ديسمبر 22, 2024
تقارير

زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى ماليزيا

زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى ماليزيا

مستوى جديد من التعاون

 

استقبلت ماليزيا بحفاوة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته الرسمية الأولى إلى كوالالمبور والتي استمرت يومين عقب زيارته إلى إندونيسيا. الوزير التقى بالقيادة الماليزية الملكية والسياسية في جدول أعمال مزدحم، وناقش العديد من القضايا التي تهم البلدين وركز مع المسؤولين على رفع مستوى العلاقات والتعاون في حقبة ما بعد الوباء.

 

زيارة سعودية هامة

جاءت زيارة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي بعد غياب للزيارات الرسمية السعودية التي تأثرت بجائحة كورونا. الزيارة عكست اهتمام الرياض بكوالالمبور وجاءت تتويجًا للعديد من المناسبات التي أظهرت فيها المملكة صدق العلاقات مع ماليزيا. 

 

أما الجانب الماليزي فقد أرسل العديد من الوفود والمسؤولين إلى السعودية مؤخرًا لتوطيد العلاقات والبحث عن فرص تعاون أوسع لمساعدة ماليزيا في التعافي من آثار الجائحة العالمية. وخلال شهر مايو الماضي فقط، حضر وزير النقل المنتدى الدولي لمستقبل الطيران 2022 الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني بالرياض والتقى نظيره السعودي صالح بن ناصر الجاسر، حيث تعهد البلدان بترشيح بعضهما البعض لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو). كما أرسلت هيئة السياحة الماليزية بعثة ترويجية إلى الدمام والرياض وجدة، بهدف جذب المزيد من السياح السعوديين لتسريع وتيرة تعافي قطاع السياحة الماليزي. وعلى الصعيد التجاري، أرسلت ماليزيا بعثة تجارية إلى جدة للتعريف بالعلامات التجارية الماليزية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وتوفير فرصة للتواصل والشراكة مع المستثمرين السعوديين المحتملين.

 

تثمين دور السعودية 

عكست لقاءات الأمير فيصل اهتمام الجانب الماليزي برفع مستوى العلاقات مع الرياض، وهي علاقات دافئة منذ عام 1957. فشهد لقاء وزير الخارجية السعودي بملك ماليزيا السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه في القصر الوطني، مناقشة العلاقات الثنائية والصداقة بين حكومتي البلدين، إلى جانب سبل تعزيز التجارة والاقتصاد مع زيادة التعاون والاستثمار في مختلف المجالات. السلطان عبدالله كان حريصًا خلال اللقاء على إظهار امتنانه لقيادة المملكة العربية السعودية على ما وصلت إليه العلاقات من متانة، وترجمتها السعودية من خلال المساهمات والمساعدات المقدمة لماليزيا خلال فترة مواجهة كوفيد-19. وكذلك أشار إلى تخصيص حصة حج لبلاده هذا العام، معربًا عن أمله في تسيير شؤون الحجاج بسلاسة لتمكينهم من أداء الشعائر. 

 

رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب هو الآخر عبر عن تقديره للمملكة العربية السعودية التي تبرعت بمليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، وهو التبرع الأكبر من الدول الأجنبية، إضافة إلى كميات هائلة من المساعدات الطبية وصلت إلى كوالالمبور على عدة مراحل بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

وكانت الحكومة السعودية قد وافقت مؤخرًا على استئناف العمل بمبادرة طريق مكة هذا العام، لتسهيل دخول الحجاج الماليزيين إلى أراضيها من خلال استكمال إجراءات السفر قبل المغادرة. لذا فقد اجتمع قادة ماليزيا على توجيه الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على جهودهما المخلصة.

 

ازدهار اقتصادي وتجاري

أصبحت السعودية واحدة من أكبر أسواق صادرات زيت النخيل الماليزي، مع إجمالي صادرات بقيمة 1.763 مليار رنجت ماليزي العام الماضي، وهو ما كانت وعدت به قيادة المملكة مؤخرًا وخاصة في الوقت الذي يشهد فيه زيت النخيل بعض الحواجز للوصول إلى السوق الأوروبية والأمريكية.

 

هذا وتعد السعودية ثاني أكبر شريك تجاري لماليزيا وأكبر مصدر للواردات بين دول غرب آسيا، حيث بلغ حجم التجارة بين ماليزيا والمملكة في عام 2021 ما قيمته 4.23 مليار دولار أمريكي. وبحسب البيانات الرسمية، حققت ماليزيا إجمالي تجارة بلغ 17.56 مليار رنجت ماليزي مع السعودية في عام 2021، واعتبارًا من أبريل 2022، بلغ إجمالي التجارة 10.42 مليار رنجت، أي بزيادة ملحوظة قدرها 98.2 في المائة مقارنة بـ 5.26 مليار رنجت في نفس الفترة من 2021، وهو مستوى صرح وزير التجارة الدولية الماليزي بأنه غير مسبوق ويؤكد عمق العلاقات بين البلدين. وبناءًا على التعاون الحالي، ناقش وزير الخارجية السعودي الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الثنائي في التجارة والاستثمار مع وزير التجارة الدولية والصناعة الماليزي محمد عزمين علي.

 

كما اقترحت وزارة التجارة الدولية والصناعة على السعودية الاستفادة من مكانة ماليزيا كبوابة مثالية أمام شركات المملكة لاختراق سوق الآسيان وكذلك السوق الآسيوية الأكبر من خلال الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، والتي تضم 15 دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ماليزيا ترى أن مشاركة السعودية بنشاط ستكون فرصة استراتيجية وخاصة في ضوء الإطار الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا وتعد ماليزيا دولة شريكة فيه.

 

أما الأمير فيصل فقد اقترح إبرام اتفاقية تجارية بين ماليزيا ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل تكامل اقتصادي أكبر بين ماليزيا ودول الخليج، وهو ما كان موضع ترحيب من الجانب الماليزي.

 

عزمين علي دعا كذلك الشركات السعودية لاستكشاف فرص التجارة والاستثمار مع الشركات الماليزية، لا سيما في مشاريع التصنيع عالية التقنية والصناعات الناشئة، والتي من شأنها خدمة تطلعات الاستثمار الوطني في ماليزيا ورؤية المملكة 2030، مع إعطاء القطاع الخاص القيادة في مجال الأعمال التجارية.

 

رفع مستوى العلاقات والتعاون الدولي

خلال اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب والأمير فيصل بن فرحان في بوتراجايا، تمت مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك إجراءات تعزيز الوضع الاقتصادي. وكان أبرز ما تم الاتفاق عليه هو إنشاء مجلس التنسيق السعودي الماليزي والمخطط إطلاقه في أوائل العام المقبل. المجلس سيكون بمثابة منصة ثنائية شاملة للمشاورات في قطاعات متعددة تتركز على شؤون التعافي بعد جائحة كورونا وتشمل التجارة والاستثمار والصحة والشؤون الاجتماعية والثقافية والحج والعمرة. كما اتفق القادة على إعادة تنشيط مجلس الأعمال السعودي الماليزي في المستقبل القريب.

 

إسماعيل صبري كان حريصًا كذلك على حث المملكة العربية السعودية على زيادة حجم الاستثمار في بلاده في عدة مجالات مشيرًا إلى أن الاستثمار الرئيسي الحالي يتمثل في مجمع بتروكيماويات بنجرانج المتكامل في ولاية جوهور الماليزية بقيادة شركة أرامكو.

 

أما لقاء الأمير فيصل بنظيره الماليزي سيف الدين عبدالله فقد ناقش العلاقات الثنائية متعددة الأوجه بين البلدين والارتقاء بها إلى مستويات أعلى. مع توسيع نطاق التعاون ليشمل الاعتراف بشهادة التطعيم وتبادل الخبرات والتجارب في مواجهة الجائحة إضافة إلى البحث والتطوير لتطوير لقاح كوفيد-19. الوزيران أكدا على الالتزام بتعزيز التفاعل بين الأفراد في مجال التدريب وبناء قدرات المسؤولين الحكوميين وكذلك في قطاع التعليم. وناقشا الاستعدادات لموسم الحج وطالب سيف الدين السعودية بدراسة إمكانية منح مقاعد إضافية للحجاج الماليزيين هذا العام. كما ناقشا القضايا الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر حول مختلف التطورات العالمية والإقليمية الرئيسية في أوكرانيا وفلسطين. ووفقًا لسيف الدين فقد أبدى كلاهما تخوفات عميقة بشأن الأوضاع الإنسانية الأليمة واتفقا على العمل معًا في تقديم المساعدة الإنسانية.

وجددت ماليزيا تعهدها بدعم ملف السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 العالمي لإبراز ما حققته رؤية المملكة 2030 من إنجازات.

Related posts

ملاحقة بترو سعودي في ماليزيا وسويسرا 

Sama Post

ولي عهد أبوظبي في ماليزيا

Sama Post

تقرير سبتمبر 2021

Sama Post

ملك ماليزيا السابع عشر 

Sama Post

الموقف الماليزي من القضية الفلسطينية

Sama Post

تقرير ماليزيا شهر ديسمبر 2021

Sama Post