المصدر: Malay Mail
التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الاثنين بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أول زيارة لوزير خارجية مصري لكلا البلدين منذ نحو عشر سنوات.
ويستفيد الأسد من تدفق الدعم العربي على سوريا منذ الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده وتركيا المجاورة هذا الشهر، الأمر الذي ساعد في تخفيف العزلة الدبلوماسية التي واجهها بعد الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وقال شكري للصحفيين في دمشق “هدف الزيارة إنساني في المقام الأول، ولنقل التضامن على مستوى القيادة والحكومة والشعب المصري للشعب السوري”.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، قال شكري في تصريحات لقناة تن التلفزيونية المصرية المحلية “نعتبر أن الحفاوة هي تعبير عن المكانة للشعب المصري والقيادة المصرية والرغبة في إزالة شوائب الماضي والانتقال إلى مرحلة جديدة تعكس المكانة التي تحظى بها مصر والاهتمام بأن تعود العلاقات بين مصر والبلدين لوتيرتها وطبيعتها”.
وأضاف شكري، بينما كان بجانبه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن مصر تتطلع لزيادة الدعم المُقدم بعد الزلزال “بتنسيق كامل مع الحكومة السورية” بعدما قدمت القاهرة بالفعل نحو 1500 طن من المساعدات.
من جانبه، قال الوزير السوري “نرحب بوزير خارجية جمهورية مصر العربية… عندما يأتي إلى دمشق يأتي إلى بيته وأهله وبلده”.
وأودى الزلزال بحياة ما يربو على 5900 شخص في سوريا، معظمهم في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في شمال غرب البلاد. وفي تركيا تجاوزت حصيلة القتلى 44 ألفا.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في 2011 بسبب الحملة العنيفة التي شنتها الحكومة لقمع الاحتجاجات، ودعمت العديد من الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة المعارضة السورية التي سعت للإطاحة بالأسد.
لكن عددا من الدول العربية، أبرزها الإمارات، غيرت منهجها إلى تطبيع العلاقات في الأعوام الماضية بعدما هزم الأسد قوات المعارضة في معظم أنحاء البلاد بدعم من إيران وروسيا.
ولم يرد شكري على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كانت مصر ستدعم إلغاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.
* الحوار مع دمشق
انقطعت العلاقات بين سوريا ومصر لفترة وجيزة في أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وأعادت القاهرة فتح سفارتها في دمشق في 2013 بعد أن أطاح الجيش بمرسي، لكنها ظلت بمنأى عن تطوير العلاقات مع الأسد. واجتمع شكري والمقداد في 2021 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع الأسد للمرة الأولى في السابع من فبراير شباط بعد الزلزال، والتقى وفد من كبار البرلمانيين العرب بينهم رئيس مجلس النواب المصري بالأسد يوم الأحد في دمشق.
وتبدي واشنطن معارضة لأي تحركات لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى وحشية حكومته خلال الصراع وضرورة حدوث تقدم باتجاه حل سياسي.
وتقول السعودية، التي لا تزال على خلاف مع الأسد، إن هناك توافقا متزايدا في الوطن العربي على أن عزل سوريا غير مجد وإن ثمة حاجة للحوار مع دمشق في وقت ما لمناقشة القضايا الإنسانية على الأقل.
وزار شكري تركيا أيضا، مما يشير إلى تحول آخر في العلاقات الخارجية لمصر. والتقى شكري نظيره التركي جاويش أوغلو في مدينة أضنة الجنوبية التي هزتها الزلازل أيضا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن وزير الخارجية سيقدم تعازيه في ضحايا الزلزال ويؤكد تضامن مصر قيادة وحكومة وشعبا مع تركيا، كما يؤكد استمرار تقديم المساعدات لدعم تركيا وشعبها.
وتوجه شكري وجاويش أوغلو بعد ذلك في زيارة إلى ميناء مرسين حيث وصلت سفينة مساعدات مصرية يوم الاثنين.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا في عام 2013 بعدما قاد السيسي الإطاحة بمرسي الذي حظي بدعم أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
لكن محاولات التقارب بين البلدين كانت مستمرة. والتقى السيسي وأردوغان وتصافحا خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر وهي دولة أخرى أعادت القاهرة بناء العلاقات معها، وتعهدت شركات تركية هذا الشهر باستثمار 500 مليون دولار في مصر.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين في ميناء مرسين إن أردوغان والسيسي قد يجتمعان مرة أخرى قريبا.
وأضاف “تبادلنا خلال محادثاتنا اليوم وجهات النظر حول الزيارات المتبادلة في الفترة المقبلة. التقى نائبا وزيري الخارجية مرتين من قبل، وسيكون من المفيد أن يجتمعا مرة أخرى. وبعد محادثاتنا يمكن أن يجتمع الرئيسان في تركيا أو مصر”.