المصدر:the star
البلد: ماليزيا
اليوم: 9-6-2021
يستلقي تمثال من البرونز للإله الرئيسي لمملكة سبأ، التي تقع فيما يعرف الآن بإقليم مأرب اليمني، في الظلام وبين جدران غرفة محصنة في المتحف الوطني بصنعاء.
صنعت القطعة بأيدي رجل يسمى، هوتار أثات، في النصف الأول من القرن السادس قبل الميلادي.وكانت القطعة محظوظة كي تنجو من الحرب الأخيرة في اليمن، فالكثير من القطع الفنية الأخرى لم تفلح.
ونجا متحف صنعاء بأعجوبة من سنوات القصف من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حربهم ضد الجماعة الحوثية.
ويقول إبراهيم الهادي، مدير المتحف، “استهدفت باقي المناطق المحيطة بالمتحف مما أدى إلى تدمير بعض القطع الفنية وتشقق في جدران المبنى نفسه.”
ونقلت معظم المجموعة إلى حجرات آمنة في المتحف عندما تدخل التحالف الدولي بقيادة السعودية إلى اليمن في 2015.
وحزمت المجموعة العربية من السيوف والمدافع والخوذات وبعض قطع الحلى الذهبية في صناديق وغطيت بالشراشف. وتزمجر في الظلام قطعتين من تماثيل الأسود البرونزية اللتين تعودان للمملكة باغان لقطبان واللتين استعيدتا من متحف اللوفر في 2008.
وقال عبد الله اسحق، الخبير الذي يعمل في المتحف، “هذا المخزن نموذج، أُنشِئ بمعايير علمية وحديثة وعالمية”.
لكن المتاحف اليمنية، الأغنى في شبه الجزيرة العربية، تذكرنا بالحصيلة التي ألحقتها الحرب بالتراث الثقافي للبلاد، والتي غالبًا ما طغى عليها الضحايا المدنيون والوضع الإنساني المتردي.
وفي مدينة تعز المتنازع عليها، اجتمعت الطبيعة مع الصراع لتترك مبنى المتحف الوطني التاريخي في حالة خراب.
وتناثرت المخطوطات المتفحمة والرفوف المحترقة والزجاج المهشم. وترسخت أشجار السنط التي ساعدت في هدم الجدران.
وقال رمزي الدميني، مدير متحف تعز، “القصف دمر المباني .. نُهِبت المجموعة وأضرمت النيران بالمخازن.”
وبدأت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية العمل مع صندوق التراث العالمي لترميم أجزاء من المباني.
لكن المتحف فقد بالفعل حوالي 70٪ من مجموعته، على الرغم من استعادة بعض القطع الأثرية المسروقة من الأسواق المحلية وإعادة المتطوعون لقطعٍ أخرى.
وقال أحمد جسار، مدير الآثار في متحف تعز، “نعلم أن العديد من هذه القطع تم تهريبها خارج تعز وحتى إلى الخارج. ليس من السهل إخراجها من اليمن، فقط الأشخاص الأقوياء الذين لهم صلات دولية يمكنهم فعل ذلك.”