المصدر: New Straits Times الرابط: https://www.nst.com.my/world/world/2022/08/819755/saudi-exhibit-offers-immersive-look-prophets-hijrah-trek
نظّم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) معرض الهجرة الذي يُسلط الضوء على كل ما له ارتباط برحلة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة عام 622 للميلاد، وبطريقة مبتكرة عصرية، ويُعد أول معرض يُعنى بهذا الحدث الإسلامي.
وشهد المعرض الذي يحمل عنوان “على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم” العديد من الأعمال المنوعة، وبأنامل وأفكار من مختلف البلدان العربية والإسلامية، ما بين تشكيلي ونحت وحياكة وتصوير وإنتاج.
توضح الفنانة التشكيلية السعودية الدكتورة زهرة الغامدي مغزى عملها التراكيبي المفاهيمي الذي يشدك من أول وهلة لغرابة تحيط به. تقول: “القطعة الفنية المعروضة أمامكم تعبير عن المصاعب التي عاناها المهاجرون أثناء الهجرة، وعن إيثار الأنصار المتمثل في استقبالهم المهاجرين في منازلهم ودعمهم لهم من خلال مشاركتهم ما يملكونه”. وعن تنفيذ الفكرة تشرح: “غُمّست الأقمشة في الطين، ومن ثم رُبطت بعضها ببعض بأحجام مختلفة، وتهدف العُقد إلى الإشارة إلى العلاقات الوثيقة الغنية بالإيثار والحب بين المهاجرين والأنصار، بينما تُمثل الخيوط المدمجة ذات الألوان المختلفة نمو جذور شجرة عظيمة”.
ومن أعمال المعرض زخرفة إسلامية محفورة على الجص، شارك فيها عدد من الفنانات تحدثت نيابةً عنهن الفنانة أمل الزبدي بقولها: “الحفر على الجص جاء هنا باستعانة من الوسائط الفنية وبأحدث التقنيات الزخرفية، حيث عملنا على حفر هذه الزخارف الدقيقة محاكاة لأنماط مميزة وجميلة موجودة في المسجد النبوي، ومن ثم قُمنا بطلائها يدوياً وتطعيمها بأوراق الذهب إشارة إلى أبواب المسجد النبوي الذهبية الخلابة والتي ترحب بالمصلين كل يوم”.
ومن ضمن الأعمال أيضاً تجسيد لمحرابِ صلاة مستوحاة طريقة نحته من محراب المسجد النبوي، وفق ما يوضحه النحات الهندي محمد صديقي بهاتي: “قربني معرض الهجرة أكثر وأكثر من التصاميم وتقنيات الفن والعمارة الإسلامية التقليدية وتباين الأشكال الهندسية، بخاصة تلك التي ينعم بها المسجد النبوي، فكان هذا العمل”.
لم يكتفِ المعرض بما سبق إيراده، بل أدهش زائريه، بدايةً من طريق الدخول إلى المعرض، مروراً بخيمة أم معبد التي يذكر التاريخ استضافتها الرسول وصحبه إبان مرورهم بالقرب منها، وكذلك غار ثور، وصولاً إلى تجسيد ناقة الرسول القصواء، إلى جانب أفلام قصيرة ومشاهد تصويرية.
يستمر المعرض تسعة أشهر في مكانه الحالي في الصالة الكبرى في “إثراء” في الظهران، ثم يتنقل إلى الرياض وجدة والمدينة المنورة، ومن ثم يجوب مدناً عدة حول العالم.