المصدر: Sinar Harian
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم الثلاثاء إن المملكة قد تعترف بإسرائيل حال التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إقامة دولة للفلسطينيين، وهو رأي طموح في ظل عدم ظهور أي مؤشر على تراجع وتيرة الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف الأمير فيصل خلال جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “متفقون على أن إقرار السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، لكن لا يمكن حدوث ذلك سوى من خلال تحقيق السلام للفلسطينيين عبر إقامة دولة فلسطينية”.
وردا على سؤال عما إذا كانت المملكة يمكن أن تعترف بعد ذلك بإسرائيل في إطار اتفاق سياسي أوسع، أجاب “بالتأكيد”.
وقال الأمير فيصل إن تحقيق السلام الإقليمي عن طريق إقامة دولة فلسطينية هو “أمر نعمل على إنجازه بالفعل مع الإدارة الأمريكية، وهو أكثر أهمية بالنظر إلى الأوضاع في غزة”.
سيكون التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية جائزة كبرى لإسرائيل بعدما أقامت علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب، وقد يحدث تحولا في الجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط.
وقال مصدران مطلعان على رؤية الرياض إن المملكة جمدت خططا تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في معاودة ترتيب سريعة لأولوياتها الدبلوماسية بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وأضاف المصدران لرويترز أن المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ستشهد بعض التأخير. وترى السعودية أن التطبيع خطوة رئيسية لتأمين ما تعتبره الجائزة الحقيقية في المقابل وهو اتفاق دفاعي أمريكي.
الفلسطينيون
قبل السابع من أكتوبر حينما شن مقاتلو حركة حماس المدعومة من إيران هجوما على جنوب إسرائيل، أشار قادة إسرائيليون وسعوديون إلى أنهم يتحركون بثبات نحو إقامة علاقات دبلوماسية كان من الممكن أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط.
ويتطلع الفلسطينيون لإقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتوقفت المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة مع إسرائيل بشأن تحقيق هذا الهدف منذ أكثر من عقد.
ومن بين العقبات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والخلاف بين السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب وحركة حماس الرافضة للتعايش مع إسرائيل.
وقال الأمير فيصل “هناك سبيل لتحقيق مستقبل أفضل بكثير للمنطقة وللفلسطينيين وإسرائيل وهو السلام، ونحن ملتزمون تماما بذلك”.
وأضاف “… يجب أن يكون وقف إطلاق النار من جانب جميع الأطراف نقطة انطلاق لتحقيق سلام دائم ومستدام، وهو ما لا يمكن حدوثه إلا من خلال تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”.
شككت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل في احتمال تقديمها تنازلات كبيرة للفلسطينيين ضمن أي اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.
واندلعت الحرب في غزة حينما هاجم مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وتقول إسرائيل إن أكثر من 130 شخصا لا يزالون محتجزين لدى الحركة.
وردت إسرائيل على هجوم حماس بفرض حصار وقصف واجتياح بري لغزة وهو ما أدى إلى تدمير القطاع الساحلي الصغير وقتل أكثر من 24 ألف شخص، بحسب مسؤولين فلسطينيين معنيين بقطاع الصحة.
وأثارت الحرب مخاوف من زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وكثيرا ما تقع اشتباكات حدودية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، في حين هاجمت فصائل مسلحة موالية لإيران أهدافا أمريكية في العراق.
وعطلت هجمات حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران الملاحة في البحر الأحمر، وتقول إنها لن تكف عن تنفيذ الهجمات إلى أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة.