المصدر: The Sun Daily
الرابط: https://www.thesundaily.my/world/israeli-troops-withdraw-from-jenin-EJ11185717
أطلق مسلحون من قطاع غزة صواريخ اليوم الأربعاء بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة جنين الفلسطينية أمس الثلاثاء، وذلك بعد واحدة من أكبر عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.
وقال الجيش إن طائرات إسرائيلية أصابت منشأة لتصنيع الأسلحة تحت الأرض ردا على ذلك، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هناك المزيد من التصعيد.
وقال شاهدان من رويترز قبل ساعات إنهما رأيا أرتالا من مركبات الجيش الإسرائيلي تغادر جنين فيما يبدو أنه مؤشر على انتهاء العملية الإسرائيلية التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين.
وقُتل 12 فلسطينيا، من بينهم خمسة مقاتلين على الأقل، وجندي إسرائيلي في العملية.
بدأت العملية، التي قال الجيش إنها تهدف لتدمير البنية التحتية والأسلحة الخاصة بجماعات مسلحة في المخيم، بهجوم بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من يوم الاثنين ونُشر أكثر من ألف من أفراد القوات الإسرائيلية.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بدأ سكان المخيم الذين كانوا قد غادروه أثناء القتال في العودة إلى شوارعه المظلمة. وتفقد بعضهم الدمار الناجم مستخدمين إضاءة هواتفهم المحمولة.
ومخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، حيث يعيش حوالي 14 ألفا في أقل من نصف كيلومتر مربع، هو أحد بؤر موجة العنف التي تجتاح الضفة الغربية منذ ما يزيد على عام، وهو ما يثير قلقا دوليا متزايدا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن بعد بضعة ساعات من بدء القوات الانسحاب، أطلق مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة خمسة صواريخ باتجاه إسرائيل.
وأضاف أنه تم اعتراض الصواريخ ولم ترد أنباء بعد عن سقوط ضحايا.
وفي تصعيد آخر لأحداث يوم الثلاثاء، أسفر حادث دهس وطعن في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، عن إصابة ثمانية أشخاص.
وأعلنت حركة حماس الفلسطينية مسؤوليتها عن الحادث.
وما زال يمكن سماع دوي انفجارات في جنين شمال الضفة الغربية أثناء مغادرة القوات الإسرائيلية وسط تقارير عن معارك بالرصاص بالقرب من مستشفى في جنين.
ولم تتمكن رويترز من التحقق على نحو مستقل من صحة تلك التقارير.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القوات الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع على مستشفى كانت الأطقم الطبية التابعة لها تعمل بداخله.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بأن قواته أطلقت الغاز المسيل للدموع بالقرب من مستشفى لكنها شنت قصفا جويا على مسلحين تمركزوا في منطقة مقابر و شكلوا تهديدا على القوات المنسحبة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند نقطة تفتيش بالقرب من جنين “في هذا الوقت نكمل المهمة، و يمكنني القول إن نشاطنا المكثف في جنين لن يكون مجرد عملية وتنتهي”.
إجلاء 500 أسرة
وحصن مقاتلون فلسطينيون من جماعات مختلفة من بينها حماس والجهاد الإسلامي وفتح المخيم بحواجز ونقاط مراقبة لصد مداهمات للجيش الإسرائيلي.
لكن إمدادات الكهرباء والمياه ظلت مقطوعة عن المخيم وفي بعض أنحاء المدينة لليوم الثاني بعدما توغلت الجرافات في الشوارع بحثا عن العبوات الناسفة وتسببت في قطع أسلاك كهرباء وكسر ماسورة مياه رئيسية.
وقال الجيش إن القوات الإسرائيلية عثرت على عدد من مخابئ المتفجرات تحت الأرض، أحدها في نفق تحت أحد المساجد، وصادرت ألف قطعة سلاح وألقت القبض على 30 مشتبها بهم.
وفي وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى 500 أسرة من المخيم، أو نحو ثلاثة آلاف شخص.
وقال جهاد حسان (63 عاما) الذي فر من المخيم مع عائلته بعد إصابة ابنه إن هجوم طائرة مسيرة دفعه للمغادرة.
وأضاف بينما كان ينتظر ابنه في مستشفى جنين الحكومي “لا تسمع الصوت لكنك ترى الانفجار. إنه لأمر جلل عندما يضطر شخص لمغادرة منزله”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو 100 أصيبوا بينهم 20 في حالة حرجة.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن أربعة من القتلى ينتمون إليها، فيما قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن أحد أعضائها قُتل أيضا. ولم تتضح بعد هوية الباقين، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنه لا يوجد أي مدني بين القتلى على حد علمهم.
ويؤكد القتال مرة أخرى عدم وجود أي مؤشر على حل سياسي للصراع المستمر منذ عقود وتباينت ردود الفعل الدولية على العملية.
وقالت الولايات المتحدة إنها تحترم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنها أكدت ضرورة تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه قلق للغاية حيال التصعيد وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن حجم التحرك العسكري.
وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد اجتماعا مغلقا بناء على طلب من الإمارات.
وأدانت كل من السعودية والبحرين العملية.
وأغلقت الكثير من المكاتب والشركات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة أبوابها يوم الثلاثاء استجابة لدعوات بتنظيم إضراب عام للاحتجاج على العملية الإسرائيلية التي وصفتها السلطة الفلسطينية بأنها “جريمة حرب”.