المصدر: Malay Mail & the Sun Daily
https://www.thesundaily.my/home/hey-big-spenders-qatar-woos-the-rich-with-luxury-world-cup-IG9945093
تراهن دول الخليج على السياحة الفاخرة التي تشتهر بها والتي قد لا تناسب بعض مشجعي كرة القدم الأقل قدرة على إنفاق الأموال، لتقديم بطولة كأس عالم استثنائية في قطر.
والإمارة الثرية هي أوّل دولة في الشرق الأوسط تستضيف أحد أهم الأحداث في العالم من 20 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 18 كانون الأول/ديسمبر، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار خلال هذه الفترة إلى 1,2 مليون شخص أي ما يقرب من نصف عدد سكان الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز.
وتعد قطر ببطولة كأس عالم استثنائية تستعرض خلالها ثقافة الصحراء البدوية والمرافق الحديثة والمطاعم الراقية في ناطحات السحاب المتلألئة.
على بعد ساعة بالطائرة، تمنّي دبي النفس أيضا باستضافة عدد ممن سيقصدون الدوحة. ويُنظر إلى دبي على أنها رمز للفخامة وتنتشر فيها سيارات الدفع الرباعي الباهظة الثمن أمام الفنادق الكبيرة.
وتقدم شركة “إكسبات سبورت” التي تتخذ من دبي مقراً والتي تقدّم نفسها على أنها شركة رائدة في مجال السياحة الرياضية في الخليج، باقات متنوعة لمشجعي كأس العالم بما في ذلك تذاكر طائرات إلى الدوحة.
وتقول مديرة الشركة سو هولت لوكالة فرانس برس “في الجمهور أشخاص لم يسبق لهم اختبار عنصر المغامرة في هذه المنطقة من قبل”، مشيرة إلى ان الشركة تقدّم حزمًا في دبي تتراوح بين 1500 دولار لأربع ليالٍ إلى 5000 دولار.
وبحسب هولت، فإنّ منطقة الخليج، لا سيما دبي، “معروفة” بتقديم “خدمات عالية الجودة” لا سيما في قطاع الفنادق والمطاعم، مع الإشارة إلى أن الزبائن الذين يقومون بعمليات حجز في الوقت الحالي يأتون من أميركا الشمالية بقدر ما هم من أوروبا أو الصين أو الهند.
باهظ الثمن
يشمل العرض الرئيسي للشركة الإقامة في فندق ضخم جديد في قلب نخلة دبي، الجزيرة الاصطناعية،مع إطلالة مبهرة من المسبح المبني على السطح، لكنها تشير إلى أنها تقدم عروضا لأماكن إقامة أخرى تناسب “معظم الميزانيات”.
ورغم العروض الحالية، قد يشعر العديد من المشجعين بنوع من التردد.
فوفقًا لمدير رابطة المشجعين الأوروبيين رونان إيفين، تواجه نسبة كبيرة من محبّي كرة القدم الأوروبيين الذين اشتروا تذاكر المباريات، احتمال “إلغاء (رحلاتهم) لأنهم لا يستطيعون تحمّل هذا النوع من الميزانية”.
ويقول لفرانس برس “إما أن الناس لا يستطيعون الحصول على سكن أو أن السكن باهظ الثمن”، مصيفا “في البرازيل وفي روسيا يمكنك ركوب قطار والإقامة في مكان يبعد 200 كيلومتر (عن الاستاد) والحضور في يوم المباراة فقط، ويمكن التخييم واستئجار شقة لشخصين، وهذا يبدو غير ممكن في قطر”.
ويتابع أنه في دبي “الأسعار ليست بالضرورة أكثر ملاءمة”.
ويشدّد إيفين على أنّ “هناك بالفعل زبائن (أثرياء) يأتون إلى نهائيات كأس العالم، لكنهم ليسوا من يملأ الملاعب”، ويضيف ممازحاً أن معظم المشجعين “ليسوا من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل تكلفة الإقامة في سفن سياحية مقابل 5000 دولار في الأسبوع”.
بالنسبة المشجعين العاديين، تشمل الخيارات الأقل كلفة سريرًا في غرفة مشتركة بالقرب من الدوحة بسعر 84 دولارًا في الليلة، أو الإقامة على متن السفن السياحية بتكلفة تتراوح بين 179 دولارًا و800 دولار لليلة.
وستضم حشود المشجعين العمال الوافدين الذين عُرض عليهم بعض التذاكر مقابل 40 ريالًا (11 دولارًا).
توازن سياحي
يأخذ إيفين على الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه “لعب دورا” من خلال التهاون مع مسألة إصرار قطر على عدم “مراجعة نموذجها” السياحي، مشيرا إلى أن العديد من المشجعين قد يضطرون “للقيام بأكثر من رحلة ذهابا وإيابا لتجنب تكلفة الإقامة”.
لكن بالنسبة لقطر، فإن تنظيم بطولة كأس العالم “مسألة هيبة” وليست وسيلة “لتعبيد الطريق أمام إدخال اصلاحات شاملة على نموذج السياحة في البلاد”، وفق ما يقول الباحث في معهد دول الخليج العربية روبرت موجيلنيكي.
ويؤكد الخبير في شؤون الخليج لفرانس برس أن “ما لا يريده القطريون هو أن ينتهي الأمر بوفرة في البنية التحتية السياحية لشريحة من السياح من غير المرجح أن يكون لهم حضور منتظم في البلاد”.
ويرى أنّه من المحتمل أن تستمر الإمارة في السعي لجذب السياح “من دوائر النخبة”.
مع ذلك، يقول موجيلنيكي إنه يتعين على المسؤولين القطريين إيجاد “توازن بين الاحتياجات العاجلة المرتبطة بكأس العالم وأهداف السياحة الطويلة المدى”.
إلا أنّ الاتجاه الإقليمي، بحسب الباحث، يسير بشكل أساسي نحو “الفخامة والرفاهية”، بما في ذلك في السعودية التي تسعى حاليا إلى جذب سياح من غير الحجاج.