مايو 19, 2024
متنوع

قمة كوالالمبور في الصحف الإندونيسية

قمة كوالالمبور في الصحف الإندونيسية

 

عضو بارز

 

كانت إندونيسيا أحد الدول الخمس الأساسية التي أعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد مشاركتها بشكل رئيسي في قمة كوالالمبور الإسلامية، نوفمبر الماضي. حتى أن الحدث الذي شهدته العاصمة الماليزية بين ١٨ و٢١ ديسمبر، تمت تسميته “القمة الخماسية” لأنه كان مخططا له أن يضم ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر.

 

وحضرت إندونيسيا اجتماعات تحضيرية على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين، حيث نقل المسؤولون آراء إندونيسيا حول القمة الإسلامية. وفي عدد من الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية، أعربت إندونيسيا عن آرائها حول مختلف التحديات التي تواجهها المجتمعات الإسلامية المختلفة في جميع أنحاء العالم وأكدت أهمية السلام والازدهار للمسلمين، وفقا لتصريحات متحدث باسم وزارة الخارجية.

 

حالة غامضة واعتذار

 

لم يكن الأمر مع إندونيسيا واضحا كما كان في حالة باكستان، التي اعتذر رئيسها عن الحضور في مكالمة هاتفية مع رئيس القمة. فتغيب اسم إندونيسيا عن القائمة وظهرت إيران، ولم يتم إصدار أي تصريح رسمي حول ذلك الأمر في الصحف الإندونيسية. إلى أن اعتذار نائب رئيس الجمهورية الإندونيسية، معروف أمين، عن حضور فعاليات قمة كوالا لمبور ٢٠١٩ “لظروف صحية”.

وكان بيان صادر عن مكتب نائب الرئيس الإندونيسي، قد أوضح أن أطباء الرئاسة نصحوا معروف بعدم السفر نظرا لحالته الصحية “المجهدة” نتيجة جدول أعماله المزدحم مؤخرا، وفق ما ذكرت صحيفة جاكرتا بوست. إلا أن موقف جاكرتا لم يحظ باهتمام إعلامي مثلما حدث مع باكستان.

وكان متحدث باسم الخارجية قد قال إن الحكومة رفضت التعليق على الجدل حول القمة الإسلامية، لأنه منذ البداية أمر الرئيس جوكو ويدودو نائبه معروف أمين بالحضور ولكن بسبب مرضه، ألغى الحضور.

 

اندونيسيا تشجع 

عشية انطلاق فعاليات القمة الإسلامية المصغرة، ومن قلب العاصمة الماليزية كوالالمبور، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، إن بلادها تشجع وحدة المسلمين وتأمل أن تقدم القمة رسالة سلام لجميع الناس في البلدان الإسلامية. وكانت رتنو حاضرة لتمثيل حكومة جاكرتا في القمة، لكنها لما تظهر فوق أي من منصات مركز مؤتمرات كوالالمبور الدولي، مقر انعقاد الحدث.

وأضافت من مقر إقامتها في كوالالمبور أنها تعرف الكثير من التحديات التي يواجهها المسلمون، مطالبة بالعمل معا من أجل مواجهة التحديات، وهو الغرض الذي أقيمت لأجله قمة كوالا لمبور، وفق ما نقلته عنها صحف إندونيسيا المحلية.

 

وحول موقف بلادها من منظمة التعاون الإسلامي، قالت رتنو إن المنظمة هي المكان الصحيح لإقامة تعاون شامل بين البلدان الإسلامية. وأن إندونيسيا مستمرة في كونها جزء من الجهود المبذولة لتعزيز وحدة المنظمة، حسب صحيفة ديتيك الإندونيسية.

 

قمة ناجحة

نقلت صحيفة أنترا نيوز عن رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، قوله أن قمة كوالالمبور حققت نتائج ملموسة في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالأمة وإصلاحها. وأوردت قوله في خطابه خلال اختتام فعاليات القمة، أن الحدث شهد التوقيع على 18 مذكرة للتفاهم في مختلف المجالات بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة والتعاون الإعلامي ومراكز التميز والأمن الغذائي والقيادات الشابة وتبادل البرامج بين الدول المشتركة. معربا عن أمله في أن يتمكن المسلمون من رؤية الهدف المرجو من هذه القمة وهو توحيد الأمة عبر التكنولوجيا المتقدمة والاستراتيجية.

يشار إلى أنه حضر أربعة زعماء فقط وهم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

غياب السعودية وإندونيسيا 

قالت صحيفة ليبوتان٦ إن المملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول الإسلامية التي لم تحضر القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور. كما أوردت وجهة نظر المملكة حول القمة، وأن قرار المقاطعة جاء لأن الحدث لم يعقد تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من جدة مقرا لها، وتضم من ٥٧ دولة. 

وأشارت الصحيفة الإندونيسية إلى بيان منظمة التعاون الإسلامي، التي قالت فيه إن هذا الاجتماع لن يضعف الأمة فحسب، بل سيضعف الإسلام أيضا.

 

وفي لقاء مع مديرة المركز الإندونيسي لدراسات الشرق الأوسط بجامعة بادججاران، دينا يوسف سليمان، أكدت أن تأثير الغياب السعودي يعتمد على القضية التي ستتم مناقشتها. بالنسبة لقضية الحرب اليمنية على سبيل المثال، فإن المشاركين الحاضرين سيتوصلون بالتأكيد إلى اتفاق لأن الدول المعنية، وهي السعودية، لم تحضر.

 

حسب دينا، فإن السعودية بصفتها خادم الحرمين الشريفين، يجب أن تكون قادرة على لعب دور مهم في حل مختلف المشكلات في الدول الإسلامية لأنها تعتبر راعيا للدول الإسلامية الأخرى. لكنها أعربت عن أسفها لعدد من السياسات السعودية التي جاءت بنتائج عكسية على وحدة الإسلام، ومنها نشر الأيديولوجية الوهابية التي قسمت المسلمين، وفقا لما أوردته الصحيفة.

 

الإرهاب الاقتصادي

أوردت صحيفة جاكرتا بوست كلمة رئيس إيران خلال اليوم الأول من القمة، والتي دعا فيها الدول الإسلامية إلى التعاون في محاربة “الإرهاب الاقتصادي” الأمريكي. انتقد الرئيس حسن روحاني نفوذ واشنطن العالمي، قائلا “إن النظام الاقتصادي الأمريكي وتدويل الاقتصاد في الاقتصادات الوطنية والعالمية، قد زود الولايات المتحدة بإمكانية تعزيز هيمنتها تحت تهديد العقوبات والإرهاب الاقتصادي”. مؤكدا على ضرورة إنقاذ العالم الإسلامي “من سيطرة الدولار الأمريكي والنظام المالي الأمريكي” من خلال تعاون مالي أكبر بين الدول الإسلامية.

 

القادة الأربعة

سلطت صحيفة أنترا نيوز الإندونيسية الضوء على خطاب زعماء الدول الأربعة الذين حضروا افتتاح قمة كوالا لمبور. وبحسب الصحيفة، فقد كان افتتاح القمة مليئا بتصريحات رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد الذي ترأس أيضا قمة كوالالمبور، وافتتح القمة السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى بالله ملك ماليزيا.

 

قادة الدول الأربع الذين ألقوا خطاباتهم هم الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان ورئيس جمهورية إيران الإسلامية حسن روحاني ورئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد. ألقى مهاتير خطابه باللغة الإنجليزية، بينما ألقى القادة خطاباتهم بلغاتهم الوطنية.

 

وأشارت الصحيفة إلى تواجد وزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا ريتنو مارسودي، ممثلة عن نائب الرئيس معروف أمين، لكنها لم تلق كلمة في القمة.

 

الغرض من القمة

أوردت كذلك الصحف الإندونيسية ما قاله الدكتور مهاتير محمد حول الغرض من القمة، حيث أكد أنها ليست لمناقشة الدين بل الوضع الحالي في العالم الإسلامي. قائلا إن الجميع يعلم أن المسلمين ودينهم وبلادهم في حالة أزمة.

 

نقلت صحيفة أنترا نيوز عنه القول “في كل مكان نرى الدول الإسلامية مدمرة وأجبر مواطنوها على الفرار من بلادهم واللجوء في بلدان غير إسلامية. مات الآلاف من الناس في الحرب”.

 

من جهة أخرى تحدث عن ربط الإرهاب بالإسلام، وقال إن بعض أبناء المسلمين يرتكبون تلك الجرائم لأن بلادهم لا تستطيع توفير الأمن لهم أو القيام بأي شيء لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الآخرون. وبسبب الإحباط والغضب، فإنهم يتصرفون بعنف لتحقيق أهدافهم”. موضحا أن ما يفعلونه يعد خيانة لدينهم الإسلامي.

 

مجلس العلماء

محليا، حث الأمين العام لمجلس علماء إندونيسيا أنور عباس قمة كوالالمبور على إصدار موقف حازم تجاه الصين بشأن قضية الإيغور العرقية في مقاطعة شينجيانغ. وقال أنور في بيان “يناشد مجلس العلماء المسلمين المشاركين في قمة الدول الإسلامية في كوالالمبور أن يكونوا حازمين تجاه الحكومة الصينية.” مضيفا أن مسلمي العالم لا يستطيعون قبول المعاملة القاسية التي تقوم بها الصين ضد مسلمي الإيغور، حيث قمعت الحكومة هناك حقوقهم الإنسانية كبشر ولم يتمكنوا من ممارسة عباداتهم وفقا لدينهم ومعتقداتهم.

 

Related posts

القمة الخماسية في ماليزيا الفكرة والأهداف والتطلعات

Sama Post

تقرير فبراير 2021

Sama Post

وزير الخارجية: التركيز على الدبلوماسية الصحية من أولويات ماليزيا 

Sama Post

قمة كولالمبور الأسباب والتداعيات والنتائج "دراسة وصفية تحليلية"

Sama Post

إيران تضرب بتحذيرات أمريكا وفرنسا عرض الحائط

Sama Post

قمة كوالالمبور الإسلامية المصغرة ٢٠١٩ في عيون الصحف الماليزية

Sama Post