المصدر: Free Malaysia Today
قالت المملكة العربية السعودية يوم الخميس إنها تستضيف وفدًا من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب الوحشية في البلد الفقير.
قالت مصادر متعددة إن شخصيات بارزة من الحوثيين أقلعت من العاصمة اليمنية صنعاء، في أول زيارة علنية لها إلى السعودية الغنية بالنفط منذ أن بدأت الرياض قيادة تدخل عسكري في الدولة المجاورة في عام 2015.
ودخل اليمن في صراع عندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، مما دفع التحالف الذي تقوده السعودية إلى شن هجومه في مارس التالي.
وقد خلف القتال الذي أعقب ذلك مئات الآلاف من القتلى وأجبر الملايين على ترك منازلهم، مما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في بلد يعاني بالفعل من عقود من الصراع والاضطرابات.
وقالت قناة الإخبارية السعودية الرسمية إن المحادثات، التي تأتي بعد زيارة فريق سعودي لصنعاء في أبريل، تهدف إلى “إيجاد حل سياسي شامل في اليمن”.
وأضافت أن “المملكة تستضيف وفداً مفاوضاً يمثل المكون الحوثي اليمني، عازمة على مواصلة المباحثات الرامية إلى إيجاد حل سياسي ووقف شامل لإطلاق النار، والانتقال من مرحلة الصراعات إلى الاستقرار”.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الرياض “دعت وفداً من صنعاء لزيارة المملكة” لاستكمال المحادثات التي عقدت في العاصمة اليمنية في وقت سابق من هذا العام.
ولا يزال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر وانتهى في أكتوبر الماضي صامدًا إلى حد كبير، لكن التحركات نحو السلام كانت بطيئة منذ أن غادر الوفد السعودي صنعاء دون اتفاق قبل خمسة أشهر.
وقال الرئيس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، عبر وكالة أنباء سبأ التابعة للمتمردين، إن “الوفد سيتوجه إلى الرياض لمواصلة المشاورات مع الجانب السعودي”.
وأضاف: “السلام كان ولا يزال خيارنا الأول ويجب على الجميع العمل لتحقيقه.”
وتوجه الحوثيون إلى الرياض على متن طائرة عمانية، بعد أيام من لقاء الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع سلطان عمان في طريق عودته من قمة مجموعة العشرين في الهند. ولعبت عمان دور الوسيط في الصراع.
وقال علي القهوم، عضو المجلس السياسي للحوثيين، في تغريدة على موقع إكس المعروف سابقاً بتويتر، إن “التفاؤل موجود بشأن الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن”.
وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي لوكالة فرانس برس إن زيارة الحوثيين “تشبه نقل العلاقة بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية من الغرف الخلفية إلى غرفة المعيشة”.
ومن خلال تنظيم محادثات في الرياض، فإن كلا الجانبين “يضفي الشرعية على هذه العلاقة ويعطيها زخماً إضافياً”.
وأضاف: “على المستوى السياسي، يعد إنهاء دور السعودية المباشر في اليمن خطوة متقدمة، واعتراف الحوثيين بدورها كوسيط”، إضافة إلى كونها أحد أطراف الصراع.
وتعززت التحركات نحو السلام في اليمن عندما أعلنت السعودية وإيران، المنافستان الثقيلتان، عن تقارب مفاجئ في مارس، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات بينهما.
وتشمل مطالب الحوثيين دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية من قبل الحكومة اليمنية النازحة، وإطلاق وجهات جديدة من مطار صنعاء، الذي كان مغلقًا حتى العام الماضي عندما استؤنفت الرحلات التجارية إلى الأردن ومصر.
وفي تأكيد على مشاكل اليمن، قالت وكالات الأمم المتحدة و91 منظمة دولية ويمنية غير حكومية يوم الخميس إن 21.6 مليون شخص – 75% من السكان – بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودعت إلى مزيد من التمويل.