ديسمبر 22, 2024
أخبار السعودية في ماليزيا

أين تذهب الكسوة القديمة بعد استبدالها؟

المصدر: Bernama الرابط: https://www.bernama.com/ar/news.php?id=2106161

 

انتهت للتو، بالتحديد قبل يومين مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة والتي جرت لأكثر من 15 ساعة اعتباراً من الساعة التاسعة والنصف ليلة 29 يوليو وحتى مساء يوم 30 يوليو/تموز، بالتوقيت المكي، على يد أكثر من 160 فنياً وصانعاً بإشراف وتنفيذ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

 

ولكن، إلى أين تذهب الكسوة القديمة بعد استبدالها؟

 

وفقاً لما سبق أن نشرته «الجزيرة.نت»، فإن الكسوة القديمة تُسلم إلى لجنة من الحكومة السعودية، تتولى تقطيعها إلى قطع صغيرة، ثم تقوم بتوزيعها هدايا على كبار الشخصيات والدول والسفارات في المملكة العربية السعودية.

 

وأضافت أن كسوة تعرض في جامع أولو بمدينة بورصة التركية تعود إلى عام 1517، وهي في نفس المكان الذي أودعها فيه السلطان سليم الأول، حيث حصل عليها من مصر عقب الفتح العثماني، وتعد أقدم كسوة كاملة للكعبة موجودة بحالتها الكاملة في العالم.

 

كما تعرض أجزاء من الكسوة القديمة في معرض النسيج بالمعز في القاهرة من حين لآخر، وعرض المتحف عام 2019 قطعتين من كسوة الكعبة باللون الأخضر والأسود، ترجعان إلى نهاية العصر المملوكي وبداية العصر العثماني، الخضراء كانت جزءا من كسوة الحجرة النبوية الشريفة، والسوداء كانت جزءا من كسوة الكعبة المشرفة، وفي وقتنا الحالي توجد كسوة قديمة في دار صناعة الكسوة التي تأسست بالقاهرة عام 1233 للهجرة.

 

فيما أشارت صحيفة «اليوم» السعودية نقلاً عن المدير العام السابق لمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة أحمد المنصوري، إلى أنه في حال طلب صرفها لمتاحف أو هدايا، يكون ذلك بناءً على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات بالمملكة، الذي ينص على أنه يكون بناءً على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف المواد.

 

وبيّن المنصوري في مؤتمر صحفي مؤخراً أنه تطبق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة، من توفير الحفظ الفني الملائم لها بما يحول دون التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا إليها.

 

استبدال الكسوة خارج موسم الحج

 

وجاء تغيير كسوة الكعبة هذه السنة وبشكل غير مسبوق في موعد خارج موسم الحج وبدلاً من يوم عرفة، والذي كان الموعد المحدد لذلك، بمثابة شعيرة إسلامية، واتباع لما قام به رسول الله ﷺ والصحابة الكرام اقتداء بسنته، وجرياً على العادة السنوية.

 

وأشارت صحيفة «الإمارات اليوم» إلى أنه قد بدأت المراسم مع غروب يوم الجمعة الأخير من عام 1443 هجرية (30 ذو الحجة 1443هـ الموافق 29 يوليو/تموز 2022) تحضيرات نقل الكسوة الجديدة للكعبة المشرفة وسط منظر مهيب وفي موكب عظيم تقدمت الكسوة الجديدة صوب المسجد الحرام لتكتسي الكعبة المشرفة ثوبها الجديد إجلالاً وتعظيما لله عز وجل.

 

وبكل فخر تسارعت خطى حاملي الكسوة إلى الكعبة المشرفة للمشاركة في عملية الاستبدال ليتم إنزال حلة تحمل أحداث عام مضى ولترتفع أخرى لتسجل أحداث عام إسلامي جديد.

 

وتشرف رئاسة الحرمين على حياكة وتطريز وتجهيز ثوب الكعبة المشرفة والذي تبلغ كلفته سنوياً 25 مليون ريال سعودي .. عبر العديد من الأقسام المختلفة وباستخدام الآلات الحديثة بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة فيما يصل عدد العاملين على صناعتها 220 صانعاً وإدارياً، بحسب الصحيفة.

 

تاريخ تصنيع الكسوة

 

بدأت صناعة كسوة الكعبة في عهد النبي ﷺ والخلفاء الراشدين من الأقمشة اليمنية حتى عهد معاوية بن أبي سفيان، وهو أول من عطر الكعبة في موسم الحج وأضاف لذلك تعطيرها في شهر رجب، وقد كسا الكعبة مرتين في العام: المرة الأولى في يوم عاشوراء والثانية استعدادا لعيد الفطر، على حد ما نقلته «الجزيرة.نت».

 

وكانت كسوة الكعبة تصنع من أفضل الأقمشة الدمشقية وترسل إلى مكة من منطقة الكسوة في دمشق، ومن هنا سميت كسوة الكعبة، وما لبث الأمر حتى انتقلت صناعتها إلى مدينة تنيس المصرية، حيث بدأت صناعة الكسوة الفاخرة من الحرير وتطريزها، وتبارز الخلفاء فيها حيث كسا هارون الرشيد الكعبة مرتين في العام فزاد عليه المأمون فكساها 3 مرات في العام.

 

التمسك بشرف تصنيع الكسوة

 

اعتبر المصريون شرف صناعة كسوة الكعبة خاصا بهم ويجب ألا ينازعهم عليه أحد. وفي عام 751 للهجرة، صنع ملك اليمن كسوة من بلاده، وتكررت المحاولات من الفرس والعراق، لكن حكام مصر أصروا على الاستمرار في صناعتها.

 

وخصص الملك الصالح الناصر بن قلاوون في ذلك العام وقفاً في مصر لكسوة الكعبة مرة كل سنة، وتم العمل بهذا القانون بانتظام حتى عهد محمد علي، إذ نشب خلاف سياسي بسبب طرق احتفالات قافلة كسوة الكعبة، فتوقفت مصر على إثره عن تصنيع كسوة الكعبة لمدة تجاوزت 6 سنوات.

 

ولكن في عام 1233 للهجرة، تأسست بالقاهرة دار صناعة الكسوة، لكنها توقفت عن صناعة الكسوة الجديدة منذ عام 1381 للهجرة (1962 للميلاد)، إذ تولت المملكة العربية السعودية الأمر.

 

تأسيس مجمع كسوة الكعبة بالسعودية

 

أمر المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -عقب خلاف سياسي مع مصر- بتأسيس دار كسوة الكعبة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة (1927م/1346هـ)، وتم تزويد تلك الدار بآلات النسيج والتطريز التي يتم تحديثها كل عام.

 

وباشرت المملكة صناعة الكسوة في عام 1928م/1346هـ، لتصبح أول حلة سعودية تصنع في مكة المكرمة.

 

وفي عام 1976م/1397هـ انتقل مصنع كسوة الكعبة إلى مبناه الجديد بأم الجود، مجهزاً بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة، ليواصل صناعتها في أبهى صورها.

 

مكونات الكسوة

 

وتحتوي هذه الدار على أكثر من 200 عامل، وهي تنتج كسوة الكعبة الخارجية والداخلية، والكسوة الداخلية للحجرة النبوية الشريفة، وتستخدم أجود أنواع الخيوط على مستوى العالم والتي تزن 670 كيلوغراماً، بالإضافة إلى أسلاك وخيوط من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا، يصل وزنها إلى 120 كيلوغراماً، وأخرى من الفضة تصل إلى 100 كيلوغرام، وتتزين بالحرير المبطن بالقطن، ومنسوج فوقها آيات قرآنية مشغولة بخيوط الذهب والفضة.

 

وتتجاوز تكلفة كسوة الكعبة المشرفة 20 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 5.3 ملايين دولار، لتكون بذلك أغلى ثوب في العالم.

 

ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد بالثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 19 سنتيمترا وبطول 47 متراً، مكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

 

وتتكون الكسوة من 5 قطع، تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة تمثل الستارة التي توضع على باب الكعبة المشرفة.

 

ما هي الآيات المكتوبة على ستار الكعبة

 

وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها “يا الله يا الله”، “لا إله إلا الله محمد رسول الله” و”سبحان الله وبحمده” و”سبحان الله العظيم” و”يا ديان يا منان”.

 

ويحظى ستار الكعبة المشرفة بكثير من الآيات القرآنية المكتوبة بخيوط من الذهب والفضة، ومع تبديل الكسوة كل عام تبقى هذه الآيات ولا تبدّل، ومنذ القديم رصد المؤرخون آيات كريمة كانت تُكتب على ستار الكعبة، ولم تكن تلك الآيات مختارة بنص نبوي أو نحوه مما أثر عن الصحابة والأئمة من بعدهم، ولكنّها اجتهاد ممن صمم تلك الستارة، والآيات موزعة على سبعة أحزمة هي:

 

الآيات المكتوبة على الحزام الأول

 

مكتوب على هذا الحزام: بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. (سورة البقرة، الآية: 125).

 

الآيات المكتوبة على الحزام الثاني

 

مكتوب على هذا الحزام قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة البقرة، الآية: 127 – 128)

 

الآيات المكتوبة على الحزام الثالث

 

مكتوب على هذا الحزام: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ صَدَقَ اللهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ}. (سورة آل عمران، الآية: 95 – 97)

 

الآيات المكتوبة على الحزام الرابع

 

مكتوب على هذا الحزام قوله تعالى: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ}. (سورة آل عمران، الآية: 97 – 98)

 

الآيات المكتوبة على الحزام الخامس

 

مكتوب على هذا الحزام: بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. (سورة الحج، الآية: 26 – 27)

 

الآيات المكتوبة على الحزام السادس

 

مكتوب على هذا الحزام قوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}. (سورة الحج، الآية: 28 – 29)

 

الآيات المكتوبة على الحزام السابع

 

مكتوب على هذا الحزام: بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله}. (سورة البقرة، الآية: 197)

 

سبب عدم كشف الكعبة

 

لقد ورد أنّ الكعبة المشرفة قد كسيت منذ القديم، فكستها قريش واستمرّت كسوتها بعد الإسلام، وكان السلف يحرصون على ذلك ويسارعون إليه، والحكمة من كسوتها وعدم كشفها أنّها من شعائر الله -تعالى- التي أمرَ بتعظيمها، فيقول تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، (سورة الحج، الآية: 32).

 

وفي كسوتها إظهار لعزة الإسلام وإرهاب لأعداء الديانة، بحسب الفتوى رقم: 115820 المنشور على موقع «إسلام ويب» القطري للفتاوى.

 

Related posts

مصادر: السعودية تفرج عن بن لادن المحتجز في “حملة ريتز”

Sama Post

مدرب المكسيك محذرا السعودية: طالما هناك فرصة، سنحاول استغلالها

Sama Post

للمرة الأولى .. أوروبا وكندا وأستراليا يوبخون السعودية في مجلس حقوق الإنسان

Sama Post

رؤية السعودية 2030 تستهدفُ إعدادَ أجيال تتمتع بمعارف ومهارات عالية وقادرة على المنافسة عالمياً

Sama Post

رئيس الوزراء الباكستاني في زيارة إلى السعودية

Sama Post

بعد نفي وجود التبرع السعودي، نائب يتقدم ببلاغ ضد المدعي العام السابق بتهمة التواطؤ والتستر على الفساد

Sama Post