مايو 19, 2024
متنوع

قضية خاشقجي وصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا

الموضوع: قضية خاشقجي وصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا

 

إعداد: سما للدراسات والبحوث الاستراتيجية

 

14 يناير 2020م

 

 

 

فهرس الموضوعــات

ملخص الدراسة: 2

المقدمة: 4

المحور الأول: التوظيف السلبي لملف مقتل خاشقجي للإضرار بصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا 6

المحور الثاني: تأثر صورة المملكة العربية السعودية سلباً في ماليزيا بسبب ملف خاشقجي. 8

المحور الرابع: النتائج. 10

المحور الخامس: التوصيات.. 13

المراجع: 15

 

 

 

ملخص الدراسة

تناولت الدراسة قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتعاطي بعض وسائل الإعلام مع القضية بشكل سلبي أدى بدوره إلى التأثير السلبي على صورة المملكة العربية السعودية وسمعتها في جنوب شرق آسيا وعلى وجه الخصوص في ماليزيا، وقد كان هذا التأثير مُلحوظاً من خال تعاطي بعض النخب والساسة والإعلاميين مع هذه القضية، وكان آخر تصريح لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد حول هذه القضية في 7 يناير من هذ العام 2020م حيث قارن استهداف الولايات المتحدة الامريكية لقاسم سليماني بمقتل خاشقجي، ووصف ذلك بأنها جريمة دولية كبرى. وسوف تتناول الدراسة هذه القضية من خلال محورين رئيسيين: التوظيف السلبي لملف مقتل خاشقجي للإضرار بصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا. أما المحور الثاني فهو: تأثر صورة المملكة العربية السعودية سلباً في ماليزيا بسبب ملف خاشقجي ثم النتائج والتوصيات، وقد اعتمدت الدراسة في تناولها للموضوع المنهج الميداني التحليلي من خلال تتبع بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي ورصد طريقة تعاطيهم مع القضية بشكل استقصائي وتحليل البيانات بشكل منهجي للوصول إلى النتائج المرجوة.

الكلمات المفتاحية: مقتل- خاشقجي صورة- المملكة العربية السعودية- ماليزيا

 

 

المقدمة

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد وعلى آله وصحابته الغر الميامين. أما بعد،

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء حول قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي والتي ألقت بظلالها على سمعة المملكة العربية السعودية في بعض الدول الإسلامية وخاصةً في ماليزيا، وذلك لوجود عاملين مهمين: أحدهما الإعلام والصحافة الموجهة وتوظيف الخبر بشكل يسيء إلى صورة المملكة العربية السعودية وسمعتها، والثاني ضعف أو انعدام المراكز الإعلامية ومراكز الدراسات المتخصصة والتي تتصدى للقضية في إطارها القانوني الصحيح وإظهار الحقائق للناس بشكل متزن ومحايد.

وسوف تتطرق الدراسة إلى هذه القضية والتي كان لها أثراً واضحاً في التأثير السلبي على صورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الرسمي.

إن ملف قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة العربية السعودية في تركيا، قد تم استغلاله بشكل كبير للإضرار بسمعة وصورة المملكة العربية السعودية في العالم وفي ماليزيا بشكلٍ خاص، وذلك من خلال الإعلام الموجه والمبرج بشكل حصري على الإضرار بصورة المملكة العربية السعودية وسمعتها في الخارج، من خلال تناول ذلك الملف بشكل ملفت وكبير حتى لا يكاد يوم يمر دون أن تجد خبراً موجهاً أو تحليلاً صحفياً مبرمجاً على إضعاف صورة المملكة العربية السعودية وإظهارها بشكل سلبي أمام الرأي العام العالمي، وهذا ما جعل صورة المملكة العربية السعودية على المحك في بعض البلدان العربية والإسلامية وبشكلٍ خاص في ماليزيا.

 

 

 

 

المحور الأول: التوظيف السلبي لملف مقتل خاشقجي للإضرار بصورة المملكة العربية السعودية في ماليزيا

اعتبرت بعض وسائل الإعلام  كقناة الجزيرة بقسميها العربي والإنجليزي وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مادة دسمة وفرصة ذهبية لتوظيفها بشكلٍ سلبي وجائر للإضرار بالمملكة العربية السعودية، حتى أن بعض وسائل الإعلام كقناة الجزيرة لا يمر يوم من الأيام حتى يتصدر ملفها الإخباري قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومن خلال تتبع الدراسة لعدد المرات التي ذكرت فيها قضية خاشقجي إلى يومنا هذا 14/01/2020م فقد بلغ 2195 مرة في الجزيرة عربي[1]، أما  الجزيرة انجليزي فقد كان عدد المرات التي تطرقت اليها القناة (735) وأورد الإعلام الماليزي أخبارا عن قضية جمال خاشقجي ففي خلال عام 2019  تجاوز عدد الأخبار  أكثر من (240) خبرا، وفقط خلال 30 يوما الماضية حوالي  (49)  خبرا، وهذا عدد مهول يتنوع بين الأخبار والتحليلات الصحفية والبرامج التلفزيونية المختلفة في القناة وبتوظيف واضح للإضرار بالمملكة العربية السعودية وصورتها في العالم، هذا فقط في قناة واحدة، ولو أضفنا إلى ذلك القنوات الأخرى ومواقع التواصل الاجتماعي فإن ذلك يوضح حقيقة مهمة، وهي أن مقتل خاشقجي وُظِف بشكلٍ مدروس وممنهج للإضرار بسمعة المملكة العربية السعودية، حتى أن خبر مقتل خاشقجي ظل لمدةٍ ما يقارب سنة كاملة أو أكثر ينزل بالتقسيط، وأحياناً بشكلٍ مكرر ولكن بأوجه مختلفة، وذلك من أجل أن تبقى هذه القضية حية وموظفة بشكلٍ ممنهج ضد المملكة العربية السعودية.

لقد أثارت بعض وسائل الإعلام كقناة الجزيرة وغيرها هذه القضية بشكلٍ سلبي للغاية من خلال توظيفها لهذا الملف والذي يعتبر ملفاً قانونياً بحتاً يجب أن يكون التداول فيه في غرف المحاكم وعبر المرافعات والأدلة، بيد أن بعض وسائل الإعلام تناولت القضية وتجاوزت حدود مهنيتها بشكلٍ واضح، وهذا بدوره أدى بشكلٍ مباشر إلى الإضرار بالمملكة العربية السعودية وصورتها في بعض الدول ومنها ماليزيا، خاصة وأن ماليزيا بلد إسلامي وتربطه علاقات وثيقة بالمملكة العربية السعودية، وهناك تعاون في مجالات شتى كالاقتصاد والتعليم وغير ذلك من المجالات الحيوية والمهمة، لكن مثل هذا الملف نقطة سوداء لدى الشعب الماليزي خاصةً وأن الشعب الماليزي شعبٌ مطلع ويتابع الصحافة بشكلٍ يومي، وفي الغالب فإن الشعوب تبني صورتها بناءاً على ما تتلاقاه من الصحافة والإعلام[1].

 

المحور الثاني: تأثر صورة المملكة العربية السعودية سلباً في ماليزيا بسبب ملف خاشقجي

 

أثارت التداولات الصحفية والإعلامية المركزة والموجة والموظفة بطريقة استراتيجية للإضرار بالمملكة العربية السعودية وصورتها في العالم وفي ماليزيا بشكلٍ خاص حفيظة الماليزيين وأثرت فيهم بشكلٍ عميق، والمتابع للشارع الماليزي بشكلٍ جيد يلاحظ ذلك، سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى النخب أو على المستوى الشعبي، وهذا يدل على أن الإعلام والصحافة الموجهة تعتبر من العوامل الرئيسية والمؤثرة في بناء الرأي العام حول أي ملف من الملفات أو قضية من القضايا.

فعلى سبيل المثال، فإن آخر تصريح حول هذه القضية كان لمهاتير محمد حول مقتل سليماني وقد ربط مقتل سليماني بمقتل خاشقجي وعد ذلك جريمتان دوليتان عابرة للحدود، ويجب المحاسبة عليها[2].

من جهة أخرى فإنّ المملكة العربية السعودية مقصرة بشكلٍ كبير في الجانب الإعلامي والتسويقي وتحسين السمعة والصورة أمام الرأي العام العالمي والماليزي بشكلٍ خاص، وهذا يمثل سبباً مباشراً في تأثر الرأي العام الماليزي بالصورة السلبية التي رسمتها الصحافة والإعلام الموجهان واللذان تناولا قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بشكلٍ أظهر المملكة العربية السعودية على أنها تمارس الجرائم بشكلٍ فج وبشع للغاية، وأن جريمة مقتل خاشقجي جريمة سعودية مارستها السعودية على أعلى مستوى في هرم السلطة الحاكمة، وهذه هي الصفة التي رُسِمت في ذهن الرأي العام الماليزي بشكلٍ عميق.

وخلاصة القول في هذا الإطار، أن غياب المملكة العربية السعودية وعدم وجودها إعلامياً واستراتيجياً في ماليزيا وبعض الدول الإسلامية وعدم اهتمامها بالرأي العام لهذه الدول والشعوب، فتح فرصة لقوى أخرى مناوئة للمملكة العربية السعودية في التسويق لنفسها بتناول ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوظيفه توظيفاً سلبياً أضر بشكلٍ كبير بصورة وسمعة المملكة العربية السعودية.

 

المحور الثالث: النتائج

من خلال دراسة الحالة وتحليلها بشكلٍ علمي ومهني توصلت الدراسة إلى بعض النتائج المهمة وقد ضمنتها الدراسة في الآتي:

  • مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي جريمة مرفوضة ولا يمكن أن تُبَرَر تحت أي ظرف من الظروف، ولكن اتضح من خلال الدراسة أن بعض الدول عمدت إلى تشويه المملكة العربية السعودية وإظهارها للعالم على أنها دولة تقمع الحريات وتمارس أبشع أنواع الجرائم، مما يجعل التعاطي مع هذا الملف بهذا الشكل جريمة أخرى تُسَجَل على من يتصدرون لهذه التشويه الممنهج للملكة العربية السعودية في إطار ارتكاب جريمة من خلال استغلال جريمة أخرى كمسوغ لتصفية بعض الحسابات.
  • توصلت الدراسة إلى أن بعض الدول جندت وسائل إعلامها للتعاطي مع جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بشكلٍ يومي ولمدة قد تصل إلى أكثر من سنة، وتوظيف الحدث بشكلٍ يمس بسمعة المملكة العربية السعودية وصورتها في العالم وفي ماليزيا بشكلٍ خاص.
  • توصلت الدراسة إلى إن بعض وسائل الإعلام كقناة الجزيرة أتخذت خطاً تأجيجياً ووترويجياً يصب في الإضرار بسمعة وصورة المملكة العربية السعودية، ولم تلتزم الحياد والمهنية في التعاطي مع الجريمة كونها قضية حقوقية وقانونية تخضع لمعايير القانون، لكن بعض وسائل الإعلام لم تلتزم بهذا الإطار المهني، وعمدت إلى توظيف القضية بشكلٍ غير مهني ومخالف للقوانين، حيث أن القضية يجب أن تخضع لتحقيقٍ متزن ومحايد ومن ثم يتم نقل المعلومة من المتخصصين والذين أُسنِدَت إليهم مهمة التحقيق في القضية.
  • توصلت الدراسة إلى أن صورة المملكة العربية السعودية تأثرت بشكلٍ كبير في نظر الرأي العام الماليزي وذلك لما سببته بعض وسائل الإعلام الموجهة والموظفة للإضرار بصورة المملكة العربية السعودية.
  • توصلت الدراسة إلى أن المملكة العربية السعودية ينقصها الاهتمام بالرأي العام الماليزي بشكلٍ خاص والآسيوي بشكلٍ عام، من خلال دعم بعض المراكز المتخصصة في هذا الشأن.
  • توصلت الدراسة إلى أن المملكة العربية السعودية لم تقم بما يجب في مواجهة الأخبار المفبركة والإعلام الموجه للإضرار بصورتها وسمعتها، من خلال اعتماد استراتيجية بعيدة المدى في توضيح الصورة الحقيقية والوجه الإيجابي للملكة العربية السعودية في مجالات إسلامية شتى.
  • توصلت الدراسة إلى أن بعض الدول والجماعات والتي تمثل محاور مناهضة لسياسة المملكة العربية السعودية تدعم بشكلٍ كبير توجيه الأخبار بشكل يدعم النيل من صورة المملكة العربية السعودية وسمعتها، وهذا التوجه ينعكس بشكلٍ سلبي على العلاقات الدبلوماسية والسياسة، حتى بعد ظهور نتائج التحقيقات والمحاكمة التي أجرتها الجهات القانونية المختصة، إلا أن وسائل الإعلام كقناة الجزيرة لا زالت تتعاطى مع القضية بشكلٍ سلبي وتوظيفٍ ممنهج للإضرار بسمعة المملكة العربية السعودية.

 

المحور الرابع: التوصيات

من خلال النتائج التي توصلت إليها الدراسة بعد تجميع البيانات وتحري التحقيق والتحليل في ذلك للوصول للوضع الحقيقي للقضية ونتائجها، فإن الدراسة تعمد إلى التوصيات التالية:

  • توصي الدراسة بأهمية القيام بمراكز دراسات متخصصة في جنوب شرق آسيا وفي ماليزيا على وجه الخصوص تدرس وتقدم الحقائق على ماهيتها لأصحاب القرار في المملكة العربية السعودية، وتكون عامل ربط مع الأكاديميين وأصحاب الكفاءات والتي تؤثر في الرأي العام للناس، ذلك أن جنوب شرق آسيا يمثل أكبر مخزون بشري من المسلمين والذين يمثلون حاضنة قوية وجبارة لأي توجه سياسي مستقبلي، فإهمال هذه المنطقة يعتبر من الكوارث السياسية والعيوب الدبلوماسية الكبيرة.
  • توصي الدراسة بأهمية التوصل مع النخب والأكاديميين والسياسيين وأصحاب الرأي حول هذه القضية وتوضيح ما يمكن توضيحه من أجل استدراك ما يمكن استدراكه، كون السمعة تمثل أهمية كبيرة للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً.
  • توصي الدراسة باعتماد برنامج متخصص لإظهار الوجه الخير للمملكة العربية السعودية وتحسين صورتها وسمعتها، وهذا ما يجعل المملكة العربية السعودية أمام حقيقة مفادها أنه يجب على أصحاب القرار، أن يعتمدوا برامج ذات بعد استراتيجي ومنهجي في هذا الإطار، من خلال توظيف كوادر تمتلك الكفاءة والقدرة على تقديم المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي بشكلٍ يليق بها كونها حاضنة للحرمين الشريفين، إضافة إلى اعتماد ميزانية خاصة لهذا الغرض.
  • توصي الدراسة بالتواصل مع بعض الدول التي تروج بعض وسائلها الإعلامية لبعض الشائعات حول مقتل خاشقجي من أجل الحوار والخروج بحلول ودية في هذا الإطار، لأن العلاقات الدبلوماسية بين الدول لا تخضع للقطيعة التامة وإنما تكون في إطار المصالح وبشكلٍ منهجي واستراتيجي.
  • توصي الدراسة بأهمية اعتماد شعرة معاوية في العلاقات الدولية والدبلوماسية، فالعلاقات الدولية والدبلوماسية بين الدول لا تخضع للثقة التامة ولا للقطيعة التامة وإنما تخضع لتوازنات دقيقة تتمخض عنها مصالح الدول في علاقتها ببعضها البعض.

المراجع

 

https://www.aljazeera.net/home/search?q

https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2018/11/18

https://www.malaymail.com/news/malaysia/2020/01/07/dr-m-likens-us-assassination-of-iranian-general-to-saudi-linked-killing-of/1825443

 

[1] انظر: https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2018/11/18

[2] انظر: https://www.malaymail.com/news/malaysia/2020/01/07/dr-m-likens-us-assassination-of-iranian-general-to-saudi-linked-killing-of/1825443

Related posts

قمة كوالالمبور الإسلامية المصغرة ٢٠١٩ في عيون الصحف الماليزية

Sama Post

انخفاض طفيف في حالات كوفيد-19 اليوم مع تسجيل 5،586 إصابة

Sama Post

وزير الخارجية: التركيز على الدبلوماسية الصحية من أولويات ماليزيا 

Sama Post

البرلمان الماليزي يمرر ميزانية 2022 بأغلبية الأصوات

Sama Post

قمة كوالالمبور في الصحف الإندونيسية

Sama Post

إيران تضرب بتحذيرات أمريكا وفرنسا عرض الحائط

Sama Post