تصدر مفهوم “التسامح” مشهد العمل الدبلوماسي والحكومي في دولة الإمارات منذ بدء العام الجاري، وذلك بعدما شكلت وثيقة الأخوة الإنسانية وصفة لإنهاء العديد من الأزمات التي تجتاح العالم.
واعتبر اللقاء التاريخي الذي جمع بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وممثلي 12 مذهبًا دينيًا في 3 فبراير الماضي، حجر الأساس في مشروع عالمي إنساني يهدف لردم هوة الصدام التي ساهمت في ولادة أغلب البؤر المشتعلة حول العالم.
وتحارب الوثيقة أيدولوجيات الكراهية والاحتقان المذهبي حول العالم، وذلك بإعلاء قيم الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس.
من جهتها قدمت وزارة التسامح الإماراتية خلال مشاركتها في ملتقى بناء الشراكات المجتمعية حول التسامح، الذي استضافته أبو ظبي في 6 فبراير الماضي خطة تتضمن أكثر من 20 مشروعا ومبادرة.
كما سارع مجلس حكماء المسلمين في اتخاذ خطوات عملية، لنشر بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تضمنت عقد لقاءات وندوات وتنظيم ورش عمل مع المؤسسات والقيادات الدينية في العالم، وذلك لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق.
وبدورها أطلقت وكالة أنباء الإمارات “وام” بالشراكة مع 29 وكالة أنباء عالمية “ميثاق وكالات الأنباء للتسامح”، بهدف المشاركة في تعزيز المضامين الإعلامية عن التسامح في وسائل الإعلام العربية والدولية، وتسليط الضوء على دورها في تحقيق قيم التعايش السلمي بين الشعوب.
ولم تتوقف رعاية الإمارات للأحداث الدولية الخاصة بالتسامح، طيلة شهر فبراير الماضي، حيث شهد يوم الخامس والعشرين منه انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول لتعزيز الحرية الدينية ودور التعليم الديني، في مكافحة الفكر المتطرف، الذي نظمته وزارة التسامح، بالتعاون مع وزارة الخارجية الأميركية، وبمشاركة نخبة من ممثلي الأديان والطوائف الدينية وقادة الرأي.
وركز المؤتمر على تعزيز الحرية الدينية ودور التعليم الديني في مكافحة الفكر المتطرف، والتربية على التسامح في مكافحة التطرف.