المصدر: malay mail
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للزعماء العرب اليوم السبت إن واشنطن ستظل منخرطة بشكل كامل في الشرق الأوسط ولن تتنازل عن نفوذها لقوى عالمية أخرى.
وقال بايدن خلال قمة في جدة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية: “لن نغادر ونترك فراغًا تملأه الصين أو روسيا أو إيران”.
توترت العلاقات الأمريكية مع القوى الخليجية على وجه الخصوص بسبب عدة قضايا في السنوات الأخيرة، لا سيما مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني المشتبه به وردها الفاتر على الهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019 التي أعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنها.
تجمع القمة، وهي المحطة الأخيرة في جولة بايدن في الشرق الأوسط، الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق.
كان بايدن يتطلع إلى استغلال الرحلة لمناقشة أسعار النفط المتقلبة وتحديد رؤيته لدور واشنطن في المنطقة.
قال بايدن للقادة العرب المجتمعين أن “المستقبل ستفوز به الدول التي تطلق العنان للإمكانات الكاملة لشعوبها… حيث يمكن للمواطنين استجواب وانتقاد القادة دون خوف من الانتقام”.
التوترات في أوكرانيا
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستخصص مليار دولار كمساعدات غذائية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسط تزايد انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
كشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن خلاف لم يكن من الممكن تصوره في يوم من الأيام بين واشنطن وحلفاء الشرق الأوسط الرئيسيين، السعودية والإمارات، عملاقا النفط اللذان أصبحا مستقلين بشكل متزايد على الساحة الدولية.
امتنعت دول الخليج الثرية، التي تستضيف القوات الأمريكية ودعمت واشنطن بشكل موثوق على مدى عقود، بشكل ملحوظ عن دعم إدارة بايدن وهي تحاول خنق شريان الحياة لموسكو، من الطاقة إلى الدبلوماسية.
ويقول محللون إن الموقف الجديد يكشف عن نقطة تحول في العلاقات الخليجية مع الولايات المتحدة، التي طالما كانت حامية المنطقة ضد جارتها إيران.
لكن السبت جاء ببعض الإشارات التصالحية، حيث دعا بايدن نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة البيت الأبيض قبل نهاية العام.
وأعرب الأمير محمد في تصريحاته بالقمة عن أمله في أن “تؤسس حقبة جديدة من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا والولايات المتحدة الأمريكية بما يخدم مصالحنا المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.”
العلاقات الإسرائيلية
استخدم مسؤولو البيت الأبيض الرحلة كمحاولة لتعزيز التكامل بين إسرائيل والدول العربية.
ومن المتوقع أيضًا أن تكون قضية جزيرتي تيران وصنافير المتجاورتين في البحر الأحمر على جدول أعمال يوم السبت.
وتنازلت مصر عن الجزيرتين في 2016 للسعودية، لكن الاتفاق يتطلب الضوء الأخضر من إسرائيل – وهي خطوة قد تحفز الاتصالات بين الدولة اليهودية والرياض.
قال بايدن يوم الجمعة إن قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات منذ عقود، بما في ذلك القوات الأمريكية، ستغادر تيران، وأضاف البيت الأبيض أنها ستغادر بحلول نهاية العام.
رفضت السعودية الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي أدت في عام 2020 إلى إقامة علاقات بين إسرائيل واثنين من جيران المملكة، الإمارات العربية المتحدة والبحرين.