أعادت بوتراجايا اليوم التأكيد على سياسة “عدم التدخل” في شئون البلاد الأخرى، حيث تنأى الحكومة الحالية بنفسها عن دعم قرار الحكومة السابقة بالمشاركة في الحملة العسكرية التي تقودها السعودية والتي يُنسب إليها مسؤولية التسبب في أزمة إنسانية في اليمن.
وقال رئيس الوزراء الدكتور مهاتير محمد “لن نتحامل في منافسة القوى الكبرى، ولن نعتمد على التحالفات العسكرية أو الشراكات الإستراتيجية”، مستشهدًا بالسياسة التي تستخدمها معظم دول الآسيان.
جاء ذلك في خطابه الذي ألقاه بالنيابة عن وزير الخارجية سيف الدين عبد الله، حيث قال مهاتير “إن ماليزيا تخبر جميع الدول باحترام بموقفها من عدم الانحياز”.
وقال في منتدى (الوقوف مع اليمن) “لا تتوقعوا منا أن ننضم إليكم ضد منافسيكم ولا تتوقعوا منا أن نخوض حروبكم، ونرفض كل من يسيطر على المنطقة أو يقسمها إلى معسكرات متحاربة”.
أوضح مهاتير، أنه في حالة اليمن تم السماح للخلافات المحلية أن تتفاقم حتى وصلت إلى حرب أهلية، والتي بدورها استغلت من قبل قوى خارجية لتحقيق أجنداتها الخاصة.
وتابع “في حين أن ماليزيا محظوظة بوجود أساس قوي للوحدة الوطنية، يجب ألا نأخذ أي شيء كأمر مسلم به. يجب أن نواصل العمل بجد للتغلب على اختلافاتنا العرقية والدينية، هذا هو الوعد الذي قطعته حكومة تحالف الأمل للشعب، وسوف نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك”.
وأضاف “في اليمن المسلمون يقتلون المسلمين الآخرين. وصفهم مهاتير بأنهم مذنبون بمهاجمة المدنيين وترويع السكان المدنيين”، وتساءل ” متى يدركون أن الحرب ليست هي الحل”.
ولفت كذلك أن الوقت قد حان لابتعاد الشعوب المسلمة عن الحرب وبدء العمل على رفع الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لكل “شعبنا”، بقوله ” إن الآلاف يتعرضون للاضطهاد ومحرومون من حقوقهم”.
وفي حديثه عن ماليزيا، شدد مهاتير على ضرورة أن تكون بلاده “متيقظة” ضد تورط القوى الكبرى في المنطقة، قائلاً “إن لم نكن حذرين، فإن المصير نفسه الذي حدث في الشرق الأوسط يمكن أن يحدث في ماليزيا”.
وختم “سوف نضطر لشراء كميات متزايدة من الأسلحة من القوى الكبرى حتى نتمكن من محاربة بعضنا البعض. ستزداد أرباحهم بينما تصبح منطقتنا فقيرة وغير مستقرة بشكل تدريجي”، وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء أن ماليزيا ستساهم بمبلغ 100.000 دولار أمريكي لمساعدة اليمن.
وكانت حكومة الجبهة الوطنية (باريسان ناشيونال) السابقة قد تعرضت لانتقادات بسبب قرارها الانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية لمساعدة الحكومة اليمنية، على الرغم من أن دورها غير عسكري بطبيعته.