المصدر: the sun daily
الرابط:
https://www.thesundaily.my/home/us-says-troubled-by-assad-visit-to-ally-uae-MK8972871
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة أصابت الولايات المتحدة “بخيبة أمل عميقة”، وفقًل لما ذكرته اليوم السبت، وحثت الحلفاء على تجنب تطبيع العلاقات مع نظام متهم بارتكاب “فظائع مروعة”.
وكانت زيارة الأسد المفاجئة يوم الجمعة هي أول زيارة رسمية له إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلاده عام 2011، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص.
كانت هذه أحدث علامة على دفء العلاقات بين سوريا والإمارات الغنية بالطاقة – حليفة رئيسية للولايات المتحدة قامت أيضًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس اليوم السبت “نشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد”.
وقال إن الأسد “يظل مسؤولاً عن موت ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف السكان السوريين قبل الحرب، والاعتقال التعسفي والاختفاء لأكثر من 150 ألف رجل وامرأة وطفل سوريين”.
وقال برايس: “كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، نحن لا ندعم الجهود لإعادة تأهيل الأسد، ولا ندعم تطبيع العلاقات بين الآخرين. لقد كنا واضحين بشأن هذا الأمر مع شركائنا… (و) نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تزن بعناية الفظائع المروعة التي تسبب فيها النظام”.
جاءت زيارة الأسد للإمارات يوم الجمعة في الوقت الذي ضغطت فيه روسيا – الداعم الرئيسي لدمشق والتي لها علاقات قوية مع الإمارات – على حربها على أوكرانيا.
– روابط “أخوية” –
اندلعت الحرب في سوريا في مارس 2011 بعد القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للحكومة، وبعد عام قطعت الإمارات، مثل معظم الدول العربية، علاقاتها مع دمشق.
لكن الإمارات أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية في ديسمبر 2018، مما يشير إلى محاولة لإعادة نظام الأسد إلى الحظيرة العربية.
ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن الأسد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ناقشا، الجمعة، “العلاقات الأخوية” بين البلدين.
وذكرت أن المحادثات تمحورت حول الجهود المبذولة “للمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط”.
وأعرب الشيخ محمد عن أمله في أن “تمهد الزيارة الطريق ليعود الخير والسلام والاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها”.
كما ناقشا سبل “الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد”، وكذا سبل تقديم “الدعم السياسي والإنساني لسوريا”.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الاجتماع ساعد في “تعزيز التعاون” بين الجانبين.
وأظهرت صور نشرتها الرئاسة السورية لقاء الأسد أيضًا مع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة التي استغرقت يومًا واحدًا.
– روسيا وسوريا والخليج –
اجتذبت الحرب المعقدة في سوريا العديد من اللاعبين، بما في ذلك الجهاديون واللاعبون الأجانب مثل إيران وروسيا، وألحقت الضرر باقتصادها.
في سبتمبر 2015، بدأت روسيا في شن غارات جوية لدعم النظام السوري، وهي نقطة تحول في الصراع ساعدت الأسد في النهاية على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد.
وأشاد الأسد بالغزو الروسي ضد أوكرانيا في 24 فبراير ووصفه بأنه “تصحيح للتاريخ”.
تستضيف الإمارات القوات الأمريكية وكانت شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة منذ عقود، لكن علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع روسيا آخذة في النمو.
تجنبت الإمارات والسعودية، وهما من أكبر مصدري النفط في العالم، حتى الآن اتخاذ موقف ضد روسيا.
يقول خبراء إن حرب روسيا على أوكرانيا أثرت على العلاقات الخليجية الأمريكية، حيث تقاوم شركات النفط العملاقة مثل الإمارات والسعودية نداءات واشنطن وعواصم غربية أخرى لزيادة إنتاج النفط في محاولة لكبح جماح الأسعار.
ودعت الإمارات العام الماضي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية التي علقت عضويتها بعد اندلاع الحرب.
وفي نوفمبر، التقى كبير الدبلوماسيين الإماراتيين بالأسد في دمشق للمرة الأولى منذ بدء الصراع، وهي خطوة انتقدتها الولايات المتحدة.
قتلت الحرب في سوريا حوالي نصف مليون شخص وشردت الملايين ودمرت بنيتها التحتية.
دعت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة هذا الشهر إلى “مراجعة تنفيذ وآثار العقوبات المفروضة حاليًا على سوريا” في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية برايس قال اليوم السبت إن الولايات المتحدة ستبقي على العقوبات على سوريا “حتى يتم إحراز تقدم لا رجوع فيه نحو حل سياسي”.