أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأحد، أن السعودية وقعت اتفاقات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار خلال زيارته إلى باكستان، وذلك بعد أن توترت العلاقات بين باكستان والهند المنافسة على السلاح النووي.
واستهل الأمير الشاب جولته في جنوب آسيا والصين باستثمارات باكستانية أعلى بكثير مما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن الرقم البالغ 20 مليار دولار، لا يمثل سوى بداية علاقة اقتصادية من شأنها أن تقرب الحلفاء المسلمين التاريخيين.
وركزت معظم الاتفاقيات التي تم توقيعها على مشاريع الطاقة، بما في ذلك مجمع لتكرير النفط والبتر وكيماويات، بتكلفة 10 مليارات دولار في مدينة “جوادر” الساحلية، حيث تقوم الصين ببناء ميناء، هذا بخلاف مُذكرات أخرى، تم التوقيع عليها لاستثمارات تتعلق بالمعادن والزراعة.
ورحبت باكستان التي تعاني من ضائقة مالية وبحاجة إلى أصدقاء، بعهد الأذرع المفتوحة وبأسلوب فخم أرسلت طائرات مقاتلة، وذلك فقط لاستقبال طائرة الأمير بمجرد دخولها المجال الجوي الباكستاني.
من جانبه قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن السعودية وقعت اتفاقًا لتزويد باكستان بالنفط الخام والمنتجات النفطية لتأمين احتياجاتها من الوقود
.
وساعدت المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة على الحفاظ على اقتصاد باكستان، وذلك بدعم احتياطياتها من العملات الأجنبية المتضائلة بسرعة مع قرض بقيمة 6 مليارات دولار، لكن زيارة الأمير محمد تأتي في ظل حالة من التوتر المتزايد بين باكستان والهند.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قتل مهاجم انتحاري نحو 44 من أفراد الشرطة شبه العسكرية الهندية في منطقة كشمير المتنازع عليها، حيث اتهمت نيودلهي باكستان بالوقوف خلف التفجير وتعهدت بمعاقبة إسلام أباد، التي من جانبها تنفي تورطها.
وينظر لهذه الجولة على أنها محاولة من ولي العهد لإعادة بناء سمعته بعد مقتل المعارض والصحافي السعودي جمال خاشقجي. وألقى الكثيرون من حلفاء الغرب باللوم على الأمير محمد واتُهم بالتورط في الجريمة، التي تسببت في واحدة من أكبر الأزمات السياسية في تاريخ المملكة.
الجدير بالذكر أنه كان من المقرر زيارة إندونيسيا وماليزيا خلال تلك الجولة، لكن تلك الرحلات تأجلت، وفقًا لمسؤولين ماليزيين إندونيسيين.