يوليو 5, 2024
أخبار السعودية في ماليزيا

“نفحة حداثة” تحوّل قلب جدّة التاريخي إلى ساحة رقص وموسيقى

المصدر: Malay Mail 

الرابط: https://www.malaymail.com/news/life/2024/01/26/ravers-flock-to-dance-floor-in-saudis-gateway-to-mecca/114641

على خشبة مسرح في الوسط التاريخي لمدينة جدة السعودية، تجمّع حشد من السعوديين، محيطين بمغني الراب “تاي دولا ساين”، متفاعلين مع أغانيه وأسئلته الجريئة أحيانا بالنسبة الى المجتمع السعودي المحافظ.

على وقع الهتافات، صرخ المغني الأميركي ذو الشعر المجدول والبالغ من العمر 41 عاماً، واسمه الحقيقي تايرون وليام غريفين جونيور، في الميكروفون، “أين الفتيات المثيرات؟”.

وبعد تأديته أغنية أخرى خلال حفله في مهرجان “بلد بيست” (Balad Beast) الموسيقي الذي بدأت المملكة بتنظيمه قبل بضع سنوات، واصل “تاي” طرح الأسئلة “كم منكم يحاول أن ينتشي بعد العرض الليلة؟”.

كان مشهداً مثيراً للدهشة في المملكة التي سمحت للمرة الأولى بإقامة مهرجانات يمكن حضورها من الجنسين على نطاق واسع قبل نحو خمس سنوات فقط.

وسلّط أداء “تاي” في أقدم أحياء جدة المعروف باسم “البلد”، إلى جانب فنانين مثل وو تانغ كلان ومايجور لايزر، الضوء على الجهود المبذولة لتغيير وجه الموقع المُدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وجعله أكثر استقطاباً للشباب السعوديين والأجانب.

وفي إطار مشروع “رؤية 2030” الطموح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الساعي إلى تطوير وتنويع مصادر اقتصاد بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، تهدف السلطات إلى بناء ثلاثة آلاف غرفة فندقية جديدة في “البلد”، في إطار محاولتها جذب ملايين السيّاح.

وبعيداً عن فعاليات “بلد بيست”، تشهد المنطقة التي تبلغ مساحتها 2,5 كيلومتر مربع، تحولاً كبيراً من خلال افتتاح عدد كبير من المقاهي والمتاحف ومساحات تقديم العروض وورش العمل للفنانين والحرفيين.

يقرّ المقيمون في جدة بأنهم يشعرون ببعض القلق حيال التغييرات في حيّ يرتبط بقوة بموسم الحج السنوي وأسواق رمضان التقليدية.

ولكن سيل المحتفلين الذين احتشدوا أمام أربعة مسارح توزعت في جدة خلال مهرجان “بلد بيست”، وبعضهم لوّن وجهه بطلاء برّاق وحمل عصياً مضيئة، لم يعكس بتاتا مثل هذا القلق.

وقال تاي “في كل مرة آتي إلى السعودية، أشعر بأجواء إيجابية”.

مدينة تاريخية بأجواء عصرية

وبرزت “البلد” في القرن السابع كمركز للحجاج والتجار. وغزا الحاكم المؤسس للمملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز مدينة جدة في عشرينات القرن الماضي.

في العام 1947، دفع النمو السريع السلطات إلى هدم الأسوار المحيطة بـ”البلد”. ولا تزال بعض بوابات السور صامدة، وكذلك المباني الحجرية المرجانية المميزة في وسط المدينة، والتي يحتوي العديد منها على شرفات مبنية من خشب الساج المشبّك.

أدرجت منظمة اليونسكو “البلد” على لائحة التراث العالمي في العام 2014. في العام 2018، بدأت جهود “التنشيط” التي تشرف عليها وزارة الثقافة.

اليوم، تحمي الحواجز الخضراء التي أقامتها الوزارة أعمال الترميم في الفيلات والمساجد والأسواق التي يعود تاريخها إلى قرون مضت والمعروفة باسم الأسواق.

وقال علي عاصي، منسّق الأغاني اللبناني الملقّب بـ”لوش” والذي يعيش في جدة منذ 20 عاماً، إن الجدول المتنامي للمهرجانات والمعارض الفنية أنعش الحيّ، واجتذب الناس الذين قد لا يكون لديهم اهتمام كبير به.

وأضاف “لولا مهرجان +بلد بيست+ والفعاليات الأخرى التي تُقام الآن، لم يكن أحد من الجيل الجديد سيأتي إلى البلد. كانوا سيذهبون إلى الشاطئ”.

وتابع “ليسوا مهتمين بتلك المحلات التجارية القديمة”.

رغم ذلك، بالنسبة لبعض السكان المسنّين، فإن الإضافات الجديدة يمكن أن تكون مزعجة، وفق عاصي، مشبّهاً هذا الحذر بحذر الجدّة التي ترفض التخلي عن كرسيّها المفضّل حتى إن تحطّم.

وأردف “لوش” أنها “لن تسمح لك أبداً بإزالته أو رميه بعيداً، حتى لو كان محطمّا إلى أجزاء… إنه كرسيّها. إنه الشيء نفسه”.

وقالت المرشدة السياحية السعودية عبير أبو سليمان إن معظم الناس كانوا متحمسين لمستقبل “البلد”، مضيفة أن الذين ليسوا كذلك “يمكنهم البقاء في المنزل. الأمر سهل وبسيط”.

استثنائي

ويتغذّى النقاش حيال ما يحدث في “البلد” جزئياً من التغيرات الأوسع الحاصلة في جدة.

ومن المتوقع أن يؤدي مشروع إعادة تطوير عقاري قيد التنفيذ بقيمة عشرين مليار دولار، إلى نقل نصف مليون شخص من المنطقة.

وتطرح السلطات المشروع باعتباره بديلاً عن العشوائيات، مع وسائل راحة على غرار استاد وحوض أسماك ودار أوبرا في المشروع الجديد.

إلا أن بعض السكان المتضررين اشتكوا من أنهم لا يعرفون كيفية طلب تعويضات، ويشعرون بامتعاض جراء تصوير أحيائهم من السلطات على أنها أوكار مخدرات وجريمة.

وقالت أبو سليمان إنها لا تشعر بالحزن على الأحياء التي مُحيت، وغالبيتها بعيدة عن وسط المدينة التاريخي، متوقعة أن يتم استبدالها بما هو أفضل.

وأضافت “أنا سعيدة للغاية بأنها ولّت. كانت عبارة عن مناطق غير مخططة… لا مدارس ولا حدائق ولا عيادات. حتى أنّ بعض الأشخاص شيّدوا منازلهم من دون أن يتملّكوا الأرض”.

وتفضّل أبو سليمان التركيز على مظاهر الحياة الجديدة في “البلد”، على غرار أولئك الذين احتفلوا حتى وقت متأخر ليلاً في “بلد بيست”.

وقال عبدالرحمن الحبشي (20 عاماً)، وهو طالب جامعي كان يحضر الحفلة، “أنا مثلا أحبّ أن أرتدي ملابس من الطرز القديم. الأمر ذاته يحدث هنا. لدينا أبنيتنا القديمة، ومعها نفحة حداثة”.

وقال منسّق الموسيقى عدنان منجل المولود في جدة متحدثا عن تطوّر “البلد”، إن رؤية المكان وهو “يتحوّل لا إلى موقع تراثي على قائمة اليونسكو فحسب، بل أيضاً إلى حلبة رقص، رؤيته بأوجه مختلفة”، هو “أمر رائع”.

Related posts

«الجودة والتنافسية في خدمة ضيوف الرحمن» أولى جلسات «إكسبو الحج 2023»

Sama Post

صبري وفيصل يتفقان على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الماليزي

Sama Post

سلطان تيرينجانو ينصح الحجاج بالتركيز على العبادة في الأراضي المقدسة

Sama Post

وزير الخارجية السعودي: الأمير السعودي يبذل جهود وساطة شخصية للإفراج عن جرينير

Sama Post

ماليزيا أول دولة تحصل على الموافقة لتشغيل مركز صحي لحجاج بيت الله الحرام

Sama Post

أكاديمي سعودي يقوِّم "الظاهرة الدينية" بماليزيا في كتاب فلسفي

Sama Post