أثار قرار برلين تجميد مبيعات الأسلحة للسعودية بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي، فضلاً عن الحرب اليمنية، غضب باريس ولندن كونه يوقف مشاريع دفاعية مشتركة، وذلك بحسب ما نقلته الصحف الماليزية عن وكالة الأنباء الفرنسية.
لطالما كانت ألمانيا تعاني من علاقة مضطربة مع بيع الأسلحة إلى الخارج، وهو إرث من تاريخها المظلم الذي يفسر الآن الخلاف العميق مع حلفائها الأوروبيين.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، قد تدخلت مؤخرًا مع كل من فرنسا وبريطانيا لحل هذه القضية، بينما تتخبط في المشاكل داخل حكومتها الائتلافية اليسارية اليمينية غير المستقرة.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن “قلقه العميق” من أن موقف برلين أضر بالصناعة الدفاعية في أوروبا، و”قدرتها على الوفاء بالتزامات حلف شمال الأطلسي”، وذلك في رسالة إلى نظيره الألماني هيكو ماس.
وكما هو الحال في أزمة اللاجئين، فإن الجدل السياسي الأخلاقي داخل ألمانيا -البلد الذي يواجه صعوبات في استخلاص الدروس الصحيحة من ماضيه النازي والمحرقة- يجهد الآن صبر حلفائه، في الوقت ذاته، أظهرت استطلاعات الرأي أن حوالي ثلثي المواطنين الألمان يرفضون صادرات الأسلحة.
لكن على الرغم من كل هذه المعاناة، تعد ألمانيا من بين أكبر الدول المصدرة للأسلحة في العالم، في نادي بقيادة الولايات المتحدة ويضم روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، حيث تجتمع الحكومة بانتظام لمراجعة المبيعات بموجب قانون مراقبة الأسلحة الحربية.
وعندما أثار مقتل خاشقجي موجة من الغضب الدولي على نطاق واسع أكتوبر الماضي، ردت برلين بتعليق مبيعات الأسلحة إلى الرياض، وحثت كذلك الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض الدعوة بلغة حادة غير معتادة، وقال “ما الرابط بين مبيعات الأسلحة والسيد خاشقجي؟”.
وحثت ألمانيا وها هي القضية السعودية تندلع مرة أخرى هذا الأسبوع، وهذه المرة بين ألمانيا وبريطانيا، وهي قوة نووية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي برلين يوم الأربعاء الماضي، أعرب هانت عن قلقه من أن “تغيير علاقتنا التجارية مع السعودية، سيقلل من تأثيرنا” في جهود مثل المساعدة في إنهاء الحرب في اليمن.
كما كرر ماس، أن الحظر لا يزال قائمًا، مشيرًا إلى أن أي قرار مستقبلي سيكون “معتمدًا على التطورات في صراع اليمن”.
وقُتل حوالي 10 آلاف شخص في حرب اليمن منذ مارس 2015، لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى أعلى بكثير.