قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، إن بلاده ستفضل الصين “الغنية” على الولايات المتحدة “غير المتوقعة”، وذلك حال أجبرت ماليزيا على الانحياز في التنافس الجيوسياسي بين القوتين العظميين.
وفي مقابلة حصرية أجراها مع صحيفة”ساوث شاينا مورننج بوست”، وصف مهاتير الاختيار يـ “الاقتصادي البحت”، مُضيفًا “في الوقت الحالي، الولايات المتحدة لا يمكن التنبؤ بها، وكذلك الأشياء التي يقومون بها، لذا علينا أن نقبل بأن تكون الصين قريبة منا. فهي سوق ضخمة، ونريد الاستفادة من ثروة الصين المتنامية”.
ونُقل عن مهاتير قوله في مانيلا قبل محادثاته مع رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتى:”في هذه اللحظة ومن الناحية الاقتصادية، نفضل الصين، أما سياسيًا فالطبع نحن لا ننجذب نحو نظام حكم مستبد”، مُتابعًا حديثه عن الصين “عندما كانت الصين فقيرة، كنا خائفين منها. وعندما تكون الصين غنية، نحن أيضا خائفون منها. أعتقد أنه يتعين علينا إيجاد طريقة للتعامل مع الصين”.
كما وصف الحرب التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بكين بأنها “إستراتيجية ليس لها أي نتائج إيجابية جيدة”.
قضية هواوي
على صعيد آخر، أوضح رئيس الوزراء أن بلاده لن تقع فريسة “خدعة” غربية بشأن شركة الاتصالات الصينية “هواوي”، بزعم أنها متورطة في التجسس، مُشددًا على أن ذلك لن يؤثر على حكم بوتراجايا حول كيفية التعامل مع بكين.
وأوضح أن بوتراجايا سوف تقوم باتخاذ قراراتها المستقلة الخاصة بها، بدلاً من تلقي إشارات من الخارج، وفي هذا الصدد قال ” لكننا لا نستطيع فقط إتباع الإجراءات التي تتخذها الدول الأخرى، لأن التكنولوجيا الصينية تبدو متقدمة على التكنولوجيا الغربية.. وفي هذه اللحظة، لم نعثر على تهديد لأمننا”.
وقامت عدة دول غربية، مثل الولايات المتحدة وأستراليا، بتقييد مشاركة “هواوي” في أعمال تطوير الشبكات في بلادهم، مشيرة إلى مخاوف من إمكانية استخدام التكنولوجيا كباب خلفي للتجسس لصالح الصين.
وقد رفعت “هواوي” مؤخرًا دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية، قائلة “الحظر المفروض على وكالات الحكومة الأمريكية والموظفين والمقاولين من استخدام منتجاتها غير دستوري”.