أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي أمس الأربعاء، عن قلقه من تقرير يفيد بأن المملكة العربية السعودية تزود جماعات متطرفة في اليمن بالأسلحة، متسائلاً عما إذا كان على الكونجرس التفكير في فرض مزيد من القيود على مبيعات الأسلحة إلى التحالف الذي تقوده السعودية، وذلك بحسب أوردته صحيفة “ذا ستار” الماليزية نقلاً عن وكالة “رويترز”.
وصوتت اللجنة لصالح قرار يمنع الجيش الأمريكي من تقديم أي دعم للسعوديين وحلفائها من الدول الأخرى، التي تشن حربًا على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في الحرب الأهلية المندلعة في اليمن.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، القوة الرئيسية في التحالف، نقلتا أسلحة أمريكية الصنع إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة ومجموعات أخرى، وأن بعض الأسلحة وصلت أيضًا لأيدي المتمردين المدعومين من إيران.
وقال النائب الديمقراطي اليوت انجل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في جلسة استماع “هذه التقارير مقلقة للغاية ويجب على إدارة ترامب إجراء مزيد من التحقيقات والعمل لمنع حدوث ذلك من جديد”، مُضيفًا “هل يجب على الكونغرس أن يفرض قيوداً أكبر على الأسلحة الواردة للتحالف السعودي؟”، مع الوضع في الاعتبار بأن رئيس اللجنة له الحق في مراجعة ووضع “تحفظات” على مبيعات الأسلحة.
من جانبها قالت وزارة الخارجية، إنها تحقق في تلك المزاعم، وعلق مسؤول في الوزارة “نحن على علم بهذه التقارير ونسعى للحصول على معلومات إضافية” مضيفاً أن كل هذه التقارير تُؤخذ على محمل الجد.
وجاءت تلك التصريحات لتكشف عن حالة الإحباط من السعودية لدى النواب الأمريكيين، كما أن غضب أعضاء الكونغرس جاء بعد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المدنيين في اليمن، وانتهاكات حقوق الإنسان ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا في أكتوبر.
يُذكر أنه في أواخر العام الماضي، أدخل المشرعون تشريعات جديدة بهدف وضع ضوابط أكثر صرامة على التعاملات الأمريكية مع الرياض، بما في ذلك الحد من مبيعات الأسلحة، ووقف التعاون العسكري مع التحالف الذي تقوده السعودية، والدعوة إلى فرض عقوبات أخرى بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب عارضت العديد من مشاريع القوانين، واصفةً السعوديين بالشريك المُهمين على المنطقة، مع إشادة بمبيعات الأسلحة كمصدر مهم للوظائف في الولايات المتحدة.
في سياق آخر، وصف النائب الجمهوري ماكول – العضو الجمهوري البارز في اللجنة- ، مقتل خاشقجي بأنه “نكسة كبيرة” في العلاقات الأمريكية السعودية، مُبديًا أسفه لوقوع ضحايا مدنيين في اليمن. لكن في الوقت ذاته، عارض قرار منع الدعم العسكري الأمريكي للتحالف، الذي تقوده السعودية، بقوله “يمكن أن يعوق التعاون الأمني الأمريكي مع الشركاء حول العالم”.