المصدر: Malay Mail
يزيد المستثمرون العالميون من استثماراتهم في إندونيسيا وماليزيا، ويراهنون على أن هذه الأسواق ستكسب أكثر مقارنة بالاقتصادات الناشئة الأخرى حيث يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على استعداد لتطبيق التيسير النقدي.
وأفادت بلومبرج أن السياسات المالية القوية والتركيز على قطاعات التكنولوجيا الناشئة مثل المركبات الكهربائية ومراكز البيانات تجذب الاستثمار إلى إندونيسيا وماليزيا. وتجتذب أسواق جنوب شرق آسيا، التي غالبًا ما تطغى عليها منافسات أكبر مثل الهند والصين، اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين.
وقال جون لين، مدير المحفظة في AllianceBernstein في سنغافورة، لبلومبرج: “ستستفيد إندونيسيا وماليزيا أكثر من سلوكهما المالي المسؤول، وهو الشيء الذي تحتاجه لأن تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي من الناحية النظرية هو نعمة للأسواق الناشئة بالكامل”.
في أغسطس، كانت إندونيسيا وماليزيا والفلبين الدول الآسيوية الوحيدة التي شهدت تدفقات أجنبية صافية إلى أسواق الأسهم الخاصة بها، وفقًا لبيانات بلومبرج الأخيرة.
بلغت الاستثمارات الأجنبية في الأسهم الماليزية 491 مليون دولار أمريكي (2.12 مليار رنجت ماليزي) حتى 29 أغسطس، وهو أعلى إجمالي شهري منذ مارس 2022. شهدت ماليزيا ربعين من النمو الاقتصادي الاستثنائي، بدعم من الاستثمارات في التكنولوجيا ومراكز البيانات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وقد اجتذب دورها كمركز لاختبار الرقائق إنفاقًا كبيرًا على البنية التحتية من شركات كبرى مثل مايكروسوفت، نفيديا والفابت.
ونُقل عن فيفيان لين ثورستون، مديرة صندوق في William Blair Investment Management في شيكاغو، قولها: “تبدو ماليزيا أكثر إثارة للاهتمام مما كانت عليه منذ فترة طويلة”.
وقال: “بدأت بعض استراتيجياتنا الناشئة في الاستثمار في ماليزيا في الآونة الأخيرة في ضوء التحسن الاقتصادي في البلاد ونمو مراكز البيانات. نأمل في توسيع التعرض لاستراتيجيات أخرى”.
كما اشترى المستثمرون العالميون 1.8 مليار دولار أمريكي في الأسهم الإندونيسية، وهو أكبر مبلغ منذ أبريل 2022، بعد عمليات شراء كبيرة في يوليو. وقد دفع هذا الارتفاع مؤشر بورصة جاكرتا إلى تحقيق مستويات قياسية متتالية مؤخرًا. ومن المتوقع أن تصل تدفقات السندات إلى إندونيسيا إلى أعلى مستوياتها منذ يناير 2023، استناداً إلى البيانات حتى 28 أغسطس.
وتتزايد التوقعات بأن البنك المركزي الإندونيسي قد يكون لديه مجال لتخفيف السياسة النقدية بعد رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع في أبريل، مع تخفيف المخاوف بشأن ضعف الروبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التزام الحكومة الجديدة بالانضباط المالي ومشاركة إندونيسيا في سلاسل توريد السيارات الكهربائية والبطاريات العالمية يحافظان على اهتمام المستثمرين.
ومع ذلك، لا تزال المخاطر قائمة. ففي ماليزيا، قد يؤدي الانعكاس المفاجئ في قطاع الذكاء الاصطناعي، على غرار التقلبات التي شهدناها في أوائل أغسطس، إلى تقلبات في السوق. وفي إندونيسيا، يراقب المستثمرون عن كثب انتقال القيادة في البلاد وهم يسعون إلى ضمان استمرارية السياسة في عهد الرئيس المنتخب برابوو سوبيانتو. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الانتخابات الأمريكية خطراً محتملاً على الأصول الآسيوية، حيث من المرجح أن تؤثر أي زيادة في التوترات الجيوسياسية أو التجارية على معنويات المستثمرين.
ولكن في الوقت الحالي، لا يزال التفاؤل مرتفعاً، حتى بين الاستراتيجيين من جانب البيع.
في هذا الأسبوع، أفادت بلومبرج أن شركة نومورا القابضة رفعت تصنيفها للأسهم في كل من إندونيسيا وماليزيا، مسلطة الضوء على أساسيات الاقتصاد الكلي القوية في البلدين. وعلى نحو مماثل، لاحظت شركة إتش إس بي سي القابضة أن الأسهم الإندونيسية تكتسب أهمية متزايدة في محافظ الصناديق الآسيوية.
في أغسطس، احتل كل من الرنجت الماليزي والروبية الإندونيسية المرتبة الثالثة بين أكبر الرابحين مقابل الدولار الأمريكي في مجموعة تضم أكثر من 20 عملة في الأسواق الناشئة. وقد عزز إعلان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأخير بأن الوقت قد حان لخفض سعر الفائدة الرئيسي التوقعات بأن تكاليف الاقتراض ستبدأ في الانخفاض اعتبارًا من سبتمبر.
يتوقع محللو العملات أن يؤدي المزيد من الضعف في الدولار الأمريكي إلى تعزيز عملات الأسواق الناشئة. ومع اقتراب احتياطيات النقد الأجنبي في البنوك في ماليزيا وإندونيسيا من مستويات قياسية، استنادًا إلى البيانات التي جمعتها بلومبرج، فمن المتوقع الحصول على دعم إضافي مع قيام المصدرين بتحويل دولاراتهم إلى عملات محلية.
وأشار جون فو، مؤسس شركة فالفيردي للاستثمار، إلى أن جنوب شرق آسيا “مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية، وغير مستثمرة بما فيه الكفاية، وغير مدروسة بما فيه الكفاية”. وأضاف لوكالة بلومبرج أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة مع قيام المستثمرين العالميين بإعادة توزيع مراكزهم هناك.