قال أحد الأكاديميين المتخصصين في الشؤون السياسية بالشرق الأوسط إن قرار ماليزيا بالخروج من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يدعم القوات الحكومية في اليمن هو علامة على استقلال بوتراجايا المتزايد في مسائل السياسة الخارجية بعد نحو عشر سنوات من تبني نهج مطيع للقوى الكبرى.
وقال جيمس م. دورسي، الذي يعمل حالياً في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن هذا ينطبق أيضاً على عدد القرارات التي اتخذتها حكومة الدكتور مهاتير محمد، بما في ذلك إغلاق مركز الملك سلمان للسلام الدولي المدعوم من السعودية في أغسطس الماضي، وانتقادات رئيس الوزراء العلنية للسياسات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وقال لصحيفة (ماليزيا حرة اليوم) في مقابلة أجريت معه مؤخراً: “رمزية ذلك ليست فقط لأن المركز سُمي باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل لأنه افتتح المركز بنفسه”.
وقال إن القرار الأخير الذي اتخذه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتخطي ماليزيا في رحلته الآسيوية يمكن رؤيته في الضوء نفسه، إلا أنه ما زال من السابق لأوانه تأكيد تلك الفرضية.
لكن دورسي يرى أن قرار عدم دعم القوات التي تقودها السعودية في اليمن وكذلك إغلاق مركز الملك سلمان قد أثر على العلاقات السعودية الماليزية.
وعلى جانب آخر، قال الأكاديمي إن تهج ماليزيا في التعامل مع الصين كشف عن حالة مثيرة للاهتمام حول سياسات ماليزيا الخارجية في ظل الحكومة الجديدة. وقال إن بوتراجايا أصبحت الآن “ترسم المزيد من خطوط القوة المستقلة” بعد إلغاء العديد من المشاريع المدعومة من الصين.
منذ وصولها إلى السلطة في العام الماضي، ألغت وأوقفت حكومة تحالف الأمل بقيادة دكتور مهاتير العديد من مشاريع البنية التحتية الكبيرة مع الشركات الحكومية الصينية، بما في ذلك خط الساحل الشرقي وخط أنابيب الغاز.
إلا أن دورسي يرى أن الاستقلالية المتزايدة في تخطيط علاقاتها الخارجية لا تعني أن ماليزيا تتمتع بنفوذ أكبر على المسرح العالمي، بما في ذلك في مناطق التوتر مثل اليمن.
وقال دورسي، الذي كان في كوالا لمبور للمشاركة في ندوة “الوقوف مع اليمن” الأخيرة، إن ماليزيا ليس لديها أي تأثير للضغط على الأطراف المشاركة في الصراع الذي استمر أربع سنوات والذي خلف آلاف القتلى وأثار أزمة إنسانية، حسب وصفه.
منذ عام 2015، أطلقت الدول العربية المجاورة بقيادة المملكة العربية السعودية حملات قصف جوية على اليمن في محاولة لوقف تقدم المتمردين الحوثيين بعد الإطاحة بالحكومة هناك. ويُنظر إلى الصراع على أنه نقطة اشتعال أخرى في الشرق الأوسط، حيث تلعب الطائفية دورها وتحاول كلاً من المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية توسيع نفوذهما.
وقال دورسي إنه حتى الأمم المتحدة تجد صعوبة في التفاوض على وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.