المصدر: Bernama الرابط: https://www.bernama.com/ar/news.php?id=2132951
دعت دولة قطر إلى التوقف عن حظر مرور الطاقة أو منع تصديرها أو استيرادها في مراحل الأزمات السياسية وعدم استخدامها كسلاح في النزاعات.
جاء ذلك، في بيان دولة قطر الذي ألقاه سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمام المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن 21، المنعقد في واشنطن حالياً.
وأوضح سعادته أن العالم يواجه اليوم أزمة طاقة غير مسبوقة بسبب الصراع الدائر حاليا بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتعرض أغلب الدول لمصاعب في توفير الطاقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات وحدوث زيادة كبيرة في معدلات التضخم.
وقال: إن دولة قطر لديها قناعة بأن اعتماد مزيج من مصادر الطاقة يساهم بشكل فعال في ضمان استدامة التنمية وتحقيق أمان إمدادات الطاقة للشعوب، وترى بأن الطاقة النووية كمصدر ينمو استخدامه على الصعيد العالمي يمثل أمل يمكن أن يشكل مصدرا كبيرا للطاقة عند مراعاة عناصر الأمان والسلامة النووية المعتمدة والمقبولة دوليا.
وأشار المندوب الدائم في البيان، إلى أن الطاقة النووية تبقى في المستقبل المنظور على الأقل، الخيار الأكثر قدرة على الاستجابة المتصاعدة لمصادر الطاقة البديلة، لكنه يتعين في المقابل أن يكون التوسع في استخدام الطاقة النووية محسوبا بدقّة لإن المخاطر الناجمة عن الخطأ أو نقص إجراء السلامة أو عدم الأخذ بالاعتبار الحالات الاستثنائية الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الأعمال الإرهابية، ستكون نتائجها كارثية.
وتابع سعادته أن هذه المخاطر الحقيقية تفرض أن يتعزز التعاون الدولي والإقليمي في جميع مراحل بناء وتشغيل مفاعلات الطاقة النووية والسعي لتحقيق عالمية جميع معاهدات واتفاقيات الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإعطاء الأولوية لتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتزويدها بالموارد اللازمة لكي تقدم للمجتمع الدولي ضمانات كاملة وموثوقة عن سلامة إجراءات الأمان في المفاعلات النووية ولتساهم في تطوير هذه الإجراءات وتعزيزها.
ودعا المندوب الدائم لدولة قطر، إلى أن تكون إجراءات الأمان في المفاعلات بدرجة عالية من الشفافية بما يطمئن دول الجوار، مشددا على الدور المركزي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقديم هذه الضمانات وضرورة التنفيذ التام والشامل لاتفاقية الأمان النووي وبقية الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.
واستعرض سعادته دور دولة قطر في السنوات الأخيرة في الجهود الدولية المتعلقة بمعالجة التغير المناخي، وإيجاد حلول مبتكرة للطاقة النظيفة والمنخفضة الكربون وتحقيق أهداف مؤتمر المناخ COP26 والوصول إلى صفر في انبعاثات الكربون.
وفي هذا الصدد، أعلن أن دولة قطر دخلت في شراكة مع شركة “روزرويس” من خلال الاستثمار في صناعة المفاعلات النمطية الصغيرة (SMR) حيث من المؤمل أن يؤدي هذا النوع من المفاعلات دورا مهما في تحقيق أهداف وتوصيات مؤتمر باريس للمناخ، وأشار إلى أنه افتتحت في 18 أكتوبر الجاري واحدة من أكبر المحطات الشمسية لتوليد الطاقة في المنطقة بسعة 800 ميغاوات تبلغ مساحتها 10 كم مربع وتحتوي على 8.1 مليون لوح شمسي وتوفر 10 بالمائة من الطاقة الكهربائية في دولة قطر وقت الذروة.
وقال إن دولة قطر تقترح القيام بحملة دولية للتوعية، وبالذات في بلدان العالم الثالث، من أجل التعريف بمفاعلات الطاقة وإجراءات الأمن والأمان فيها، ونشر ثقافة ترشيد استخدام الطاقة وخلق بيئة وطنية تتفاعل بشكل إيجابي مع الطاقة وحمايتها وتعزيز إجراءات الأمن والأمان فيها والحفاظ عليها وتطويرها.
وأعرب عن أمل دولة قطر في أن يحقق المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن 21، المنعقد في واشنطن حاليا النجاح المنشود عبر توفير حل لمعالجة فقر الطاقة التي يعاني منها أكثر من مليار إنسان من سكان العالم.