المصدر: Malaysia Now
البلد: 🇲🇾 ماليزيا
اليوم: السبت 25 مارس 2023
الرابط: http://bit.ly/3zbvNVy
برزت تساؤلات مقلقة بشأن الاستقبال الذي حظي به رئيس الوزراء أنور إبراهيم خلال زيارته الرسمية الأخيرة للسعودية، بعد أن تبين أن ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم يخصص وقتًا للقائه.
كما أجرى دبلوماسيون مطلعون على العلاقات السعودية الماليزية على مدى عقود مقارنات مع الزيارة الرسمية في مارس 2021 لرئيس الوزراء آنذاك محي الدين ياسين، الذي أجرى محادثات مع الأمير محمد وكبار قادة الحكومة.
وقال دبلوماسي ماليزي سابق خدم في عواصم مختلفة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى ولي العهد السعودي “كان الاجتماع مع محمد بن سلمان هو أبرز ما في أي زيارة يقوم بها رئيس وزراء ماليزي، خاصة إذا كانت زيارة رسمية”.
وقال تقرير وكالة برناما إن الاجتماع المقرر مع ولي العهد لم يتم لأن خطط الأمير محمد طرأ عليها تغيير قبل شهر رمضان.
وقال أنور نفسه إنه يشعر بخيبة أمل لعدم تمكنه من مقابلته، لكنه أضاف أن القادة السعوديين طلبوا منه تمديد إقامته لمدة يومين آخرين من أجل لقاء قادة المملكة.
لكن أنور قال أيضًا إنه لا يمكنه البقاء لفترة أطول وأنه اضطر إلى المغادرة لحضور الإفطار المقرر مع ملك ماليزيا وزيارة رسمية إلى كمبوديا.
وقال نفس الدبلوماسي “لكن حقيقة أن أنور ذهب في زيارة رسمية إلى السعودية، تلبية لدعوة من الأمير محمد بن سلمان، وفي نفس الوقت أن ولي العهد لم يلتقي به، ليس إلا إحراج كبير”.
أظهر مسح سريع لتقارير وسائل الإعلام السعودية تغطية دون المستوى لزيارة أنور.
وكان من بين الذين التقى بهم محافظ جدة، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية، وأمين رابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة سعودية كان أنور مرتبطًا بها منذ فترة طويلة.
وقال الدبلوماسي “لا أحد من هؤلاء القادة يمثل قمة القوة السعودية التي يجب أن يلتقي بها أي زعيم حكومي رفيع المستوى لجعل رحلته جديرة بالاهتمام”.
وسيتعين على وزارة الخارجية والسفارة الماليزية الإجابة على العديد من الأسئلة الصعبة حول كيفية تدهور الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء بهذه الطريقة.
وقال في المقابل، إن زيارة محي الدين للسعودية في مارس 2021 شهدت لقاء مع ولي العهد الأمير محمد، وكذلك شهد توقيع مذكرات تفاهم.
ولدى وصوله إلى الرياض، استقبله الأمير محمد بنفسه في المطار.
وفي مكة، حيث أدى العمرة، مُنح محي الدين فرصة لدخول الكعبة، وهو تكريم نادر لا يُمنح إلا لرؤساء الحكومات والشخصيات الإسلامية البارزة.
في غضون ذلك، بدأ أنور رحلته السعودية بالوصول إلى جدة لأداء العمرة. وذكر تقرير لبرناما أنه تم استقباله لدى وصوله من قبل محافظ المدينة.
غياب الضيافة السعودية؟
وفي حديثه إلى موقع ماليزيا ناو، شكك مصدر دبلوماسي مطلع على علاقات ماليزيا مع دول الخليج في مبرر تغيير جدول ولي العهد الذي جعله “غير قادر على مقابلة نظيره من دولة تعد من أهم شركاء المملكة العربية السعودية”.
وأضاف “إن كرم الضيافة السعودي المعهود مفقود في هذه الزيارة. ونادرًا ما يكون هذا هو الحال حتى بالنسبة للقادة الأقل صداقة”.
وقال إن أنور لم يكن مضطرًا حتى لإظهار أنه أكثر صداقة للسعوديين من القادة الماليزيين السابقين من خلال إثارة قضية إغلاق مركز تدعمه السعودية في عام 2018.
وقال “إذا تمت دعوته لزيارة رسمية، فإنه يستحق أن يتلقى البروتوكولات المناسبة”.
في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته، قال أنور إنه لا يتفق مع قرار حكومة تحالف الأمل السابقة بوقف مشروع إنشاء مركز الملك سلمان للسلام الدولي.
تم اقتراح إنشاء المركز لأول مرة من قبل العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز خلال زيارته لماليزيا في عام 2017، وتمت الموافقة عليه من قبل حكومة الجبهة الوطنية آنذاك برئاسة نجيب رزاق.
في عام 2018، أمرت حكومة تحالف الأمل برئاسة الدكتور مهاتير محمد بإغلاق المركز، مما عكس تحرك بوتراجايا في ذلك الوقت لإبعاد نفسها عن السياسات السعودية الموالية للغرب.
لم يكن فشل أنور في لقاء ولي العهد محمد أول زلة دبلوماسية يتعرض لها زعيم ماليزي في السنوات الأخيرة.
في أبريل من العام الماضي، ذكرت صحيفة ماليزيا ناو أن حدوث خطأ تواصل فادح من قبل كبار الدبلوماسيين في سفارة ماليزيا في الإمارات العربية المتحدة أدى إلى عدم إقامة استقبال رسمي لرئيس الوزراء آنذاك إسماعيل صبري يعقوب، الذي كان من المقرر أن يشارك في أكسبو 2020.
وألقت الحكومة بعد ذلك باللوم على سفير ماليزيا لدى الإمارات، وقنصلها العام في دبي، وتم استدعاؤهما إلى وزارة الخارجية.