رأى محللون سياسيون أن قرارات قمتي مكة ستجبر الإدارة الأمريكية على مراجعة خطة التسوية السلمية للقضية الفلسطينية المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي اهتزت الأرض تحت أقدامها، حسب وصف الوكالة.
وأكد القادة المشاركون في القمتين العربية والإسلامية، اللتين عقدتا الأسبوع الماضي في مدينة مكة، رفضهم أي حلول لا تضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، في إشارة إلى الخطة الأمريكية المرتقبة للسلام.
ورفض القادة الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية، وحثوا جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على مقاطعة الدول التي قامت بالفعل بنقل سفاراتها في اسرائيل للقدس.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أن قرارات القمتين العربية والإسلامية انتصار للموقف الفلسطيني في وجه كل المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وقالت إن هذه القرارات رسالة واضحة للإدارة الأمريكية وإسرائيل بأن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل ببيع القدس وسيقف في وجه مخططات الإدارة الأمريكية والاحتلال الذي سينتهي عاجلا أم آجلا.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الوحيد الذي أشار مباشرة خلال كلمته بالقمة العربية إلى خطة السلام الأمريكية، وقال إن الفلسطينيين لن ينضموا إلى قمة المنامة التي تحمل عنوان “الازدهار من أجل السلام”، والتي ستعقد في البحرين في 25 و26 يونيو الجاري.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة إن الإعلان عن صفقة القرن قد تأخر عدة مرات بسبب النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط وعدم تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
وأردف أن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على القدس، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، والضغط على بعض الدول لإعطاء الجنسيات للفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيها، والانسحاب من أونروا، أبرز دعائم صفقة القرن.
وتابع أن اللاعبين العرب الرئيسيين، وهم السعودية والأردن ومصر وفلسطين، “يشكلون عائقا أمام إبرام الصفقة”، مشيرا إلى أن قرارات قمة مكة هزت الأرض تحت أقدام صفقة القرن.