أكد عدد من السكان المحليين ومصادر عسكرية، تجدد تبادل إطلاق النيران بالأسلحة الثقيلة بين الأطراف المتحاربة خلال الليلة الماضية في مدينة الحديدة في اليمن، بينما تسارع الأمم المتحدة لإنقاذ اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة الساحلية التي تمثل شريان الحياة للملايين المعرضين لخطر المجاعة، حسبما أفادت صحيفة “ذا ستار” الماليزية نقلاً عن وكالة رويترز.
وقال السكان، إن الاشتباكات كانت الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي، وجاءت في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن تحديد تفاصيل الانسحاب العسكري المتبادل، والذي هو جزء من اتفاق هدنة ستوكهولم.
وأفاد السكان أنّ قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران، والقوات اليمنية المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية، تبادلت القصف بالمدفعية وقذائف المورتر والصواريخ، وذلك في وقت متأخر أمس الأحد، ووقت مبكر من صباح يوم الاثنين، حيث سمعت أصوات انفجارات في أنحاء المدينة.
وقال مصدر عسكري بالحكومة المعترف بها دوليًا أن “الحوثيون حاولوا شن هجوم مفاجئ على قواتنا لكننا تصدينا لهم.”
ووقع القصف بالمناطق التي عادة ما تنشب فيها المعارك في الحديدة، وهي حي السابع من يوليو، الذي يقع على بعد أربعة كيلومترات من الميناء، وعلى الأطراف الجنوبية، حيث يحتشد آلاف الجنود المدعومين من الإمارات العربية المتحدة.
تعرضت المملكة العربية السعودية لحملة مكثفة من التدقيق بسبب حرب اليمن وأنشطتها في المنطقة، منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر الماضي.
ووقعت المملكة اتفاقية مع الأمم المتحدة يوم الاثنين لحماية الأطفال من العنف في اليمن، وذلك بعد أكثر من عام من إدراج الأمم المتحدة للتحالف بقيادة السعودية في القائمة السوداء، على خلفية قتل وجرح المئات من الأطفال هناك ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفيات.
اتفق الحوثيون وحكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في المحادثات، التي رعتها الأمم المتحدة في ديسمبر على هدنة مع سحب القوات من الحديدة، وهي نقطة الدخول الرئيسية لمعظم المساعدات الإنسانية والواردات التجارية إلى اليمن.
وصمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير على الرغم من استمرار الاشتباكات المتقطعة في الوقت الذي تكافح فيه الأمم المتحدة لتنفيذ خطة انسحاب القوات، وهو إجراء لبناء الثقة يهدف إلى تمهيد الطريق لتسوية سلمية أكبر بعد أربع سنوات من الحرب.
تفاصيل اتفاق الانسحاب
وفقًا للمصادر المشاركة في المناقشات، فمن المتوقع أن يجتمع رئيس فريق المراقبين في الأمم المتحدة، الجنرال الدنماركي ميشيل لوليسجارد، مع كلا الجانبين هذا الأسبوع، للبدء في تنفيذ الخطوات المتفق عليها حديثًا نحو فك الاشتباك.
وقالت ثلاثة مصادر، إن قوات الحوثيين وافقت على الانسحاب على بعد خمسة كيلومترات من ميناء الصليف في الحديدة، والمستخدمة لاستقبال الحبوب، وكذلك ميناء رأس عيسى وهو محطة نفط، كخطوة أولى، وأن انسحاب الحوثي وقوات التحالف على بعد كيلومتر واحد من منطقة “كيلو 7” ومن حي مدينة صالح سيحدثان في وقت واحد كخطوة ثانية.
وسيوفر تراجع القوات الحكومية حرية الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، التي تحتوي على حوالي 50,000 طن من حبوب برنامج الغذاء العالمي، وهو ما يكفي لإطعام 3.7 مليون شخص. وبموجب الاتفاق، سيتم إعادة فتح الممرات الإنسانية.
ولقي عشرات الآلاف من الأشخاص حتفهم في الحرب، التي اشتعلت بين الحوثيين والتحالف الذي تدخل في اليمن في عام 2015، لاستعادة حكومة هادي بعد طرده من العاصمة صنعاء.
من جانب آخر، أكدت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين، أنها سجلت 108,889 حالة اشتباه بالكوليرا و 190 حالة وفاة بالمرض منذ بداية عام 2019 في عدة محافظات، وقالت إن نحو ثلث الحالات أطفال دون سن الخامسة.
ويُنظر إلى الصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث يُسيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم المراكز السكانية، وينكرون أنهم دمية في يد طهران، ويقولون إنهم يقدون ثورة ضد الفساد.