المصدر: the Sun Daily & the Malaysian Insight الرابط : https://www.thesundaily.my/business/saudi-arabia-us-clash-over-reason-for-opec-oil-output-target-cut-EA9983565
https://www.themalaysianinsight.com/s/406107
وصفت السعودية يوم الخميس الانتقادات التي قوبل بها القرار الذي اتخذته مجموعة أوبك+ الأسبوع الماضي بخفض إنتاج النفط رغم اعتراضات الولايات المتحدة بأنها “لا تستند إلى الحقائق”، وأوضحت أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر مثلما طلبت واشنطن كان سيؤدي لتبعات اقتصادية سلبية.
ورفض البيت الأبيض ذلك يوم الخميس وقال إنه قدم تحليلا للسعوديين يوضح أن الخفض سيلحق أضرارا بالاقتصاد العالمي، مضيفا أنه يرى أن السعودية هي التي ضغطت على الدول الأخرى في أوبك لتدفعها للتصويت. ومن المتوقع أن يناقش مسؤولون من البلدين الموقف قريبا.
وأضاف الشد والجذب بين الدولتين بشأن هذا الملف لعوامل أخرى أدت لفترة من الجفاء في العلاقات بين الدولتين اللتين جمعهما تحالف أساسه الطاقة مقابل الأمن قائم منذ عقود.
وأعلنت أوبك+، التي تضم منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، عن خطط خفض إنتاج الخام الأسبوع الماضي بمقدار مليوني برميل يوميا بعد ضغط من مسؤولين أمريكيين ضد هذا القرار استمر لأسابيع.
وجاءت الخطوة على الرغم من أن أسواق الطاقة ما زالت تشهد شحا في الإمدادات، كما سجلت مستويات مخزونات الخام في اقتصادات كبرى انخفاضا عما كانت عليه في مرات سابقة خفضت فيها أوبك الإنتاج.
وأثارت خطوة أوبك+ مخاوف في واشنطن بشأن احتمال ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني، والتي يدافع فيها الديمقراطيون عن سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع بأن قرار أوبك سيكون له “تداعيات” على علاقات الولايات المتحدة مع السعودية.
ولدى سؤاله يوم الخميس عن الموقف خلال زيارة في لوس انجليس، قال بايدن للصحفيين “نحن بصدد التحدث إليهم”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم الخميس إن قرار أوبك+ تمت الموافقة عليه بالإجماع، وأخذ في الحسبان توازن العرض والطلب وهو يهدف إلى كبح تقلبات السوق.
وتطرق بيان الخارجية السعودية أيضا إلى مشاورات مع الولايات المتحدة قبل اجتماع أوبك+ الذي انعقد في الخامس من أكتوبر تشرين الأول، وطلبت خلالها واشنطن تأجيل التخفيضات شهرا.
وقال بيان وزارة الخارجية السعودية “أوضحت حكومة المملكة من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر، حسب ما تم اقتراحه، سيكون له تبعات اقتصادية سلبية”.
واتهمت الولايات المتحدة الرياض بالانحياز إلى جانب روسيا، التي ترفض محاولات غربية لوضع سقف لسعر النفط الروسي بسبب غزوها أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في بيان “قدمنا للسعودية تحليلا يظهر عدم وجود أساسيات في السوق تدعم خفض الإنتاج المستهدف وكان بإمكانها بسهولة الانتظار حتى اجتماع أوبك المقبل لمعرفة كيف ستجري الأمور” وأضاف أن دولا أخرى في أوبك قالت للولايات المتحدة إنها شعرت بأنها مدفوعة دفعا لدعم القرار السعودي.
ونقل بيان وزارة الخارجية السعودية عن مصدر مسؤول في الوزارة تأكيده على “الإطار الاقتصادي البحت” لقرار خفض إنتاج النفط.
ويشهد الطلب على النفط ضعفا على مستوى العالم، وخفضت أوبك وإدارة الطاقة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية جميعا توقعاتها للطلب على الخام في 2023 هذا الأسبوع.
لكن وكالة الطاقة الدولية أضافت يوم الخميس رأيها عن آثار خطوة أوبك وقالت إنها قد تضر بالطلب لأن “أسعار النفط الأعلى قد تصبح نقطة تحول لاقتصاد عالمي يقف بالفعل على شفا الركود”.
وأكدت السعودية أيضا أنها “تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من منظور استراتيجي يخدم المصالح المشتركة للبلدين” وشددت على أهمية “الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، والإسهام الفعال في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وأصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية بيانا لدعم السعودية، عبر فيه أمين عام المجلس نايف الحجرف عن الرفض التام للتصريحات الصادرة بحق المملكة وأشاد في الوقت نفسه بالدور المهم والمحوري الذي تضطلع به السعودية لحماية “الاقتصاد العالمي من تقلبات أسعار الطاقة وضمان إمداداتها وفق سياسة متوازنة تأخذ بالحسبان مصالح الدول المنتجة والمستهلكة”.
وفي بحث صدر الأسبوع الماضي، قال بنك جولدمان ساكس إنه في آخر 25 عاما لم تخفض أوبك أبدا الإنتاج عندما كانت المخزونات لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المؤلفة من 38 دولة تمثل أغنى اقتصادات العالم، منخفضة بهذا الشكل.
وتقف تلك المخزونات حاليا عند مستوى أقل بنسبة ثمانية بالمئة عن متوسط خمس سنوات. لكن البحث أشار إلى أن أوبك خفضت الإنتاج من قبل في فترات تراجع الطلب.