أكتوبر 5, 2024
تقارير

ردود الأفعال الماليزية على القمة العربية الإسلامية

حظيت القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي دعت إليها المملكة واستضافتها في الرياض لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بتغطية إعلامية واسعة من الصحافة الماليزية خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء أنور إبراهيم ووفد ماليزي رفيع المستوى. واهتمت وكالة الأنباء الوطنية برناما والصحف الرئيسية برصد وقائع القمة الاستثنائية وأبرز ما جاء فيها. إلا أن الانتقادات طالت القمة على عدد من الكتاب غير المعروفين إلى جانب رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي اتهم زعماء الدولة الإسلامية بالمشاركة في الإبادة الجماعية.

اهتمام ماليزي

في أقل من شهر، قام رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بزيارتين رسميتين إلى الرياض، الأولى كانت قمة الرياض لدول آسيان ومجلس التعاون الخليجي والثانية كانت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية لمناقشة الحرب على غزة.

كلا الزيارتين حظيتا باهتمام الإعلام الماليزي عبر تغطية تحركات أنور والوفد المرافق داخل المملكة العربية السعودية ورصد لقاءات رئيس الوزراء والمسؤولين الماليزيين هناك.

مشاركة أنور في القمة العربية الإسلامية كانت موضع اهتمام من الصحافة الماليزية المحلية، ورصدت كافة الصحف كلمته أمام القمة الاستثنائية، ووجدت استحسانًا بين أوساط الماليزيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. وظهرت ردود الفعل الإيجابية تجاه القمة عبر مشاركة أبرز كلمات أنور وقرارات القمة والبيان الختامي، مع آمال بسرعة تنفيذ تلك القرارات التي شملت الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما اعتبر مؤيدو أنور مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي انتصارًا للقضية الفلسطينية وتمثيلًا لصوت ماليزيا في الدفاع عن غزة. فيما اعتبر محللون حرص أنور على التواجد وسط زعماء الدول الإسلامية والعربية، جزءًا من جهود الحفاظ على أصوات الملايو والمسلمين في ماليزيا نظرًا لأهمية القضية لهم. 

كما سلط الإعلام الماليزي الضوء على إشادة رئيس الوزراء بمبادرة المملكة العربية السعودية لعقد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، وشكره لولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان على دعمه المطلق للقضية الفلسطينية وإدانة للاستيطان والفظائع التي ترتكبها إسرائيل.

فيما وجه الدكتور أبو حنيفة حارس محاضر أول بجامعة مالايا، في مقال نشرته صحيفة ذا صن، النداء لمنظمة التعاون الإسلامي بسرعة تنفيذ قراراتها، مشيدًا بدور المملكة العربية السعودية في الدعوة للقمة الطارئة. ورأى في البيان الختامي للقمة أملاً جديداً لمصير الشعب الفلسطيني وحل الصراع في غزة من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في غزة، عبر الضغط على القوى العظمى والدول الغربية حتى لا تلتزم الصمت بشأن هذه القضية.

انتقادات قمة منظمة التعاون الإسلامي

مع مرور الوقت واستمرار الحرب على غزة، ظهرت أصوات منتقدة لمنظمة التعاون الإسلامي وغاضبة من نتائج القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي استضافتها الرياض يوم 11 نوفمبر.

كان أبرز المنتقدين رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي هاجم زعماء العالم الإسلامي ووصفهم بمنزوعي الكرامة والشركاء في حرب الإبادة في غزة. ونقلت صحيفة ماليزيا ناو عنه القول بأن قمة الرياض فشلت في التوصل إلى أي خطة عمل ملموسة لوقف الهجمات المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة، وكشفت مدى ذل زعماء المسلمين، على حد تعبيره. وقال مهاتير إنه باستثناء بعض الزعماء، فإن معظمهم يلعبون بشكل خفي لإفشال التوصل إلى توافق في الآراء، وتركوا الفلسطينيين تحت رحمة إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. وخلال مقابلة إذاعية معه، جاء رده على سؤال حول الإجراء الذي كان سيتم اتخاذه إذا كان لا يزال رئيسًا للوزراء وحضر القمة الطارئة، بأنه كان سيطالب منظمة التعاون الإسلامي بدعم حماس وفلسطين واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إسرائيل من ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية. وأصر على أن قادة العالم الإسلامي بحاجة إلى التصرف بشكل أكثر قوة لوقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

صحيفة ماليزيا كيني، نشرت مقالًا لكاتب يُدعى رونالد بنيامين، وهو كاتب غير مشهور، قال فيه إن زعماء العرب والمسلمين ليس لديهم أي جديد يُذكر تجاه القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن نتائج القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية الرياض سلطت الضوء على الانقسامات الإقليمية حتى في ظل تزايد المخاوف من احتمال جر دول أخرى إليها. وزعم أن القمة الاستثنائية لا تستطيع سوى إدانة القوات الإسرائيلية باعتبارها “همجية” في تصرفاتها في غزة، في ظل رفض دول الخليج الموافقة على اتخاذ خطوات اقتصادية وسياسية عقابية ضد إسرائيل نظرًا لاعتمادها على الولايات المتحدة في المعدات العسكرية والتكنولوجيا لحماية مصالحهم الإقليمية، إلى جانب العلاقات الاقتصادية المتشابكة مع واشنطن وإسرائيل، وفقًا لتعبيره. ونفى أن تكون منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية مثل السعودية والإمارات قادرة على حل القضية الفلسطينية، ناصحًا رئيس الوزراء أنور إبراهيم بعدم إضاعة وقته الثمين في التواصل مع الزعماء العرب.

أما الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير موقع ماليزيا ناو الإخباري عبد الرحمن كويا فقد اعتبر القمة العربية الإسلامية بمثابة “خيانة جديدة” للقضية الفلسطينية. وهاجم الدول العربية والإسلامية الغنية بالنفط لعدم اتخاذ خطوات دبلوماسية واقتصادية للضغط على إسرائيل وداعميها الغربيين، وهاجم الرئيس التركي لعدم قطع العلاقات مع إسرائيل، بينما أشاد بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وقلل من شأن كلمات كل الدول المشاركة بما في ذلك ماليزيا، واتهم رئيس الوزراء أنور إبراهيم بالفشل رغم الحملة الدعائية في الداخل لتصويره على أنه بطل القضية الفلسطينية، والتركيز على اجتماعه بكبار القادة مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وزعمت المقالات المنتقدة للقمة، أن عدة حكومات عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية المضيفة، رفضت اقتراحات تطالب بقطع جميع العلاقات مع إسرائيل، ومنع القواعد الأمريكية في بلدانها من نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل.

صحيفة بريتا هاريان واسعة الانتشار الناطقة بلغة الملايو، نشرت مقالًا لأحد الأشخاص يدعى محمد صالح عثمان، انتقد فيه غياب القرارات “الشجاعة” عن قمة الرياض والاكتفاء بإدانة الأعمال الإسرائيلية العدوانية على غزة. كما ذكر هو الآخر أن منظمة التعاون الإسلامي كان بإمكانها فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل وممارسة الضغط باستخدام النفط. مشيرًا إلى أن غالبية دول المنظمة لديها مصالح مباشرة أو غير مباشرة مع القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل.

وفي إطار آخر، قال وزير الصحة السابق خيري جمال الدين إنه كان ينبغي على رئيس الوزراء أنور إبراهيم تعيين الدكتور مهاتير محمد وزيرًا شرفيًا لتمثيل ماليزيا في اجتماع قمة منظمة التعاون الإسلامي، نظرًا لثقله العالمي وفقًا للوزير السابق، في إشارة منه إلى ضعف أداء أنور خلال القمة. 

تغريدة مهاتير:

https://x.com/chedetofficial/status/1725408995945631982?s=20

صور: 

Related posts

تقرير ماليزيا شهر ديسمبر 2021

Sama Post

تقرير ماليزيا لشهر يوليو 2022

Sama Post

زيارة ماليزية جديدة إلى الخليج

Sama Post

مكانة الأزهر في ماليزيا

Sama Post

الموقف الماليزي من القضية الفلسطينية

Sama Post

تقرير ماليزيا شهر أغسطس 2022

Sama Post