مايو 18, 2024
متنوع

قمة كولالمبور الأسباب والتداعيات والنتائج "دراسة وصفية تحليلية"

الموضوع: قمة كولالمبور الأسباب والتداعيات والنتائج

“دراسة وصفية تحليلية”

 

اعداد: سما

مركز الدراسات الاستراتيجية

 

 

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد وعلى آله وصحابته الغر الميامين. أما بعد،

فإن قمة كوالالمبور هي أول قمة إسلامية خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي، وهي أول قمة إسلامية من نوعها تنفرد بها وتدعو لها دول غير عربية، وهي ماليزيا وتركيا وباكستان وايران وقطر، وهي الدولة العربية الوحيدة، لكنها لصغر حجمها وقلة تأثيرها في العالم العربي والإسلامي فوجودها في القمة لا يعتبر ذا أثر كبير يذكر في تمثيل الدول العربية بخلاف ما إذا كانت هناك دول لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي والعربي كالمملكة العربي السعودية او جمهورية مصر العربية، فإن التمثيل العربي في القمة سيكون ذا طابع عربي وإسلامي متكامل، لكن تمثيل قطر في القمة لا يمكن ان يكون له دور إيجابي على بقية الدول العربية هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القمة اقتصرت على محور معين يكاد يكون بين دوله توافق في أغلب القضايا الإقليمية والدولية وهي ماليزيا وتركيا وباكستان وايران وقطر. وهذه الدول الخمس تمثل محور في مقابل محور آخر تقريبا تختلف معه في كثير من الملفات الدولية والإقليمية، وهو محور المملكة العربية السعودية ومصر والامارات والبحرين وبعض الدول العربية والإقليمية التي تدعم هذا المحور. وهذا ما يبدوا عليه الوضع في التمثيل الإسلامي في قمة كوالالمبور والتي سوف تقام في كوالالمبور بتاريخ 18 من ديسمبر وحتى 21 من ديسمبر الجاري 2019م.

والدراسة سوف تسلط الضوء على بعض المحاور التي المهمة والتي لها ارتباط وثيق بالقمة وستتناول المحاور القضايا التالية تداعيات القمة وأسبابها ثم نتائجها وتداعيتها في ثلاثة محور سنحاول من خلال ذلك الوصول الى النتائج المرادة ومحاولة الكشف عن الأسباب الحقيقة للقمة والنتائج المرتقبة، ثم التداعيات على المستوى الإسلامي والعربي والإقليمي والدولي.

والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.

 

المحور الأول: أسباب الداعية لقمة كولالمبور

1.1.      تمهيد:

يذهب بعض المحللين الى أن الدول الخمس سوف تشكل نواة لبداية تعاون أوسع يشمل مجالات عدة تواجه العالم الإسلامي، مثل التنمية الاقتصادية والدفاع والحفاظ على السيادة وقيم الثقافة والحرية والعدالة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى أن القمة ستبحث استراتيجية جديدة لمواجهة القضايا التي تواجه الدول الإسلامية، بما في ذلك أسباب عدم قدرته على وضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وينظر البع إلى أن القمة المصغرة هي عبارة عن مبادرة صغيرة كما وصفها مهاتير محمد في حفل تعريفي بـ”قمة كوالالمبور 2019″، وهي ليست بديلاً عن منظمات دولية، مثل منظمة التعاون الإسلامي. وقال مهاتير إنها ستسلط الضوء على مشاكل العالم الإسلامي، وتقترح حلولاً لها. وأبدى رغبته في أن يدعم المسلمون هذه المبادرة، ليتمكنوا من توصيل رسالة إلى العالم.

وعن أسباب اختيار خمس دول فقط، لفت مهاتير إلى أن تركيا وباكستان وقطر وإندونيسيا وماليزيا، لديها هواجس ومشاكل مشتركة، لذلك ستشكل النواة المؤسِّسة للقمة. وأضاف “لقد أردنا البداية مع عدد قليل من الدول، لمناقشة مشاكلنا وإيجاد حلول، لذا اخترنا 5 دول”.

بينما يرى البعض أن هذه القمة سوف تكون رافدا من روافد دعم المسلمين في العالم خاصة مع تزايد المشاكل في العالم الإسلامي، بين تنامي الإرهاب والعنف من جهة وانطلاق ثورات شعبية تطالب الأنظمة الحاكمة بحقوقها، من جهة أخرى، أصبح من المهم التعاون من أجل السعي لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه هذه الدول، وإنصاف الشعوب وتحسين القوة الاقتصادية، وهو ما دفع رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، إلى إعلان بلاده استضافة قمة إسلامية مصغرة، تضم 5 دول (ماليزيا وتركيا وإندونيسيا وباكستان وقطر)، بين 18-21 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وتهدف هذه الدراسة الى الكشف عن الأسباب التي دعت الدول الخمس الى إقامة القمة الإسلامية بعيد عن منظمة التعاون الإسلامي وبعيد علن المملكة العربية السعودية ذات التأثير الإسلامي الأول في العالم الإسلامي من خلال دراسة الأسباب التي أعلنتها الدول المعنية بالقمة وعلى رأسهم ماليزيا وتركيا ثم تحليل تلك الأسباب بما يمكن من خلاله التوصل الى إمكانية أن تكون الأسباب حقيقة أو مجرد أسباب دعائية وإعلامية فقط. ومن هذا المنطلق فسوف نتتبع الأسباب التي أعلن عنها الدول المعنية لإقامة القمة الإسلامية.

وفي هذا الصدد فقد كشف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، عن الأسباب التي دعته لإقامة هذه القمة ودعوة خمس دول إسلامية فقط وتجاهل دول أخرى ذات تأثير إسلامية وعربي وعالمي كبير كالمملكة العربية السعودية ومصر وغيرهم من الدول المؤثرة والدول التي اقتصرت عليها الدعوة كما هو معروف في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة هي دعوة خمس دول فقط وهي تركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا إلى جانب ماليزيا.

من خلال البحث والتقصي والاستقراء للمعلومات ذات الصلة في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي حاول الدراسة حصر الأسباب المعلن عنها والتي دعت مهاتير الى الاقتصار على الخمس الدول للقمة الخماسية فكان من أهم الأسباب التي توصلت اليها الدراسة ما يلي:

1.2.      الاستقرار التي تتمتع بها الدول الخمس سبب للاقتصار عليها دون غيرها

من خلال تتبع الدراسة للتقارير الإعلامية والصحفية والاخبار في المحطات التلفزيونية والتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي فإنه من الأسباب الرئيسية المعلنة الدعية للقمة الخماسية والاقتصار على دعوة الدول الخمس دون غيرها وهي تركيا وباكستان واندونيسيا وقطر إلى جانب ماليزيا، أنها الدول الإسلامية الأكثر استقرار والأقوى في الإمكانات والقدرة والرغبة في حل مشاكل المسلمين ووقف حروبهم وحقن دمائهم.

وقد قال مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي في هذا الصدد ما نصه “هذا هو هدفنا الأول.. فالمسلمون يشكلون أغلبية الضحايا في الحروب والكوارث التي تجري في أنحاء العالم.. لكننا دعونا الآخرين وسيحضرون بوفود أقل”.

 

1.2.1.         التحليل الموضوعي لهذا السبب

استقرار الدول المدعوة للقامة كان من ضمن الأسباب الأكثر أهمية والتي رددها رئيس الوزراء الماليزي كثير وأن الدول المعنية بالقمة هي دول مستقرة ولديها أمكانيات عالية ولديها رغبة على حل مشاكل المسلمين فلو جئنا لتحليل هذا السبب بشكل واقعي ونطقي فإننا نجد أن هذا السبب المعلن غير واقعي وغير منطقي على الاطلاق وذلك لو أخذنا الدول الخمس المذكورة وحللنا وضعها الداخلي والاقتصادي والحروب والتي تخوضها لذهب السبب المعلن ادراج الرياح وسوف نحلل وضع الدول المذكورة كل على حدة حتى يتضح أن السبب المعلن غير حقيقي وإنما هو للاستهلاك الإعلامي فقط.

1.2.1.1.            أولا تركيا:

تركيا بلد تخوض حروبا عتيقة مع الأكراد منذ عشرات السنين، إضافة الى تورطها في سوريا منذ بدء الحرب فيها مرورا في حربها في كوباني ونهاية بالحرب الأخير التي تشنها على الأكراد في سوريا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد تعرضت تركيا الى انقلاب فاشل ضد حزب العدالة التركي وإن كان الانقلاب قد فشل لكن هذا الانقلاب يظهر أن هناك عدم استقرار سياسي بين القوة السياسية المتنافسة على السلطة في تركيا. ولو أضفنا الى ذلك المشاكل الاقتصادية التي تمر بها تركيا وهبوط العملة التركية الى أدنى مستوياتها منذ عشرات السنين فإن هذا يرجح أن السبب الذي أعلنه رئيس الوزراء الماليزي عن استقرار تلك الدول هو سبب غير منطقي وبعيدا عن الواقع. وتقدم الدراسة تحليلا مقتضبا دون الغوص في التفاصيل من أجل الوصول الى نتائج حقيقية حول الأسباب المنطقية والواقعية لدعوة الدول الخمس في قمة إسلامية خماسية دون غيرها من الدول الإسلامية.

أما بالنسبة للإمكانيات فإن تركيا لديها إمكانيات ولديها قدرات اقتصادية وعسكرية قوية في دول الإقليم، لكنها ليس أكثر الدول التي تمتلك إمكانيات في الشرق الأوسط فالمملكة العربية السعودية تعتبر من أكثر الدول استقرار وتمتلك قدرات اقتصادية وعسكرية هائلة اذا ما قورنت بتركيا، ولعل القيمة السوقية لأرامكو والتي تعدت البليوني دولار وتكون بذلك تعدت على أكبر شركة في العالم وهي شركة ايفون في الولايات المتحدة الامريكية، وهذه فقط شركة واحدة من ضمن مئات الشركات العملاقة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية. من خلال هذا التحليل نجد أن سبب الاستقرار والإمكانيات ليست أسباب صائبة وحقيقة.

 

1.2.1.2. ثانيا ماليزيا

ماليزيا هي البلد الوحيد الذي فيه استقرار ويمكن ان يقارن ببعض الدول الأوروبية، ومع ذلك فإن ماليزيا تعاني من بعض المشاكل الاقتصادية، والدليل على ذلك ان العملة الماليزية لم تتعاف بعد، وذلك بعد قضية الفساد التي اتهم بها رئيس الوزراء السابق والتي خسرت فيها ماليزيا مئات الملاين من الدولارات، لكن من الناحية الأمنية والعسكرية فإن ماليزيا تعتبر الدولة الوحيدة من بين الدول الخمس التي يصدق عليها أنها دولة مستقرة. أما من ناحية القدرات والمقومات الاقتصادية، فماليزيا تعد من النمور الاسيوية القوية اقتصاديا، وان كانت تعاني في الآونة الأخيرة اقتصاديا لكنها لا زالت قوية اقتصاديا، لكنه لا تقارن بدول الخليج والتي تمتلك أصول ضخمة وسندات عالمية ذات ثقل اقتصادي على الصعيد الإقليمي والعالمي وخاصة المملكة العربية السعودية.

 

1.2.1.3.            ثالثا باكستان:

الاستقرار هو السبب الأول الذي من أجله دعيت الدول الخمس لقمة إسلامية، وباكستان احدى تلك الدول والي قيل أنها مستقرة ولديها قدرات قوية، ولو درسنا باكستان بشكل تحليلي متجرد فإننا سنصل الى نتيجة مفادها الاستقرار شيء وباكستان شيء آخر. وذلك لعدة أسباب منها:

  • باكستان الدولة الوحيدة التي يكاد ان تكون المظاهرات المناهضة للحكومة او المطالبة ببعض الحقوق سواء الدينية او المدنية بشكل يومي، فأين يكون الاستقرار مع هذا الكم الهائل من المظاهرات واقلاق السكينة العامة.
  • باكستان هي بؤرة الجماعات المسلحة والتي لا تخضع للنظام وفيها عشرات الجماعات المسلحة والتي لا تعترف بالحكومة المركزية في اسلام أباد.
  • باكستان لديها مشاكل تاريخية واستراتيجية مع الهند وخاصة حول إقليم كشمير الملتهب منذ عشرات السنين.
  • باكستان لديها مشكل مع أفغانستان وخاصة الحكومة المركزية في كابل، فهي تدعم بعض الحركات المسلحة المناوئة للحكومة المنتخبة في كابل.
  • باكستان لديها مشاكل مع ايران، وهناك بعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة الصفوية في ايران وتتخذ من باكستان موطن لها.
  • باكستان لديها مشاكل داخلية طائفية فهناك بين الفينة والأخرى تفجيرات متبادلة بين السنة والشيعة.
  • باكستان لديها مشاكل دولية تتعلق ببرنامجها النووي.
  • باكستان من أكثر الدول فقرا وبعد عن الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الحقيقية.
  • باكستان لديها مشكال حدودية مع بنجلادش.
  • باكستان عليها ديون كبرى.

وهناك أسباب كثيرة لكن نكتفي بهذه الأسباب العشرة حتى يتضح للقارئ أن سبب الاستقرار المعلن من أجل القمة هو سبب غير واقعي ولا منطقي ويفتقر لأدنى متطلبات التحليل العلمي الرصين.

أما بالنسبة للقدرات الهائلة فبكستان لديها عنصر بشري هائل، لكنها دولة تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وقلة الأجور وسوء التغذية ومشاكل اقتصادية تحتاج الى عشرات السنين لحلها وذلك اذا وفقت لحكومة ذات رؤية اقتصادية استراتيجية وبعيدة عن الفساد.

اذا فسبب الاستقرار والقدرات الهائلة التي كانت في صدارة الأسباب التي أعلن عنها رئيس الوزراء الماليزية غير حقيقة وغير واقعية ولا تعتمد على نموذج تحليلي علمي صحيح، وانما هي تصريحات اعلامية تفتقر الى المصداقية.

 

1.2.1.4.            رابعا إيران:

قال مسؤولون إن قمة مقررة في كوالالمبور الأسبوع المقبل ستضم زعماء إيران وباكستان وتركيا ودولا إسلامية أخرى. وقال مهاتير في تصريحات لوكالة رويترز، إن القمة ستبحث ما يتعرض له المسلمون من قمع في بعض الدول.

إيران هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، فالتصريحات المتعلقة بالاستقرار والقدرات الهائلة والقدرة على حل مشاكل المسلمين، فإن هذا لا ينطبق على ايران بأي شكل من الاشكال وفق المعايير العلمية والتحليل العلمي الصحيح، خاصو وأن ايران تعتبر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط الراعية للإرهاب وهي التي دمرت العراق بميليشياتها الطائفية وهي التي دمرت سوريا بميليشياتها الطائفية ودمرت اليمن ودمرت لبنان وهي التي تتبجح باحتلال خمس عواصم عربية فأين يكون الاستقرار من دولة مارقة مثل ايران.

إيران التي قتلت مئات الألاف من الشعب العراقي وقتلت مئات الألاف من الشعب السوري وتدعم مليشيات الحوثي الإرهابية التي تقتل اليمنين ليل نهار وتدعم مليشيات حزب الله الإرهابي في لبنان، وتدعم الإرهاب الشيعي في العالم الإسلامي.

ايران التي تحاول جاهدة على ضرب استقرار مملكة البحرين والكويت من خلال الخلايا الإرهابية الشيعية النائمة في الدولتين.

ايران التي اعتدت على السفن الاقتصادية في الامارات العربية المتحدة واختطفت بعض السفن الاقتصادية في مضيق هرمز، وقصفت منشئات البترول في المملكة العربية السعودية أكبر مستودع للطاقة في العالم والذي يزود العالم بثلاثين في المائة من احتياجاته.

ايران التي تعج شوارعها بالمظاهرات والتي يعاني شعبها الويلات من النظام الصفوي الإرهابي القاتل في طهران أين يكون محلها من الاستقرار والنية الصداقة لمعالجة مشاكل المسلين، اخال ايران ضمن الدول الخمس وتمثيل رئيسها في القمة يقضي على الادعاءات والأسباب المعلنة بشكل واضح.

إيران دولة مارقة وراعية للإرهاب، وعليها حصار دولي مجمع عليه من مجلس الامن والأمم المتحدة ومجمع على حصارها العالم بأسره. لأنها دولة مارقة تصدر الموت الى دول المنطقة بشكل يومي. كيف تكون هذه الدولة دولة قادرة على رعاية شئون المسلمين وحل مشاكلهم اذا كانت ايران هي السبب الرئيس في مشكال المسلمين اليوم وهي الدولة التي نكلت بالمسلمين في الشرق الأوسط وشردت الملاين في سوريا واليمن والعراق والبنان. كيف يكون لدولة مارقة كإيرأي شأن في الاستقرار ورعاية شئون المسلمين.؟!

ولعل من الأسباب الرئيسية التي منعت ماليزيا من الإعلان عن تمثيل ايران في القمة الخماسية واقتصرت على الخمس الدول المذكرة آنفاً هو تحرج ماليزيا من ملف الإيراني الإرهابي في الجال الإقليمي والدولي، وماليزيا تشعر حيال ذلك بالإحراج، ولذلك فقد صرح مسؤول ماليزي عن الإعلان عن مشاركة الرئيس الإيراني في القمة السداسية في الحقيقة وليست الخماسية، لأن ايران ممثلة في أعلى مستوى وهو رئيسها السيد روحاني.

 

1.2.1.5.            خامسا اندونيسيا:

اندونيسيا بلد فيه استقرار سياسي وأمني إلى حد ما لكنه بلد يعاني أيضا من بعض الجماعات الإرهابية والتي لديها بعض الخلايا في اندونيسيا كتنظيم داعش وتنظيم القاعدة، وبين الفينة والأخرى تتسبب تلك الخلايا ببعض الاعمال الإرهابية كالتفجيرات والقتل والطعن وما شابه ذلك، ومن جهة أخرى فإن عاصمة اندونيسيا جاكرتا تكاد لا تتوقف عن المظاهرات التي تنظمها الأحزاب السياسية والجماعات الدينية التي تعارض بعض قرارات الحكومة، ومن هذا المنطلق فإن اندونيسيا تعتبر غير مستقرة بشكل يجعلها مؤهلة لأن تكون من الدول المدعوة للقمة الخماسية بدعم الاستقرار.

اما على الصعيد الاقتصادي فإن اندونيسيا بلد كبير ومتباعد الأطراف وفيه نسبة سكانية عليه تصل الى 300مليون نسمة وهذا ما يجلع اندونيسيا من الدول الأشد فقرا في العالم، ومشاكل البطالة والاقتصاد من أكثر العوامل التي تؤثر على استقرار البلدان، وهذا اما يجعل سبب الاستقرار غير منطقي يفتقر لأدنى مستويات المعايير الدولية لمصطلح الاستقرار.

اما بالنسبة للقدرات الهائلة فإندونيسيا بلد غني بثرواته ويمتلك عنصر بشري ضخم فهو من البلدان الإسلامية المؤهلة في هذا الاطار لكن غياب الرؤية الاستراتيجية في إدارة هذا البلد جعل منه بلدا فقيرا ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة وقلة الأجور.

لكن اندونيسيا بلد مسالم ولديه مؤهلات جيدة لأن يكون ضمن الدول المدعوة للقمة الخماسية في كوالالمبور في ديسمبر الحالي 2019م.

 

1.2.1.6.            سادسا قطر

قطر هي البدل العربي الوحيد الذي دعي الى هذه القمة ولعل هذا يؤيد النظرية التي تقول أن هذه القمة هي قمة قطبية بامتياز وليست قمة إسلامية، لأن دعوة قطر الدولة الصغيرة التي تقع في الخليج العربي، واغفال أهم دولة عربية وهي المملكة العربية السعودية، وهي التي تتمتع بمقومات الدولة المستقرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

من جهة أخرى دعيت قطر، وهي دولة أيضا تمتع باستقرار سياسي واقتصادي وعسكري لكن قطر تدور حولها بعض الخلافات ولديها مع دول الجوار في الخليج العربي ومصر، بعض الشكالات في ملفات عدة، ومن أهما ملف الاخوان المسلمين وهو ملف شائك ومعقد الى حد كبير، إضافة الى دعم قطر للثورات في بعض الدول العربية والذي أدى بدوره الى تفسخ النسيج الاجتماعي في الدول العربية التي شهدت ثورات ما يسمى بالربيع العربي، وتسببت تلك الثورات بفوضى عارمة واقتتال طائفي وشرخ في بنية المجتمعات في كل من سوريا واليمن وليبيا ومصر، وكانت قطر هي الداعمة الأساس لكل هذه الإشكاليات سواء ماديا او معنويا من خلال قنواتها الفضائية  المختلفة، وهذا ما يؤيد طرح قطر على أنها دولة تنعم بالاستقرار في ذاتها غير أنها تعبث باستقرار دول المنطقة بدعمها للفوضى والثورات التي آلت في مجملها الى الاقتتال الداخلي وانتشار الجماعات الطائفية الموالية لإيران في البلدان التي دعمت فيها قطر الثورات او ا يسمى بالربيع العربي.

واذا نظرنا الى هذه لمعطيات فإن هذا يؤدي الى نتيجة مفادها أن قطر دولة غير مؤهلة لتصدير الاستقرار في الدول الإسلامية والعربية، وهي التي صدرت الفوضى وقوضت النسيج الاجتماعي لبلدان ما يسمى بالربيع العربي، ومكنت للجماعات والمليشيات الطائفية الشيعية في كل من سوريا واليمن وغيرها من البلدان.

 

1.2.      السبب الثاني الداعي للقمة الخماسية ضعف المسلمين

ضعف المسلمين يعتبر من الأسباب الرئيسية التي أعلن عنها رئيس الوزراء الماليزي  مهاتير محمد وأكد عليه في عدة لقاءت متلفزة وصحفية  ويؤكد على ذلك بقوله “المسلمين كانوا في الماضي رواداً وخبراء في مجالات العلوم والتكنولوجيا، واكتسبوا شهرة ومجداً لما بذلوه من جهود استفادت منها بقية الحضارات”، لكنه يستدرك قائلاً “بعد عقود، وجد المسلمون أنفسهم في وضع محزن جداً، منهم من طُردوا من بلادهم ووُصفوا بأنهم إرهابيون، وبلادهم متورطة في الحرب والصراع إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها، وأصبحوا مستهدفين من قبل الاسلامفوبيا”.

وهذا من ضمن الأسباب الجوهرية التي دعت ماليزيا حسب قوله الى ان تقود مع بعض الدول الإسلامية الأخرى، الجهود المبذولة لإيجاد حلول جديدة، أملاً في استعادة شهرة العالم الإسلامي ومجده من خلال تنظيم قمة كوالالمبور 2019″، إذ وصف مهاتير محمد القمة بأنها “الخطوة الأولى نحو إعادة بناء حضارة إسلامية عظيمة”.

والشائع في وسائل الإعلام أن اقتراح عقد القمة جاء بعد نقاش دار بين رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد ونظيره الباكستاني عمران خان والرئيس التركي في مدينة نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، إذ خططوا وقتها لتأسيس قناة تلفزيونية للتغلب على ظاهرة الاسلامفوبيا ونشر التوضيحات حول دين الإسلام.

 

1.2.1.         التحليل الموضوعي لهذا السبب:

السبب المطروح آنفا والمتمثل في ضعف المسلمين جاء ضمن الأسباب التي طرحها رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد في لقاءته الصحفية، وهذا صحيح من الناحية التوصيفية للواقع المسلمين اليوم. فالمسلمون يمرون بضعف في كافة الأصعدة والميادين سواء منها السياسية أو الاقتصادية او الاجتماعية التعليمية، وهذا الضعف في المسلمين يقابله قوة في الأمم الأخرى ونمو متسارع. فالهند على سبيل المثال تحقق نموا مضطردا في كافة الأصعدة والميادين واليابان والصين وأغلب الدول الاوربية، بينما المسلمون يقبعون في ذيل الأمم الأخرى، وبيمنا الأمم الأخرى تحقق نموا كبيرا ومتسارعا في كافة الجوانب الحياتية التكنلوجية والاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية نجد تراجع ملحوظ لدور المسلمين الحضاري في العالم، وانتشار الحروب والصراعات البينية، وهذا السبب الذي طرحة رئيس الوزراء الماليزي سبب جدير بالدراسة والاهتمام.

من جهة أخرى فإن ضعف المسلمين له أسبابه الجوهرية والتي ينبغي أن ينظر اليها بقدر من الشفافية والتجرد، وان من أبز أسبا هذا الضعف هو تفرق المسلين الى طوائف وأحزاب وجماعات وتكتلات ضد بعضهم البعض، والناظر الى القمة المزمع عقدها في ديسمبر، تصب في تكتل معين ضد تكتل آخر، فقد دعي اليه دول  معينة لديها أهداف ورؤى مشتركة في الملفات الإقليمية والإسلامية والدولية، وتجاهلت القمة دولا أخرى قد تختلف معهم في بعض الملفات الإقليمية، وهذا من وجعة نظري يعزز من عوامل الضعف المستشري في الامة المسلمة ويزيد من تمككين الخلاف بين دولها المختلفة، فول كانت القمة لمواجهة الضعف لعززت بدول محورية ومهمة حتى وان كانت هناك خلافات في بعض الملفات، فالخلاف لا يفسد للود قضية وانما اللقاء يعزز من الاخاء ويكتب باللقاء ما لا يكتب بالجفاء. وعليه فان التحليل الموضوعي والمنطقي يوصلنا الى أن معالجة ضعف المسلمين قد لا يكتسب كبير أثر من خلال هذه القمة، كونها تسببت في شرخ بين الدول الإسلامية وعززت من الانفصام بين المحاور الإقليمية المختلفة.

 

1.3.      وحدة العالم الإسلامي

وجهة نظر البعض تتجه نحو أن ماليزيا بتوحيد عقول وقدرات العالم الإسلامي يكمن النهوض بالحضارة الإسلامية التي كانت موجودة يوما ما، ويتحقق ذلك بالعمل المشترك بين ماليزيا وتركيا، وبالتعاون مع باكستان ودول إسلامية أخرى في الوقت ذاته، حسب تصريحات لمهاتير محمد في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، إذ قال إنه على هذه البلدان الإسلامية أن تكون جميعها متطورة، وينبغي على دولة ما أن تحقق هذا الهدف، مرشِّحا تركيا لتتولى هذا الأمر.

وأبدت السفيرة التركية لدى ماليزيا مروة صفاء قواقجي سعادتها لكون تركيا جزءاً من تلك المبادرة، وقالت “نحن، باسم دولة تركيا، نرحب بالمبادرة التي تتخذها ماليزيا لجمع رؤساء الحكومات والعلماء من شتى أرجاء العالم الإسلامي لمناقشة قضايا مختلفة والبحث عن سبل حل وأهداف”.

ووصفت السفيرة التركية في تصريحات لوكالة الأنباء الوطنية الماليزية، قمة كوالالمبور بأنها منصة رئيسية للمسلمين لمناقشة أجندة دولية مهمة وضرورية.

وسبق لتركيا أن أولت أهمية كبرى للنهوض بالعالم الإسلامي بالتعاون مع ماليزيا، إذ صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلاً “في إطار شراكتنا الحوارية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، نولي أهمية كبيرة لماليزيا، لأننا نتبنى مواقف مشتركة حيال العديد من القضايا أهمها القضية الفلسطينية ومعاناة مسلمي الروهينغيا في ميانمار، وسنعزز تعاوننا مع ماليزيا لإيجاد حلول لتلك الأزمات”.

ولا تختلف وجهة نظر باكستان بشأن توحيد الأمة الإسلامية والنهوض بها مجدداً، إذ ردت وزارة الخارجية الباكستانية على المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، خلال زيارته لأنقرة، وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي، في تغريدة نشرها على تويتر “أرحب ترحيباً حاراً بالمبادرة التي تدعو ماليزيا وتركيا وباكستان إلى التعاون، من أجل النهضة الإسلامية وتوحيد العالم الإسلامي”.

واعتبر وزير الخارجية الباكستاني أن “المبادرة الثلاثية مهمة وسوف تقطع شوطاً طويلاً في تعزيز الوحدة والتعاون والتنمية في جميع أنحاء العالم الإسلامي”.

 

1.3.1.         التحليل الموضوعي لقضية وحدة العالم الإسلامي

نود أن نبدأ هذا التحليل الموضوعي- لهذا السبب الجوهري الداعي للقمة الخماسية أو السداسية بمعية إيران الدولة المارقة الراعية للإرهاب في العالم العربي والإسلامي- بسؤال ماذا تعني وحدة العالم الإسلامي؟ وما هو مفهوم العالم الإسلامي؟ وهل يقتصر العالم الإسلامي على خمس او ست دول فقط وهي في ذاتها لا تتمتع بحدود مشتركة فيما بينها ما عدى اندونيسيا وماليزيا؟

وهل اغفال دول محورية وذات تقل ديني واقتصادي في العالم الإسلامي كالمملكة العربية السعودية ومصر يصب في صالح وحدة العالم الإسلامي، لماذا لا تدعى كافة الدول الإسلامية إذا كان المقصد هو توحيد القدرات والجهود في العالم الإسلامي لبناء حضارة إسلامية قوية ومؤثرة في العالم؟

وهل وحدة العالم الإسلامي تعني ايغار صدور الدول الأخرى بإهمالها بهذا الشكل في قمة تتبنى في فلسفتها التوجه نحو لم شمل العالم الإسلامي وتوحيد قدراته وامكانياته لبناء حضارة إسلامية قوية ومؤثرة في العالم؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها تتجه بنا نحو تحليل منطقي وموضوعي مناسب، ولكن قبل ذلك نود ان نلفت الاهتمام إلى أن توحيد الجهود والإمكانيات في العالم الإسلامي لبناء حضارة إسلامية قوية ومؤثرة وقادرة على مواكبة الحضارات الأخرى مطلب إسلامي لكل الدول والشعوب الإسلامية جمعاء وهذه قضية يجب أن تسعى لها كل الدول الإسلامية حكاما ومحكومين، لكن تنبي هذه القضية الجوهرية والكبيرة بشكل مختزل في خمس او ست دول لا يمكنها ان تحقق هذا المطلب الإسلامي الكبير الا بجمع كل الدول العربية والإسلامية المؤثرة والقوية والتي لديها إمكانيات جبارة، والا فإن توحيد العالم الإسلامي سيكتب له الفشل، وستبقى هذه القمة كغيرها من القمم التي سبقتها وكما يقال نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، او كما يقال في المثل تمخض الجبل فلود فأرا.

أين المملكة العربية السعودية من هذه القمة التي تود توحيد اعالم الإسلامي؟ أين أرض الكنانة مصر؟ اين الجزائر والمغرب ونيجيريا اين السودان واليمن … الخ؟ العالم الإسلامي يتكون من قرابة 56 دولة وليس خمس دول فقط. يجب ان يؤخذ هذا بعين الاعتبار حينما نتجه الى الحديث عن توحيد العالم الإسلامي!

 

1.4.      السبب الرابع قضية فلسطين عامل مشترك بين الدول الخمس

يتجه البعض إلى القضية الفلسطينية من ضمن الأسباب التي الداعية إلى عقد القمة الخماسية وأن القضية الفلسطينية تحتل أولوية كبيرة في هذه القمة، ويتبنى قادة الدول المشارِكة موقفاً مناصراً للشعب الفلسطيني وحقوقه.

ويتوقع بعض المحللين أن تخرج هذه القمة بمقترحات حول القضية الفلسطينية، من خلال التأكيد على اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقد أشارت بعض التقارير الإعلامية والصحفية أن السيد إسماعيل هنية سوف يشارك في القمة التي سوف تنعقد أعمالها في كوالالمبور في ديسمبر الجاري، ويرى محللون أن مشاركة هنية في القمة تعزز وضع القضية الفلسطينية من ضمن الأسباب الجوهرية الداعية الى القمة الخماسية.

 

1.4.1.         التحليل الموضوعي لسبب القضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية وإن كانت قضية إسلامية فهي قضية عربية بدرجة أولى، واذا كانت القمة تعتبر القضية الفلسطينية قضية جوهرية في أعمالها ومخرجاتها وقراراتها فلماذا لم تدع مصر وهي البلد المعني بدرجة أولى بالقضية الفلسطينية وخاصة المحادثات التي تجرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي ومصر تمتلك دورا أساسيا في الملف الفلسطيني، ومع هذا فلم تدع مصر الى القمة الخماسية، ودعيت باكستان البلد البعيد والذي يمتلك أي حدود مع فلسطين بينما مصر لديها حدود مشتركة مع فلسطين، لم تدع الأردن أيضا والتي تشرف على المقدسات الإسلامية في القدس ولديها رصيد قوي في المحادثات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

إذا تطرقنا الى القضية الفلسطينية فأنه يجب أن تكون مصر حاضرة في الموقف والأردن والمملكة العربية السعودية وسوريا وكل دول الطوق المعنيين بالشأن الفلسطيني بشكل أساس.

لا يختلف اثنان من المسلمين بأن قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى، لكن هذه القضية لا يمكن أن يقتصر تبنيها على خمسة دول وإنما لابد من حشد كل الطاقات الدبلوماسية والسياسية في الدول العربية والإسلامية جمعاء وخاصة دول الطوق، لأنها المعنية بدرجة أولى بالقضية الفلسطينية، وعليه فإن اعتبار القضية الفلسطينية قضية جوهرية في القمة الخماسية شيء جميل ورائع ولكن يجب ان لا تهمل دول لها شان ولها ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية منذ الازل وعلى رأسهم دولة مصر العربية، ولا يجرنا الخلاف مع الحكومة المصرية حول بعض الملفات الى تحاشي دورها الجوهر والمحوري في هذه القضية الام، والدليل على ذلك ان الزعماء الفلسطينيون لا يخطون خطوة الا بعد مشاورة الجانب المصري، وها هو هنية لم يذهب الى تركيا وماليزيا الا بعد المرو من مصر ومشاورة الجانب المصري، وهذا يدلل على أن اغفال مصر في القمة والتي من ضمن أسبابها الجوهرية هو مناقشة القضية الفلسطينية يعد خطا استراتيجيا كون مصر دولة ذات عمق استراتيجي وسياسي ودبلوماسي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

 

المحور الثاني: تداعيات قمة كوالالمبور

2.1. تمهيد

من خلال النظر والمتابعة والتفحص للتداعيات التي أثارتها قمة كوالالمبور الخماسية فإن الدراسة خرجت بنتيجة مهمة وهي أن هذه القمة وسعت الهوى بين الدول الإسلامية والعربية وبين المجاعات الفئوية فأصبح هناك فريقان فريق مع القمة يبالغ في كتاباته وتصوراته وأطروحاته وتوقعاته وتحليلاته حتى كدنا نظن ان هذه القمة قد غزت الفضاء واستولت على الكون لكثرت ما نراه من كتابات مظللة وزائفة ومبالغة في تصورتها وطرحها وتحليلاتها واستنتاجاته، ومن جهة أخرى فإن هناك فريق أخر مضاد لهذه القمة في طرحة وتصوراته وتحليلاته ويطرح بشكل سلبي للغاية وسوف نحاول في هذه المحور تسليط الضوء على بعض من ذلك مما ذهب اليه المؤيد والناقد. وسوف يكون طرحنا متجردا وتحليلنا موضوعيا وشفافا بشكل نصل فيه الى النتائج المناسبة للحالة والموقف.

 

2.2. تداعيات مؤيدة للقمة الخماسية

يتبنى بعض الكتاب نظرية التوافق المئوي الذي لا يقبل الخلاف، فهو موافق مائة في المائة ومخالف مائة في المائة، فمنذ الإعلان عن القمة الخماسية في كوالالمبور، وبعض الجماعات الفئوية المتعصبة أصبحت تطر طرحا بعيدا عن المنطق والواقعية وأصبحت تصور كعادتها هذه القمة بأنه قبلة المسلمين الأولى، وأن هذه القمة سوف تصل بالمسلين الى المريخ وسوف تتحول كنباتهم في بيوتهم الى قطع ذهبية وهلم ما جر من المبالغات التي تدل على عدم فاعلية هذه الجماعات الفئوية في العمل الجاد وانما في التنظير الاجوف العاطفي البعيد عن أي منطق او واقع، ومن ذلك ما تطرقوا اليه إلى أن قمة كولا لامبور جاءت بديلا عن منظمة التعاون الإسلامي لأنها لم تقم بدورها الإسلامي تجاه المسلين، أن هذه القمة جاءت لتخلص فلسطين مما يسمونه صفقة القرن، وأنه سوف تنقذ المسلمين في العالم وتعيد تركستان الشرقية الى حاضرة العالم الإسلامي، وتحرر فلسطين من الاحتلال الاسرائيل وتطرد الهند من كشمير، وتعيد أمجاد الحضارة الإسلامية من جديد

وإن هذه القمة تحتضن ٥ دول تشكل 4 منها أقوى وأضخم كثافة سكانية مسلمة من غير العرب، حيث تشكل مجتمعة قرابة ٥٥٠ مليون نسمة. ولعل أهم خاصية مشتركة بين تلك الدول الأربع، أن اقتصاداتها لا تعتمد على مواردها الطبيعية، بل تعتمد على إنتاجها، ومواردها البشرية المتطورة. حتى قطر، وهي الدولة الخامسة، فإنها تعتبر بالنسبة إلى نظيراتها أكثر جدية في البحث عن تنويع مصادر دخلها القومي، بعيدًا عن النفط والغاز.

وان هذه القمة يجتمع تحت سقفه أكثر الأسماء تأثيرًا من المفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي، بهدف مناقشة المشاكل والأزمات والمساهمة على الصعيد الفكري في إنشاء المستقبل القادم. وأن منظمة المؤتمر الإسلامي لا تعتبر مصدر علاج أو حل لقضايا وأزمات المسلمين اليوم. وأن أما المملكة العربية السعودية بعيدة للغاية عن أن تدّعي رعايتها للمدن المقدسة، وأن ماليزيا هي البديل الطبيعي للإخوان المسلمين.

بل ذهب البعض إلى أن القمة الخماسية تماثل في دورها الاتحاد الأوروبي وأن نتاج هذه القمة سوف يكون اتحاد إسلامي على غرار الاتحاد الأوروبي.

إن هذا الطرح والتوجه بهذا الشكل ضد طرف آخر ينبئ عن عدم توازن في تفكير بعض الجماعات الفئوية والتي تتبنى مواقف الموافق التام والمخالف التام، والذي ينقصها الحنكة السياسية في العلاقات والتوازنات. وهذا بعض ما طرحته بعض تلك الجماعات من خلال تصوراتها للقمة الخماسية المرتقبة.

 

2.2. تداعيات مناهضة للقمة الخماسية

في الجانب الأخر هناك بعض التصورات المعادية للقمة من خلال الطرح السلبي المناهض للقمة الخماسية والتي سوف تقام في ديسمبر الجاري في كوالالمبور، وفي الوقت التي لم تعلق الحكومات التي اغفلت او اهملت للدعوة للقمة الخماسية المرتقبة فإن هناك من انبرى لمهاجمة القمة بشكل غير موضوعي، فبعضهم توقع أن تفشل القمة كونها ستعقد بدون السعودية، لأن أي قمة بدون السعودية سوف يكون مصيرها الفشل، والبعض ذهب الى أبعد من ذلك وأن قمة كوالالمبور تتخفى وراء أجندات ميكيافيلية ووصولية، وراءها ينمو ويتمترس الفكر الإخواني

وذهب بعض الكتاب المناهضين للقمة إلى أن القمة قمة إرهابية مصغرة كون الهدف منها هو البحث عن مأوى للإرهابيين هو قطعا، أبرز الهواجس والمشاكل المشتركة بين الدول الخمس.

 

1.3.      التحليل الموضوعي لتداعيات القمة الخماسية.

إن الناظر الى طرح وتصورات الجماعات الفئوية المناصرة للقمة بكل سلبياتها وايجابياتها يصل الى حقيقة المبالغات والاكاذيب والتصورات الخاطئة التي لا يمكن قبولها في موطن التحليل العلمي والاستراتيجي الحصيف، وفي نفس الوقت فإن الاتهامات الجزافية التي وردت من قائمة من يناهضون القمة غير مقبولة وغير لائقة على الاطلاق.

ماليزيا تركيا واندونيسيا وباكستان ودولة قطر دول إسلامية لها ثقلها ووزنها، ولكن القمة المصغرة التي حوت هذه الدول الخمس فقط دون غيرها تدل على قضية جوهرية واحدة وهي أن هذه القمة ليست معنية بالشعارات والأسباب التي ذكرها رئيس الوزراء الماليزية مهاتير محمد بشكل أساس وإن كانت تلك القضايا سوف تناقش في الجلسات المفتوحة وفي القاعات وبين المفكرين والباحثين.

لكن الأهم من ذلك ماذا سوف يجري في الجلسات المغلقة والتي سوف تكون محصورة على زعماء الدول الخمس فقط، ولن تكون تلك الجلسات متاحة، من وجهة نظر ومن خلال التحليل في هذه الدراسة فإن القمة سوف يكون لديها وجه معلن وهي القضايا المذكورة والأسباب الجوهرية التي تطرق اليها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، وهذه سوف تكون متاحة لوسائل الاعلام وللأكاديميين والباحثين وسوف تكون في قاعات مفتوحة للحضور، لكن سوف تكون هناك قضايا جوهرية تهم هذه الدول بشكل أساس وهي قضايا اقتصادية  تريد ان هذه الدول ان يكون هناك اتفاقيات تجارية واقتصادية متبادلة وتعزيز لمستوى التعاون الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في الملفات التي تشترك فيها بنفس النظرة وتتبنى فلسفة واحدة تجاهها.

فمن وجهة نظري لن تكون ماليزيا البديل لجماعات الاخوان المسلمين، لان ماليزيا تدرك ثقل ومآلات هذه القضية أن قبلت ان تكون ارضها ملاذا آمنا للجماعة، وهي الجماعة التي اذا دخلت بلد افسدته بنشاطاتها السرية والتي تعمل بكل ما أوتيت من قوة على الوصول الى مكامن ومفاصل السلطة في أي دولة تدخل اليها.

هذه القمة لها بعض الإيجابيات لكن سوف تكون تداعيتها السلبية كبيرة خاصة على العالم الإسلامي، لأن القمة مثلت تكتلا لبعض الدول التي تشترك في بعض الرؤى والسياسيات في ادارة بعض الملفات الإسلامية والإقليمية، وهذا ما سيوسع دائرة الخلاف مع دول أخرى لا تحمل نفس التوجهات في ادارة الملفات ذاتها، وكن المفترض أن تدع بعض الدول المحورية والهامة كالمملكة العربية السعودية ومصر، حتى لا يزداد الشرخ بين الدول الإسلامية ويتسع الفتق على الراتق.

 

المحور الثالث: النتائج

سوف تتطرق الدراسة إلى نتائج القمة من جهات عدة من أهمها نتائج القمة المعلنة، ونتائج القمة من خلال واقع المداولات والتحليلات.

3.1. النتائج المعلنة في القمة:

تمخضت القمة عن بعض القرارات كان من أهمها كما هو معلن عنه ما يلي:

المرتكزات السبعة لقمة كوالالمبور:

  1. السلام والامن والدفاع.
  2. العدالة والحرية.
  3. الثقافة والهوية.
  4. النزاهة والحكم الرشيد.
  5. التنمية والسيادة.
  6. التكنلوجيا والحكومة الالكترونية.
  7. التجارة والاستثمار.

 

3.2. النتائج المستخلصة من القمة

  • القمة لم تتطرق بحال من الأحوال إلى معاناة الشعب السوري جراء المجازر البشعة التي تعرض لها منذ سنوات ولا يزال يتعرض لها بشكل يومي من قبل مليشيات ايران الطائفية ومليشيات حزب الله الشيعي اللبناني.
  • القمة لم تتعرض لأي حال من الأحوال لمعاناة الشعب اليمني الذي يرزح تحت الاعتداءات المتتالية من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية والمدعومة من ايران، ولقد اغفل هذا الجانب بشكل متعمد، حتى من قبل المفكرين والعلماء الذين شاركوا في القمة وناقشوا السلام والتنمية وغيرها من القضايا لكنهم أغفلوا الجانب المظلم للنظام الإيراني والذي قتل وشرد الملايين في كل من سوريا والعراق واليمن.
  • القمة لم تتعرض لاي حال من الأحوال للتغول الإيراني في العراق واحتلاله والسيطرة علي امكانيتها من خلال ميليشيتها الطائفية الإرهابية.
  • القمة لم تتعرض للتمادي الإيراني في التدخل في شئون الدول الداخلية وتعكير، كتدخلها السافر في البحرين والكويت.
  • القمة لم تتعرض للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها السعودية مؤخرا وخاصة شركة أرامكو بصواريخ إيرانية قد تكون اطلقت من ايران او العراق.
  • القمة لم تتطرق للإرهاب النظام الإيراني في المضايق المائة وتفجير بعض السفن في الامارات العربية المتحدة واختطاف بعض الناقلات التجارية وغيرها من الاعمال العدوانية المستمرة للنظام الإيراني.
  • القمة لم تتطرق لما يتعرض له المسلمون اليغور في تركستان الشرقية والتي تسيطر عليها الصين.
  • لقد كان جل اهتمام القمة المتعلق بالنزاعات والحروب والسلام هو حول القضية الفلسطينية والرهينغيا فقط.
  • من الملاحظات السلبية التي تعتبر من المآخذ المهمة، هي أن القمة ركزت في مشاركاتها الفكرية على نخبة معينة وجماعة معينة، فهم المدعوون سواء كانوا مفكرين او طلاب جامعات او أصحاب وجاهات، فقد لوحظ في القمة أن الحضور جلهم ان لم يكونا كلهم محسوبون على تيار إسلامي واحد، وهذا من المآخذ الكبيرة التي يمكن أن تحول القمة من قمة إسلامية الى مجرد لقاء لجماعة معينة وتنظيم معين، بخلاف اذا ما كان المشاركون من مشارب مختلفة وتيارات مختلفة يؤدي ذلك الى التنوع الإيجابي واقتراح الحلول للمشكلات العالم الإسلامي ليس فقط بناء على فلسفة فكرية لجماعة واحدة وإنما لمجموع الأمة باعتبار ان الامة الإسلامية ليست هي جماعة وتنظيم واحد.
  • من النتائج المهمة والمآخذ التي تحسب على القمة، هو اعتذار الرئيس الباكستاني عن الحضور، واعتذار اندونيسيا.
  • من النتائج والمآخذ المهمة على القمة أنه كان هناك ردة فعل سلبية في وتنمر في بعض وسائل الاعلام حول عدم مشاركة إندونيسيا وباكستان في الوقت الذي تبحث فيه القمة عن حلول كما هو معلن عنه، في الوقت ذاته هناك وجه آخر ممن يبالغ في التعصب للدول المشاركة في القمة وينقم في نفس الوقت على دول أخرى لم تشارك، وبهذا تكون القمة قد وضعت بعض العراقيل والاشكالات ووسعت الهوة بين بعض الدول الإسلامية.
  • من النتائج أن القمة كانت عبارة عن محور مكونها تحيزت لدول بعينها ولم تأبه للدول الإسلامية الأخرى التي قد تكون لا توفقها في تعاطيها مع بعض الملفات الدولية والإقليمية.
  • من أبرز المشكلات وهي نتيجة فجة، هو اتاحة المشاركة لإيران والتي تعتبر السبب الرئيس في مشاكل الامة الإسلامية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، مما سلب المصداقية من القمة منذ بداية إعلانها.
  • من النتائج أن الرئيس التركي لم يأت بشي جديد يمكن ان يصب في الأهداف المعلنة في القمة، وانما كان خطابه خطابا حول نفس القضايا التي يتحدث عنها دوما في خطاباته حول الإرهاب للجماعات الكردية وتقديم تركيا مساعدات للاجئين السوريين وغير ذلك من الأمور التي تعصب في الترويج للدور التركي في المنطقة.
  • أما بالنسبة لخطاب الرئيس الإيراني فقط تلخص حول الترويج لإيران أيضا كونها دولة نموذجية في مواجهة الصلف الأمريكي والغربي حسب الخطاب للرئيس الإيراني، إضافة الى أن الرئيس الإيراني قدم في خطابه ايران كدولة نموذجية في الاعتماد على الذات ومجابهة التحديات، ولم يشر من قريب او بعيد في خطابة الى مشاكل المسلمين لأنه يعي بكل تأكيد أن النظام الإيراني هو سبب كل الازمات المفتعلة في الشرق الأوسط.
  • وتركز خطاب أمير قطر حول بعض القضايا التي غالبا ما يذكرها في خطاباته، وهي الحكم الرشيد والتنمية ومحاربة الديكتاتوريات وأن قطر تقدم مساعدات للدول النامية.
  • أم خطاب رئيس الوزراء الماليزي فقد تلخص حول بعض القضايا الجوهرية التي سقنها في أهداف القمة كما هو معلن، حول ضرورة إيجاد أرضية مشتركة بين الدول لحل مشاكل النزاعات البينية بين المسلمين، كما تطرق الى أهمية التنمية والتعليم وأنه لا يمكن أن توجد تنمية الا باستقرار وأن التنمية هي الطريق نحو إعادة بناء الحضارة الإسلامية من جديد.
  • أما مدخلات العلماء والمفكرين فقد كانت تقريبا خلال الثلاثة أيام المنصرمة جلها تصب حول مواضيع الاستقرار والديمقراطية والثورات وحق الشعوب في اختيار حكامها والحكم الرشيد وضرورة ايجاد أرضية مشتركة بين الدول المعنية بالقمة في ترجمة مخرجات القمة في الواقع من خلال التبادل التجاري بين الدول واعتماد العملات المحلية في التبادل او إيجاد عملة مشتركة وما شابه ذلك.
  • من النتائج المهمة أن كثير من المحللين والمتابعين لفعاليات القمة يرون أنه لن تكون هناك تفعيل لمقررات القمة على ارض الواقع وذلك لعدم امتلاك الدول المعنية بالقمة آليات التنفيذ.
  • من أهم النتائج التي تعتبر من المآخذ الكبيرة على القمة الإسلامية، أنها لم تشارك فيها سوى 3 دول من مجمع 56 دولة إسلامية وهذا ما يجعل هذه القمة على المحك.

 

3.3. النتائج في محور الاتفاقيات:

تم الإعلان عن بعض الاتفاقيات التي أبرمتها ماليزيا مع بعض الدول المشاركة في القمة ومن أهم الاتفاقيات المعلنة ما يلي:

  • كانت أولى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها، بين شركة “بلدنا” القطرية وماليزيا، وتهدف إلى إنتاج ما يقارب 50 مليون لتر من الألبان سنويا.
  • الاتفاقية الثانية جاءت ضمن محور التكنولوجيا، الذي تم التركيز عليه، وتمت بين المجموعة الصناعية الماليزية للتكنولوجيا المتقدمة في الصناعات الكيماوية، ومركز الامتياز التركي.
  • الاتفاقية الثالثة أيضا على مجال التكنولوجيا، وتمت بين “CTRM” الماليزية و” Airspace industry” التركية، وتهدف إلى التعاون في تطوير البحوث بمجال التكنولوجيا لزيادة الدخل القومي للبلدين.
  • الاتفاقية الرابعة في الإعلان عن تعاون تركي-ماليزي، يهدف إلى تأسيس مركز لمحاربة الإسلاموفوبيا حول العالم، وهو أحد المواضيع الرئيسية التي تناقشها القمة، ويهدف إلى وضع خطط عملية لمواجهتها.
  • الاتفاقية الخامسة بين تركيا وماليزيا، وتهتم بتدريب العلماء والشباب وتبادل الخبرات فيما بينهما.

 

التوصيات:

عمدت الدراسة الى التوصيات من خلال ما توصلت اليه من نتائج مهمة حول قمة كولالمبور وقد حاولت الدراسة تقديم بعض التوصيات وهي كالتالي:

  • توصي الدراسة بأنه يجب على من تصدر لقضايا الامة الإسلامية أن يحاول جاهد على لم الشمل وتوحيد الكلمة ولم الشعث، وألا يعمد الى صناعة الفرقة من خلال إقامة مثل هذه التكتلات التي تفرق ولا تجمع.
  • توصي الدراسة بتفعيل دور القمة في المجالات الإيجابية والتي تتمثل في تقديم حلول لمشكلات المسلمين الذين شردتهم الحروب وأن تكون سوريا واليمن على قائمة الأولويات.
  • توصي الدراسة الدول المعنية بالقمة بمحاولة التخفيف من معاناة الشعب اليمني والسوري من خلال تقديم مساعدات مادية وعينية عاجلة.
  • توصي الدراسة المعنيين بالقمة دراسة أسباب الحروب في المنطقة والاقتتال الطائفي والذي سببته النزعة الطائفية الإرهابية للنظام الإيراني.
  • توصي الدراسة أن تتقارب الدول الإسلامية بشكل صادق وان تترك الاجندات التي تفرق ولا تجمع وان تعمل جاهدة على المشتركات التي بينها وان تنبذ الخلاف والصراع على كافة الأصعدة والمستويات وان يقفوا صفا وحدا في وجه الحلف الإيراني والصهيوني.
  • توصي الدراسة بالاهتمام بالمسلمين جميعا، على كافة مشاربهم ومذاهبهم وليس كما هو مشاهد في القمة فقد كان الاهتمام منصب على جماعة معينة وتنظيم دولي معين وهذا ما يجعل القمة فاقدة لمصداقيته بشكل كبير.
  • توصي الدراسة بعمل لجنة مشتركة بين الدول الإسلامية وتكون من مهام هذه اللجنة دراسة جوانب الاختلاف والاتلاف وتكون من أعمال اللجنة هو القيام بتقديم الدعم للحكومات بشكل دوري في بعض الملفات الشائكة فيما بينها حتى تحل بعض الإشكالات بطرق ودية وصادقة.
  • توصي الدراسة بعمل مركز دراسات استراتيجي يعنى بشئون المسلمين ويدرسها بشكل علمي استراتيجي ويقدم تقارير دورية لأصحاب القرار حتى تتم معالجة مشاكلهم بشكل علمي موثق.
  • توصي الدراسة بأهمية التفاهمات الدبلوماسية وأهمية كسر حاجز الثلج بين بعض الدول التي تتباين رؤاها حول بعض الملفات الساخنة في المنطقة من خلال دراسة جدوى تقوم على أساس أهمية التعاون المشترك.
  • توصي الدراسة بتكثير مراكز الدراسات الاستراتيجية ودعمها بشكل كبير حتى يتسنى دراسة أوضاع المسلمين بشكل صحي ومناسب وتصف مشاكلها بشكل علمي دقيق، وعلى ضوء ذلك يتم العمل على الحلول بشكل منهجي واضح.

Related posts

قضية خاشقجي وصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا

Sama Post

انخفاض طفيف في حالات كوفيد-19 اليوم مع تسجيل 5،586 إصابة

Sama Post

البرلمان الماليزي يمرر ميزانية 2022 بأغلبية الأصوات

Sama Post

ماليزيا تُرحل لاجئي ميانمار رغم قرار المحكمة والانتقادات الدولية

Sama Post

مجلس الشيوخ يعارض خروج القوات من سوريا

Sama Post

إثيوبيا تعيد أكثر من 43 ألف مواطن سعودي

Sama Post