أعلنت المملكة العربية السعودية يوم السبت تعيين أول أميرة (امرأة) في منصب سفير المملكة في الولايات المتحدة، وذلك بعد تدهور العلاقات بين الصحافيين والجمال جمال خاشقجي، وذلك وفقًا لما تناولته وسائل الإعلام في ماليزيا نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاءت الأميرة ريما بنت بندر، لتشغل المنصب بدلاً من الأمير خالد بن سلمان الأخ الأصغر لولي العهد القوي، والذي عُين نائبًا لوزير الدفاع في موجة من القرارات الملكية، التي أُعلنت في وقت متأخر من الليل في وسائل الإعلام الحكومية.
ويأتي التعديل في الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى تهدئة الأجواء الدولية، بعد مقتل جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي في القنصلية السعودية في اسطنبول، تلك الحادثة التي أفسدت العلاقات مع حليفها الرئيسي واشنطن.
أقرت المملكة أخيرًا بأن عملاء سعوديين قد قتلوه داخل القنصلية، بعد أن أنكرت في البداية معرفة أي شيء عن اختفاء خاشقجي، لكنها وصفتها بعملية مارقة.
وبالنسبة الأميرة ريما، فهي تواجه نوابًا أمريكيين هددوا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المملكة العربية السعودية، على خلفية القتل الوحشي، وذلك وسط مزاعم بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – الحاكم الفعلي للمملكة – كان مسؤولاً عن عملية القتل، إلا أن الحكومة نفت أنه كان له أي علاقة بقتل خاشقجي، الذي كان جزءً من البلاط الملكي قبل أن يتحول لنقد الأمير الشاب بعد حصوله على وظيفة في صحيفة “واشنطن بوست”.
كانت الأميرة ريما، ابنة سفير سابق في الولايات المتحدة لفترة طويلة، وهي من أبرز المدافعين عن تمكين المرأة في المملكة، التي واجهت انتقادات حادة بسبب سجن الناشطات في الآونة الأخيرة مع ادعاءات حول الإساءة الجنسية والتعذيب لبعضهن في الاحتجاز.
كما عملت الأميرة سابقًا في الهيئة العامة للرياضة بالمملكة، حيث قادت حملة لزيادة مشاركة المرأة في الألعاب الرياضية.
وقال علي شهابي على تويتر “الأميرة ريما تصبح أول سفيرة في التاريخ السعودي وأول امرأة برتبة وزير إشارة قوية لإدماج المرأة في الحكومة والقوى العاملة”.
وأعاد مقتل خاشقجي التركيز على حملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن، التي تعاني مما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم،
ومن التحديات الرئيسية التي تواجه الأميرة ريما، تصويت المشرعين الأمريكيين في وقت سابق من هذا الشهر بأغلبية ساحقة، لإنهاء التدخل الأمريكي في الجهود الحربية السعودية في اليمن، حيث وجهوا توبيخًا للرئيس دونالد ترامب الذي صرح علنًا بدعمه لولي العهد.
وقال مشرعون أمريكيون هذا الشهر أيضًا، إنهم يحققون فيما إذا كان ترامب يستعد لبيع تكنولوجيا نووية حساسة إلى السعودية، معربين عن مخاوفهم من أنه يمكن إساءة استخدامها لصنع قنبلة ذرية.