المصدر: New Straits Times الرابط: https://www.nst.com.my/world/world/2023/01/866907/mideast-powers-condemn-israel-ministers-visit-al-aqsa-mosque-compound
أثارت زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير الثلاثاء باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة ردود فعل منددة عربية واسلامية لما وصفه الفلسطينيون بأنه عمل “استفزازي”.
وفيما استدعت عمَّان السفير الإسرائيلي تعبيرًا عن احتجاجها، حذرت واشنطن من اتخاذ خطوات تغير الوضع القائم في المدينة المقدسة.
بعد زيارته، قال بن غفير الثلاثاء إن “جبل الهيكل هو الموقع الأهم بالنسبة لشعب إسرائيل ونحافظ على حرية الحركة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، لكن اليهود أيضا سيتوجهون إلى الجبل، وينبغي التعامل مع أولئك الذين يوجّهون تهديدات بيد من حديد”.
تعقيبًا على الزيارة، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن “اقتحام الفاشي بن غفير جريمة” وتعهد بأن الاقصى “سيبقى فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا” مضيفا أن “شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال”.
المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة بالنسبة للمسلمين. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم.
في الوضع الراهن، يمكن لغير المسلمين زيارة المكان في أوقات محددة ولكن لا يمكنهم الصلاة فيه. ومع ذلك زادت في السنوات الأخيرة اعداد الزوار من اليهود القوميين في كثير من الأحيان الذين يصلون خلسة في المكان في ظل إدانة فلسطينية.
وصفت الخارجية الفلسطينية الزيارة بانها “استفزاز غير مسبوق وتهديد خطير لساحة الصراع”. وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن “استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع”.
وحمل “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أية نتائج او تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساته”.
– استدعاء السفير –
من جهتها دانت وزارة الخارجية الأردنية ما وصفته بأنه “اقتحام” لباحة المسجد الأقصى. وقال الناطق باسم الوزارة سنان المجالي إن “قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة”.
كما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمّان وسلمته مذكرة احتجاج “أكدت على وجوب امتثال دولة اسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم”.
تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للاردن إدارة المسجد الاقصى وباحاته في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، بينما تسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع.
من جانبه، قال السفير الأميركي في اسرائيل توم نيدس “لقد أوضحت إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات قد تضر بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.
وأدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي “اقتحام بن غفير للمسجد الاقصى بحماية قوات الأمن الاسرائيلية”.
بدورها نددت وزارة الخارجية السعودية بما وصفته بأنه “ممارسات استفزازية”، مؤكدة على موقف الرياض “الراسخ بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني”.
ودانت دولة الإمارات بشدة الخطوة وجددت موقفها الثابت “بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه”.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية إن “هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.
من ناحيتها شددت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان على أن “القدس الموحدة هي العاصمة الدائمة والأبدية لفلسطين وأي انتهاك لحرمة الاماكن الفلسطينية المقدسة بما فيها المسجد الأقصى مثال على انتهاك الأنظمة الدولية وإهانة لقيم ومقدسات مسلمي العالم وسيقابل برد فعل الدول الإسلامية”.
– موقف الحاخامية –
وقال كبير حاخامات السفارديم في إسرائيل يتسحاق يوسف في رسالة لبن غفير “باسم الحاخامية الكبرى أطلب منك ان تمتنع في المستقبل عن الذهاب إلى جبل الهيكل وكل منطقة فيه”.
وأضاف “من الواضح أنك كوزير لا يمكنك مخالفة تعليمات الحاخامية … ماذا سيقول الناس عندما يرون وزيرًا يهوديًا ملتزمًا يستهزئ بموقف الحاخامية”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال من جانبه في بيان إنه “مصمم بحزم على الحفاظ على الوضع الراهن”، مشيرًا إلى أن وزراء آخرين زاروا باحة الأقصى في الماضي.
لكن زعيم المعارضة يائير لبيد قال في تغريدة على تويتر “هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط وفي أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط”.
في سنة 2000، كانت زيارة زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون إلى باحة الأقصى من أبرز العوامل التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى العام 2005.
وفي مايو 2021، اندلعت حرب دامية استمرت 11 يوما بين فصائل فلسطينية وإسرائيل بعد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في باحات الاقصى وأماكن أخرى في القدس الشرقية.
بن غفير الذي يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة زار الموقع عدة مرات منذ دخل البرلمان في نيسان/أبريل 2021. وهو يطالب بإدخال تغييرات على إدارة الموقع للسماح لليهود بالصلاة فيه.
وهو يدافع عن ضم إسرائيل للضفة الغربية حيث يعيش ما يقرب من 2,9 مليون فلسطيني و475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية.
كما يدعو إلى طرد عرب إسرائيل الذين يقول إنهم لا يكنون الولاء للدولة وإلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
الأسبوع الماضي، حذّر أحد قادة حركة حماس باسم نعيم من أنه “في حال توجه بن غفير كوزير إلى الأقصى فسيكون ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وسيقود إلى انفجار”.
بعد ذلك، قال بن غفير في بيان “لن تستسلم حكومتنا أمام تهديدات حماس”.