ديسمبر 22, 2024
تقارير

إسماعيل صبري في إندونيسيا – مرحلة جديدة من العلاقات

إسماعيل صبري في إندونيسيا 

مرحلة جديدة من العلاقات

 

مثل سابقيه – مهاتير محمد ومحي الدين ياسين – اختار رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب إندونيسيا كوجهة لزيارته الخارجية الأولى في تعبير ضمني عن التزام ماليزيا بتعزيز علاقاتها مع إندونيسيا. بهذه الزيارة، أصبح إسماعيل صبري رابع زعيم ماليزي يلتقي بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو خلال فترة لم تزد عن أربع سنوات.


الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة جوكو ويدودو أكدت استقرار العلاقات بين البلدين، رغم وجود بعض الملفات العالقة والتي لم تصل لحل يرضي الطرفين رغم تعدد الزيارات على مستوى القادة. يعود ذلك إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها ماليزيا منذ عام 2018، التي خلقت حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بمسار العلاقات خاصة مع احتمال إجراء انتخابات عامة قريبًا، إضافة إلى تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في كلا البلدين. 

 

استمرت زيارة صبري ثلاثة أيام ممهدة الطريق لإعادة فتح طرق السفر بين البلدين بعد ما يقرب من عامين من قيود السفر بينهما في محاولة لوقف جائحة انتشار جائحة كوفيد-19، فضلاً عن فصل جديد في العلاقات الثنائية التي بدأت منذ ما يقرب من 65 عامًا. وشهد الزعيمان توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بينها مذكرتي تفاهم للتعاون في مجال التعليم والجمارك. ورافق رئيس الوزراء الماليزي خلال زيارته وزير الخارجية سيف الدين عبدالله ووزير المالية ظافر التنكو عبد العزيز والقائم بأعمال سفير ماليزيا لدى إندونيسيا، عدلان محمد شفيق.

معضلة العمال

تسببت قضية حماية العمال الإندونيسيين في ماليزيا في حدوث توتر بين جاكرتا وكوالالمبور لسنوات، يعود ذلك للعديد من حالات انتهاك حقوق الإنسان التي دفعت إندونيسيا إلى تقييد عملية إرسال العمالة إلى ماليزيا.


لكن الزيارة الأخيرة، حاولت تخفيف حدة التوتر عبر إعلان ماليزيا على لسان رئيس وزرائها العفو عن الإندونيسيين العاملين لديها بدون تصاريح عمل صالحة مع إعطائهم خيار العودة لوطنهم طواعية أو تقنين أوضاعهم. كما شهد الزعيمان توقيع مذكرة تفاهم بشأن توظيف وحماية عاملات المنازل الإندونيسيات في ماليزيا بين وزارة الموارد البشرية الماليزية ووزارة القوى العاملة الإندونيسية.

ممر السفر

كان أبرز ما تم الإعلان عنه خلال الزيارة، اتفاق إندونيسيا وماليزيا على إنشاء ممر سفر بينهما على أساس تدريجي، مع البداية بالعاصمتين كوالالمبور وجاكرتا إضافة إلى جزيرة بالي. وبحسب تصريحات صبري وجوكوي، فإنه سيتم تنفيذ عودة حركة السفر على مراحل بهدف تشجيع التعافي الاقتصادي للبلدين بعد الوباء. وطمأن صبري الجميع بأن ماليزيا لديها معدل تطعيم مرتفع ومعيار للوقاية من عدوى كوفيد-19 لضمان عمل ممر السفر مع إندونيسيا بسلاسة.

ترسيم الحدود 

قضية ترسيم الحدود البحرية والبرية بين البلدين كانت أحد ملفات الزيارة، حيث طالب الرئيس الإندونيسي بإنهاء المفاوضات حول الحدود الوطنية في أقرب وقت ممكن “لأنها مستمرة منذ فترة طويلة”. بينما أكد إسماعيل صبري أن ماليزيا لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى حل لإنهاء الخلاف الحالي. وأشار إلى أنه من بين القضايا الأربع المتعلقة بالنزاع الحدودي البحري بين ماليزيا وإندونيسيا، تم حل اثنتين. واتفق الزعيمان على تكثيف الجهود من خلال وضعهما في مذكرة تفاهم دون الحاجة إلى انتظار التقدم في القضيتين الأخريين، بهدف حل نصف المشكلة على الأقل.

استثمارات ماليزية وإماراتية

أعلن رئيس الوزراء الماليزي خلال زيارته عن توسيع استثمارات بلاده في إندونيسيا من خلال توقيع خمس مذكرات تفاهم واتفاقيات بين شركات القطاع الخاص بقيمة 3.1 مليار دولار أمريكي. وبذلك يصل إجمالي استثمارات ماليزيا في إندونيسيا إلى 12.53 مليار دولار بينما بلغت الاستثمارات الإندونيسية في ماليزيا 1.16 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري.
 

وتبدو ماليزيا حريصة على لعب شركاتها دورًا أكبر في تطوير العاصمة الإندونيسية كاليمانتان التي تشترك في الحدود مع ولايتي صباح وساراواك الماليزيتين.

تُعَد إندونيسيا شريكًا تجاريًا واستراتيجيًا مهمًا لماليزيا، حيث بلغ إجمالي التجارة بينهما 15.67 مليار دولار أمريكي في 2020. كما ارتفع معدل التجارة بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2021 بنسبة 49 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

 

ومع سباق البحث عن استثمارات خارجية، تبدو إندونيسيا متفوقة على ماليزيا بعد إعلان الإمارات استثمار 10 مليارات دولار في صندوق الثروة السيادية الإندونيسي. تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم قطاعات استراتيجية تشمل تطوير البنية التحتية وتشييد العاصمة الجديدة في كالمنتان.

تزامن الإعلان في مارس الماضي مع قيام نائب وزير الخارجية الماليزي قمر الدين جعفر بزيارة إلى تركيا وقطر وإيران لحشد الدعم في العالم الإسلامي، حيث كانت ماليزيا منشغلة في ذلك الوقت بخلافاتها السياسية الداخلية. أثار الاستثمار الإماراتي غيرة ماليزية نظرًا لعدم إحراز تقدم ملموس في إصلاح العلاقات بين أبو ظبي وكوالالمبور والتي أفسدتها حكومة تحالف الأمل السابقة بقيادة مهاتير محمد.

 

Related posts

جولة أنور إبراهيم الخارجية إلى قطر وآسيا الوسطى

Sama Post

زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى السعودية 

Sama Post

انشقاق أومنو واستقالات الوزراء

Sama Post

ملاحقة بترو سعودي في ماليزيا وسويسرا 

Sama Post

ردود الأفعال على المسئ الماليزي

Sama Post

زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى قطر

Sama Post