المصدر: New Straits Times
عشية استهلال منتخب السعودية مشواره في كأس آسيا لكرة القدم أمام عُمان الثلاثاء في الدوحة، نشبت أزمة بين اللاعبين المستبعدين من تشكيلة “الصقور الخضر” والمدرّب الإيطالي روبرتو مانشيني الذي وجّه لهم انتقادات حادة، متهماً اياهم برفض تمثيل بطل آسيا ثلاث مرات.
لم يستدع الإيطالي إلى قائمة نهائيات آسيا قائد المنتخب المخضرم سلمان الفرج وظهير أيمن النصر سلطان الغنام المشاركَين في المونديال الأخير، وقبل ثلاثة أيام من مباراته الافتتاحية استبعد بشكل مفاجئ ثلاثة لاعبين من القائمة النهائية بينهم حارس مرمى النصر نواف العقيدي رغم اعتماده عليه في المباريات الدولية الودية الأخيرة.
تطرّق مانشيني في مؤتمره الصحافي الإثنين إلى أسباب الاستبعاد، وقال ان العقيدي اصرّ على مشاركته أساسياً “أبلغ قبل ثلاثة أيام مدرب الحراس +لا أريد البقاء هنا، إن لم ألعب+”.
تابع “يجب أن يقاتل اللاعبون من أجل منتخب بلادهم. أود بقاء اللاعبين الذي يقدّرون شعار المنتخب وليس من يلعبون من اجل أنفسهم… تحدثت مع رئيس الاتحاد وقلت له ان العقيدي يريد المغادرة وهذه المرة الثالثة التي يطلب ذلك.. وأبلغته أني قررت استبعاده”.
وللمفارقة، فإن راغد النجار، أحد الحراس في المنتخب هو الحارس الاحتياطي للعقيدي في صفوف النصر، فيما اشارت صحيفة الرياضية إلى أن أحمد الكسار سيحمي عرين الأخضر أمام سلطنة عمان.
لكن العقيدي تمنى في حسابه على موقع “إكس” عدم وضعه في موقف صعب يلزمه الدفاع عن نفسه أو تغليب المصلحة العامة للمنتخب “أؤكد أن المعلومات التي ذكرها المدرب مانشيني الذي لم يتحدث معي من بعد مباراة لبنان الودية حتى تم استبعادي، بخصوصي غير صحيحة”.
تابع الحارس البالغ 23 عاماً والذي خاض خمس مباريات دولية “سأتحدث بالتفاصيل بعد نهاية مشاركتنا الآسيوية التي أتمنى أن تنتهي بتحقيق لقب غاب عنا طويلاً”.
ولقيت الحرب الكلامية بين اللاعبين ومدربهم ردود فعل متباينة بين مدافع عن المستبعدين ومنتقد لفرض شروطهم، فقال الصحافي محمد الشيخ على قناة “أم بي سي أكشن”: “إذا قال مانشيني أنه يحترم قرارات اللاعبين لكنه لن يستدعيهم في المستقبل، أقول له نحن لا نحترم قراراتهم (اللاعبين). لن أزايد، ولكن نحن كسعوديين لن نقبل بأن يتخلى لاعب عن تمثيل المنتخب الوطني بدون أي سبب”.
بدوره، توجّه الصحافي محمد البكيري إلى رئيس اتحاد الكرة ولجنة الانضباط “نحن أمام قضية رأي عام تخص المنتخب الوطني وتهم الجميع.
وعن سبب استبعاد الغنام الذي يحمل في جعبته ثلاثين مباراة دولية، قال مانشيني “لا يريد الانضمام إلينا وتحدثنا معه كثيراً”، مضيفاً انه لن يتم استدعاء الذين رفضوا المشاركة لأسباب غير فنية “ما حدث هنا أمر غريب ولم يمر علي طيلة مسيرتي التدريبية”.
وعلى غرار العقيدي، عبّر الغنام (29 عاماً) عن رغبته بتمثيل السعودية لكنه كشف صراحة عن رغبته باللعب “اجتمع معي المدير الفني السيد مانشيني مرة واحدة سابقًا بطلبه، وليس مرتين… عبّرت له عن رغبتي الشديدة بالمشاركة واللعب وجاهزيتي لخدمة الفريق بالملعب بكل ما أملك. وعدم ارتياحي أن أكون لاعبا لا يشارك نهائيا، وهو أمر طبيعي لكل لاعب يحلم بتمثيل منتخبه. ولم أذكر له أبدًا أن المشاركة بشرط أن أكون أساسيًا فقط!”.
أما الفرج الذي يحظى بـ1.5 مليون متابعة على موقع إكس، فعبّر عن انزعاجه من “التشكيك في وطنيتي وخدمتي لمنتخب بلادي”، بعد اتهام المدرب له بعدم رغبة خوض المباريات الودية التجريبية.
خاض لاعب وسط الهلال المخضرم البالغ 34 عاماً وديتين في أكتوبر ضد نيجيريا بديلاً عندما ساهم بتسجيل هدف وأمام مالي أساسياً عندما خرج مصاباً.
قال ساعد الدفاع الذي حمل ألوان السعودية في 73 مباراة دولية منذ 2012 “بعد نهاية المعسكر لم يحدث أي تواصل بيني وبين المدرب أو أي مسؤول في المنتخب ولم يتم استدعائي للمعسكر الأخير واحترمت قرار المدرب ولكن تفاجأت بكلامه اليوم في المؤتمر الصحفي لذلك أقسم بالله العظيم بأن ما ذكرت هو ما حدث بالضبط وأطالب المسؤولين في الاتحاد السعودي التحقيق حول هذا الموضوع وإظهار نتيجة التحقيق للجميع”.
وشدّد الفرج، حامل لقب الدوري سبع مرات مع الهلال، على تفانيه بالذود عن منتخب بلاده “لأنني لا أرضى ولا أقبل أن تمس وطنيتي.. وسبق أن شاركت في إحدى البطولات بدون فضل او منة ووالدتي في العناية المركزة لإن هذا واجب وطني”.
ولم يقتصر الأمر على هذا الثلاثي إذ كشف مانشيني ملابسات قضية أخرى بقوله “محمد مران وعلي هزازي وخالد الغنام، قالوا الكثير من الكلام حول عدم سعادتهم في المعسكر ومن هذا القبيل، فكان الرد سريعا: غادروا المعسكر الآن”.
وصدم مانشيني (59 عاماً) عالم الكرة المستديرة عموماً والإيطالي تحديداً بقرار الاستقالة من تدريب منتخب بلاده الذي قاده في صيف 2021 للفوز بكأس أوروبا على حساب إنجلترا بالفوز عليها بركلات الترجيح في معقلها “ويمبلي” ثم الانتقال لتدريب السعودية في أغسطس الماضي.
أشرف سابقاً على إنتر ومانشستر سيتي الإنكليزي وغلطة سراي التركي وزينيت سان بطرسبرغ الروسي.