المصدر: New Straits Times& the Malaysian Insight الرابط: https://www.nst.com.my/world/world/2022/10/841287/over-barrel-biden-faces-tough-options-saudis
https://www.themalaysianinsight.com/s/406589
توعّد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن قرار المملكة العربية السعودية المتعلق بخفض إنتاج النفط بشكل كبير، ستكون له عواقب، لكنّه، مثل الرؤساء الأميركيين السابقين الذين أغضبتهم المملكة، قد يواجه قيوداً أثناء تقييم الخيارات المتاحة أمامه في هذا المجال.
وتعرّض بايدن لانتقادات في الولايات المتحدة بسبب زيارته للسعودية في حزيران/يونيو، والتحية بقبضة اليد بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رغم تعهّده خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة “منبوذة” بسبب قضايا انتهاكات لحقوق الإنسان.
غير أن السعودية قوّضت أيضاً السبب غير المعلن لزيارة بايدن، إذ أعلن تحالف “أوبك+” الذي تقوده المملكة خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، ما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات الروسية في الوقت الذي تهاجم فيه أوكرانيا، وإلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأميركيين قبل أسابيع من انتخابات الكونغرس.
رداً على ذلك، أعلنت إدارة بايدن أنها مستعدة للبحث في إجراءات يطالب بها الديموقراطيون الغاضبون في الكونغرس، للرد على السعودية، وبالتالي، إعادة النظر في السياسة الأميركية تجاه الرياض.
وقال السناتور كريس مورفي الناقد للسعودية منذ فترة طويلة بسبب حربها المدمّرة في اليمن، إنّ على الولايات المتحدة تعليق مبيعات صواريخ جو-جو المتوسطة المدى الى المملكة السعودية وإرسالها إلى أوكرانيا، وكذلك إعادة نشر دروع صواريخ باتريوت في أوكرانيا أو لدى حلفاء حلف شمال الأطلسي.
وأكد عبر “تويتر”، أنّ “هاتين الخطوتين ستعيدان علاقتنا مع السعودية إلى حجمها الصحيح وستساعدان أوكرانيا”.
في المقابل، حذّر داعمو السعودية من أنّ الولايات المتحدة قد تدفعها إلى أحضان روسيا والصين، رغم أنّ العديد من الخبراء يشكّكون في أنّ المملكة قد تقوم بهذه الخطوة بهذه السهولة بعد ثمانية عقود من الشراكة مع الولايات المتحدة.
وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان لشبكة “سي ان ان” الأحد إن بايدن “سيتصرّف بشكل منهجي واستراتيجي” في إطار إعادة تقييم العلاقات الأميركية-السعودية، مضيفاً أنّ الرئيس الأميركي “ليست لديه أي خطط” للقاء ولي العهد في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر في إندونيسيا.
ورأى الخبير في الشرق الأوسط في جامعة ميشيغن راسل لوكاس أنّه يمكن لإدارة بايدن أن تبطئ مبيعات الأسلحة على الأقل، خصوصاً بالنسبة الى مسألة الإمدادات بالذخيرة.
وقال “هذه لا يمكن استبدالها بسرعة بمورّد آخر للأسلحة”.
– العلاقات النفطية –
لكن المحاولات السابقة للابتعاد عن المملكة العربية السعودية – وكانت إحداها بعد تنفيذ مجموعة معظمها من السعوديين اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر – واجهت عقبة رئيسية: النفط.
ورغم تكثيف إجراءاتها في مجال مكافحة التغير المناخي، إلّا أنّ الولايات المتحدة لا تزال على بعد عقود من تحصين نفسها في مواجهة أسعار النفط المرتفعة.
ورغمّ أنّ المسؤولين الأميركيين يتفاخرون بأنّ الولايات المتحدة تفوّقت على السعودية، كأكبر منتج للنفط في العالم. لكنّ قرارات الإنتاج الأميركية تتّخذها إلى حد كبير شركات خاصة. كما أنّ النفط الصخري الذي يعدّ أساس طفرة الطاقة في الولايات المتحدة، أكثر صعوبة في إطار توسيع إنتاجه أو خفضه.
وتقول الباحثة أنيل شيلين من معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول الذي يدعم نهجاً أكثر حزماً مع السعوديين، “الفكرة القائلة بأن مجرد زيادة الإنتاج الأميركي من شأنه أن يحمينا من قرارات منتجي النفط في الخارج، فكرة خاطئة تماماً”.
وتضيف “سنبقى دائماً معتمدين على هذه الدول الأخرى ما دمنا معتمدين على النفط”.
ولكنها تؤكد أن السعودية ستضرّ بنفسها، في حال لم تعد المصدر الذي يعوّل عليه للنفط بالنسبة الى الولايات المتحدة.
– “دراما” من الأمير –
وشددت السعودية على أنّ قرار “أوبك+” كان اقتصادياً بالكامل، وقالت إنّ مبيعات الأسلحة الأميركية تخدم مصالح البلدين.
وجدّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مساء الأحد أنّ استراتيجية المملكة في قطاع النفط العالمي تقوم على دعم “استقرار وتوازن” السوق.
في هذه الأثناء، صوّتت المملكة إلى جانب الولايات المتحدة الأربعاء في الأمم المتحدة لإدانة ضمّ روسيا أراضي أوكرانية.