المصدر: New Straits Times & the Malaysian Insight الرابط: https://www.themalaysianinsight.com/s/310251
https://www.nst.com.my/world/world/2021/04/681911/jordan-royal-feud-stirs-unease-saudi-arabia
نفت السعودية بشدة أي علاقة لها بالخلافات غير المسبوقة داخل العائلة المالكة في الأردن التي برزت أخيرا، لكن اعتقال مستشار مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أثار القلق في الرياض حيث تقول مصادر إن السلطات السعودية تضغط لإطلاق سراحه.
واتهمت الحكومة الأردنية في الرابع من أبريل ولي العهد السابق الأمير حمزة (41 عاما) وأشخاصًا آخرين بالضلوع في “مخططات آثمة” هدفها “زعزعة أمن الأردن واستقراره”، واعتقل نحو 20 شخصا بينهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله.
وباسم عوض الله كان أيضًا وزير تخطيط أسبق، ولعب دورًا رئيسًا في إدارة الوضع الاقتصادي في المملكة. في 2008، انتقل إلى دبي وأسس شركة “طموح” التي خاضت مجال الأعمال من الباب الواسع.
وتحدثت تقارير عن صلات له مع العديد من السياسيين في الإمارات والسعودية. وعبّرت الرياض علنا عن دعمها للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعد التطورات الأخيرة.
ويرفض مسؤولون سعوديون التكهنات التي أثيرت في بعض وسائل الإعلام الغربية حول وقوف المملكة وراء الخلاف العلني بين الملك وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة، مؤكدين أن مثل هذه الخلافات الداخلية قد تكون لها آثار خطيرة على الأنظمة الملكية الأخرى في المنطقة.
واندلعت الأزمة وسط مخاوف في الأردن الذي يتحدّر معظم سكانه من السكان من أصول فلسطينية، من إمكانية أن يهدد أي تقارب سعودي-اسرائيلي محتمل وصاية المملكة الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس وبينها المسجد الأقصى. والأحد، شوهد الملك الأردني عبدالله الثاني والأمير حمزة معا في احتفالات الذكرى المئوية لتأسيس الأردن، في أول ظهور علني لهما منذ الأزمة.
ويؤكد مصدر مقرب من قيادة السعودية لوكالة فرانس برس أن الرياض “ليست لديها أي مصلحة في زعزعة استقرار الأردن”، حليفها الإقليمي منذ فترة طويلة. وتوجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على رأس وفد سعودي إلى عمان الأسبوع الماضي للتأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الأردن في “مواجهة جميع التحديات”.
وبحسب المصدر، فإن الزيارة جاءت مع شعور المسؤولين السعوديين بأن “الملك (الأردني) كان يستمع لشائعات من أطراف اخرى، كان عليهم دحضها شخصيا وليس عبر الهاتف”. لكن مصادر أخرى مطلعة على المحادثات ذكرت أن الوفد السعودي في عمان سعى للضغط باتجاه إطلاق سراح باسم عوض الله الذي يحمل الجنسيتين الأردنية والسعودية، وذكرت تقارير أنه قريب من ولي العهد السعودي.
وظهر عوض الله في الماضي بجانب بن سلمان في منتدى مستقبل الاستثمار في السعودية. وتم تصويره وهو يقوم بأداء الصلاة إلى جانب الأمير، الأمر الذي يقوم به الأمير السعودي فقط برفقة مقربين. ويعد عوض الله شخصية مثيرة للجدل في الأردن، وشغل في السابق منصب مبعوث أردني خاص الى السعودية.
ويقول الضابط السابق في جهاز الاستخبارات المركزي الأميركي (سي أي أيه) بروس ريدل الذي يعمل حاليا مع معهد “بروكينغز” لدراسات، لوكالة فرانس برس، “لم يذهب وزير الخارجية (السعودي) فقط لإحضار باسم، ذهب أيضا معه مدير المخابرات السعودية ومدير مكتب محمد بن سلمان إلى عمان”. ونفى المصدر السعودي أن يكون سبب تواجد الوفد السعودي في عمان هو عوض الله، ولم يذكر من هم المسؤولون المشاركون في الوفد. ويؤكد مسؤول غربي في الخليج أن “عوض الله لديه علاقة شخصية مع ولي العهد”.
ويضيف “وجوده في السجن يضر بصورة السعودية في الأردن وفي الخارج لأن الشكوك حول تورط السعودية لا تمحى بالكامل نتيجة ذلك”. وترى الأستاذة في جامعة “واترلو” الكندية بسمة الموني أن عوض الله مهم بالنسبة للسعوديين لأن لديه “معرفة عملية بالعديد من الخطط الاقتصادية السعودية والسياسات والاستراتيجيات التي يرغبون في ضمان عدم مشاركتها” خارج المملكة.
ولم يوضح المسؤولون الأردنيون الاتهامات الموجهة الى عوض الله وإن كان سيحال الى المحاكمة. فيما تشير الوقائع الى أن الأزمة في الأردن مرتبطة خصوصا بأن العاهل الأردني أزاح قبل سنوات الأمير حمزة من ولاية العهد ليعين ابنه الأمير حسين مكانه. وبحسب المسؤول الغربي في الخليج، فإن “اعتقال عوض الله يصرف الانتباه عن التنافس داخل العائلة المالكة الأردنية ويلمح إلى تورط أجنبي محتمل”.
وتذكّر الاضطرابات في الأردن بتوتر مشابه في السعودية عندما قام العاهل السعودي الملك سلمان بتنحية الأمير محمد بن نايف في عام 2017، وتعيين نجله الأمير محمد وليا للعهد.
وكتب الكاتب والمحلل السعودي علي الشهابي المقرب من دوائر الحكم في المملكة على “تويتر”، “يبقى أن نرى إن كان الملك عبد الله لديه الإرادة أو القوة والسلطة لإسكات شقيقه، ولكن الفشل بالقيام بذلك سيضعف النظام الملكي وربما يقوضه”.
وبحسب الشهابي، فإن هذا “يوضح لماذا كان الملك سلمان حازما جدا مع أسرته” لدى تعيين محمد بن سلمان. فإن أي فشل في هذا الموضوع كان سيعرّض السعودية لحلقات عدة شبيهة بمسلسل حمزة”.