول سباق لبطولة العالم فورمولا 1 في ديسمبر المقبل، وقد نشرت صحيفة ذا ستار الماليزية أن مسؤولو الاتحاد الدولي للسيارات وبطولة العالم لسباقات فورمولا 1 عبروا عن ثقتهم في قدرة السعودية على الانتهاء من كافة الأمور قبل استضافة السباق بعد أن سلطت وسائل إعلام الضوء على حجم الأعمال في الحلبة التي لم تكتمل بعد. ومن المقرر إقامة السباق تحت الأضواء الكاشفة في جدة في الخامس من ديسمبر باعتباره الجولة قبل الأخيرة للموسم. وفيما يخص إجراءات السلامة وحقوق العمال، نقلت ذا ستار عن منظمي جائزة السعودية الكبرى، القول إنهم يمكنهم الفخر بإجراءات السلامة في أعمال البناء وبتوفير حقوق العمال، أثناء تجهيز حلبة الشوارع في جدة، لاستضافة السباق في ديسمبر المقبل. ونقلت تصريح مارتن ويتيكر المدير التنفيذي لجائزة السعودية الكبرى، بأن 10 آلاف عامل، تعاونوا في تشييد الحلبة وفق برنامج محدد للسلامة.
التحالف بقيادة السعودية يواصل ردع الحوثيين
عادًة ما تسلط الصحف الماليزية الضوء على أهم التطورات فيما يخص حرب اليمن والتحالف بقيادة السعودية، فقد نقلت صحيفة ذا ستار هذا الشهر عدة أنباء عن وكالة رويترز كان أبرزها إعلان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بأن قواته تعيد الانتشار بما يتسق مع استراتيجيته لدعم القوات اليمنية، لكنها لا تنسحب. مصادر أمنية يمنية قالت لرويترز إن الجيش السعودي انسحب من قاعدة عسكرية كبيرة في مديرية البريقة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية ونقل القوات والمعدات والمدفعية الثقيلة. وذكرت الصحيفة الماليزية كذلك وقوع اشتباكات في الحديدة اليمنية بعد تراجع قوات موالية للتحالف. وجاء أن التحالف دمر موقعًا لإطلاق الصواريخ الباليستية في ضربات جوية شنها خلال الليل على العاصمة صنعاء وأبلغ سكان عن سماع دوي انفجارات ضخمة. وكذلك إعلان التحالف شن ضربات جوية على مواقع متصلة بنشاط الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء في ثاني غارة من نوعها بعد يوم من استهداف التحالف للقدرات الصاروخية للحركة المتحالفة مع إيران. أما صحيفة بريتا هاريان الناطقة بلغة الملايو، فقد أوردت إعلان التحالف مقتل 115 متمردًا في غارات استهدفت خلال 24 ساعة منطقتين قرب مدينة مأرب، فيما حقّق الحوثيون تقدّمًا جديدًا نحو المدينة الاستراتيجية. الخبر ورد فيه أن التحالف يحاول منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب.
تفاعل سعودي دولي مع انقلاب السودان
ذكرت صحيفة نيو ستريتس تايمز الماليزية أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تتمتعان بعلاقات وثيقة مع الجيش السوداني، انضمتا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في الدعوة إلى استعادة الحكومة المدنية السلطة في السودان بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش مؤخرًا. وتأتي هذه الجبهة الموحدة مع القوتين العربيتين اللتين كانتا تؤكدان فقط أهمية استقرار السودان، وسط آمال في واشنطن بإمكان إقناع الجيش بقبول التراجع لحفظ ماء الوجه. وجاء في بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الأميركية “نحن نشارك المجتمع الدولي قلقه البالغ إزاء الوضع في السودان. ندعو إلى إعادة السلطات بشكل كامل وفوري للحكومة والمؤسسات الانتقالية التي يقودها مدنيون”.
أزمة لبنان والخليج
تابعت الصحف الماليزية الأزمة التي اندلعت بعد تصريحات لوزير الإعلام اللبناني انتقد فيها التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، ونقلت صحيفة ذا ستار تقرير صدر عن وكالة رويترز ذكر أن لبنان تم جرها إلى معركة صراع إقليمي بين الرياض وطهران. وجاء في التقرير أن لبنان، الغارق بالفعل في انهيار اقتصادي، يواجه انفجار موجة غضب من دول الخليج العربية بعد انتقادات حادة للسعودية من جورج قرداحي، في خلاف فاقم التوتر في علاقات بيروت مع مانحين كرماء. ويخشى كثيرون من المواطنين اللبنانيين العاديين، بحسب التقرير، أن يكونوا هم من سيدفع ثمن الجمود الدبلوماسي الذي أثاره الخلاف الأخير الذي له جذور كامنة في التنافس منذ زمن بين السعودية وإيران، والذي يؤجج الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط. أنفقت السعودية ودول الخليج العربية الأخرى فيما مضى مليارات الدولارات لمساعدة لبنان، وما زالت تقدم فرص عمل وملاذًا لكثير من المغتربين اللبنانيين وعددهم ضخم. لكن هذه الصداقة توترت منذ سنوات نتيجة النفوذ المتنامي لجماعة حزب الله اللبنانية القوية المدعومة من إيران. من جهة أخرى، نقلت صحيفة ذا ستار قول مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي إن المحادثات مع لبنان بشأن الخلاف الحالي مع دول الخليج تسير في “الاتجاه الصحيح”، وأن وفدًا من الجامعة العربية زار بيروت في محاولة لمعالجة الأزمة.
اقتصاد المملكة يقاوم الجائحة العالمية
وردت عدة أخبار هذا الشهر في الصحف الماليزية حول اقتصاد المملكة كان منها تسجيل المملكة العربية السعودية أول فائض فصلي في الميزانية منذ أكثر من عامين حيث عزز ارتفاع أسعار النفط الخام المالية العامة للمملكة. وكذلك ما ذكرته وكالة بلومبرج أن المملكة تسببت في إحداث هزة قوية أخرى بسوق النفط، بعد يوم من تجاهل تحالف أوبك بلس، الذي يضم دول منظمة أوبك والمنتجين المتحالفين معها من غير الأعضاء بالمنظمة، دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن بضخ المزيد من النفط، حيث رفعت السعودية بشكل حاد سعر البيع الرسمي لكل خاماتها من النفط للمشترين كافة. كما عدلت وكالة التصنيف العالمية “موديز” نظرتها المستقبلية للسعودية إلى مستقرة، وثبتت تصنيفها عند “إيه 1”. وأعلنت أنها غيرت النظرة المستقبلية بشأن الحكومة السعودية من سلبية إلى مستقرة، مضيفة أن التغيير في نظرة السعودية يعكس زيادة احتمال أن توقف الحكومة خلال السنوات العديدة المقبلة، معظم زيادة 2020 في أعباء الديون.