المصدر: malay mail
الرابط: https://www.malaymail.com/news/world/2021/05/13/sources-saudi-releases-bin-laden-patriarch-held-in-ritz-crackdown/1973931
أفرجت السعودية عن قطب البناء بكر بن لادن، بعد أكثر من ثلاث سنوات على اعتقاله في حملة تطهير للنخبة في المملكة أدت إلى قلب إمبراطوريته التجارية الشاسعة، حسبما أفادت مصادر لوكالة فرانس برس.
قال شخصان مقربان من عائلته إن الرئيس السابق لمجموعة بن لادن، أكبر شركة إنشاءات في المملكة العربية السعودية، اجتمع الأسبوع الماضي مع عائلته في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر بعد إطلاق سراحه من موقع احتجاز لم يكشف عنه.
وقال أحد المصادر إنه لم يتضح ما إذا كان الإفراج عن بكر، وهو رجل أعمال في السبعينيات من عمره كان يُنظر إليه من قبل على أنه صاحب نفوذ كبير، مؤقتًا لأن تحركاته لا تزال مقيدة.
وقال: “أطلق سراحه وطُلب منه البقاء في المنزل”.
وأضاف: “يُسمح للناس بزيارته”.
وقال المصدر الثاني إن أسرته “تشعر بسعادة غامرة”، مضيفًا أنهم يأملون أن لا يكون إطلاق سراحه بادرة حسن نية مؤقتة من جانب الحكومة قرب نهاية شهر رمضان المبارك.
ولم يتسن الوصول إلى بكر، الأخ غير الشقيق لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، للتعليق ولم ترد السلطات السعودية على الفور على طلب وكالة فرانس برس للتعليق.
حصدت عائلة بن لادن، التي تم تصنيفها على أنها عائلة روكفلر في المملكة العربية السعودية لمشاريع البنية التحتية المترامية الأطراف، ثروة هائلة لعقود على خلفية قربها من عائلة آل سعود المالكة.
لكن ثرواتهم تراجعت بعد صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سعى إلى إعادة تشكيل الاقتصاد المعتمد على النفط وتفكيك شبكات المحسوبية من أعلى إلى أسفل التي أثرت حفنة من عائلات النخبة.
سجن خمس نجوم
وقع بكر وشقيقان آخران، سعد وصالح، في شرك حملة تطهير جرت في نوفمبر 2017 وشهدت حبس مئات من أفراد العائلة المالكة وأباطرة المال ووزراء الحكومة لأشهر في فندق ريتز كارلتون بالرياض، الذي أطلق عليه على نطاق واسع سجن من فئة الخمس نجوم.
ووصفت الحكومة الحملة غير المسبوقة، التي أزعجت مستثمري القطاع الخاص في الوقت الذي سعت فيه المملكة لجذب رأس المال للمساعدة في تنويع الاقتصاد، على أنها إجراء لمكافحة الفساد.
لكن المراقبين اعتبروا ذلك على نطاق واسع بمثابة ابتزاز وتلاعب بالسلطة من قبل الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة.
أُطلق سراح معظم المعتقلين، بمن فيهم سعد وصالح، بعد “تسويات” مالية مبهمة مع الحكومة.
وقالت مصادر عائلية إن الشقيقين مُنعوا من السفر إلى الخارج وأجبروا في البداية على ارتداء أساور إلكترونية في الكاحل لتتبع تحركاتهما.
سيطرت الحكومة على مجموعة بن لادن المثقلة بالديون بعد أن استحوذت على حصة الإخوة الثلاثة الجماعية البالغة 36.2 في المائة في الشركة، وفقًا لوثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وقالت المصادر إن السلطات صادرت أيضًا أصولًا من بينها طائرات خاصة وسيارات فاخرة.
لكن على الرغم من التنازل عن المليارات من الأصول والأسهم، فقد تم احتجاز بكر، حيث قالت مصادر عائلية إن السلطات أفرجت عنه مؤقتًا مرة واحدة، في يناير 2019، حتى يتمكن من حضور جنازة عائلية.
وقال أحد المصادر إنه لا يزال يحتفظ بأصول “كبيرة” خارج المملكة، وأن شركائه مطلعون على الأسرار الملعونة بشأن المدفوعات لأفراد العائلة المالكة.
وأضاف المصدر أن بكر لم يُحاكم أبدًا رغم احتجازه المطول، ولم يتم الإعلان عن أي تهم محددة موجهة إليه.
ازدهرت إمبراطورية بن لادن التي بلغت قيمتها عدة مليارات من الدولارات خلال طفرة النفط، وحصلت على عقود حكومية مربحة لبناء القصور والجامعات والمساجد.
لكن علاقتهما الخاصة المزعومة مع العائلة المالكة تغيرت عندما تولى الملك سلمان، والد محمد بن سلمان، العرش في عام 2015 بعد انهيار أسعار النفط في العام السابق.
كما ساهم في سقوطهم تقارب العائلة من ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي هزمه محمد بن سلمان في عام 2017 وريثًا للعرش.
وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن لوكالة فرانس برس: “العائلات الكبيرة في القطاع الخاص لم تسر على ما يرام حيث تصادر الدولة الأصول وتؤدي إلى تحول الاقتصاد السعودي”.
وأضافت: “لقد تم استهداف عائلة بن لادن لقربهم من منافسي الأسرة الحاكمة الآخرين… الآل سعود يعطون والآل سعود يسلبون”.