المصدر: the Star الرابط: https://www.thestar.com.my/lifestyle/culture/2022/07/17/at-saudi-music-schools-students-embrace-new-rhythms-and-societal-change
يتابع رجل الأعمال السعودي أحمد عبدالله بشغف ابنته ياسمين وهي تلعب السلم الموسيقي ببراعة على الأورغ في مركز لتعليم الموسيقى في الرياض، في فرصة لم تتوفر لمحبي هذا الفن في المملكة المحافظة حتى سنوات قليلة خلت.
ولم تتح هذه الفرصة لهذا الأب البالغ 42 عاما مع تطبيق المملكة لعقود تفسيرا متشددا للإسلام، لكنّه أكد أنّه حقق أمنيته أخيرا في تعلّم الموسيقى من خلال ابنته البالغة سبع سنوات.
وقال لوكالة فرانس برس في مدرسة “ياماها للموسيقى” في وسط الرياض “أرى نفسي فيها … في الأمور التي لم يكن هناك فرصة لتحقيقها في طفولتي”.
وأضاف الرجل الذي ارتدى ثوبا تقليديا أبيض اللون “الفرصة الآن أصبحت أكبر والاهتمام بالموسيقى يزداد. وبات هناك مؤسسات ومدارس لم تكن موجودة من قبل”.
وأضاف فيما تتلقى ابنته توجيهات مدرسها المصري العشريني “الآن نفكر في الجيل المقبل… أستثمر فيها بتعلم الموسيقى”، في غرفة عُلّقت فيها لافتة تقول “الموسيقى للجميع”.
وتحضر ياسمين الآن حصة أسبوعيا مدتها نصف ساعة في المركز الذي يضم 140 متدربا معظمهم من الأطفال، فضلا عن ممارستها في المدرسة وفي المنزل على أورغ أهداه لها والدها.
وعُرفت السعودية لعقود بأنها بلد محافظ يتبنى تفسيرا متشددا للإسلام السني يُعرف بالوهابية ويلحظ قيودا على تعلم الموسيقى والغناء والنحت، وهي أمور اعتُبرت بمثابة “محرمات”.
ولم تكن المدارس الحكومية أو الخاصة تضم غرفا أو حصصا لتعليم الموسيقى للطلاب. كما لم تكن تُنظم حفلات غنائية عامة.
لكن منذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تشهد السعودية انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق والقيود المشدّدة التي فُرضت على مجتمع غالبيته من الجيل الشاب.
فسُمح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووُضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.
وباتت أنغام الموسيقى تصدح في مطاعم السعودية ومقاهيها التي لم تعد مطالبة بالإغلاق في أوقات الصلاة.
وتضم المملكة حالياً أكثر من خمسة مراكز لتعليم الموسيقى في العاصمة الرياض ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وسط إقبال كبير من الأسر السعودية المحبة للفنون.
-الموسيقى “غيرت شخصيتي”-
ولعقود كانت الأسر السعودية الراغبة في تعليم أبنائها الموسيقى تعتمد على مدرسين خصوصين يأتون إلى منازلها، وهو ما كان يفتقد البعد الأكاديمي في التعلم أو القدرة على الاحتراف.
وبعد أن خاب أملها في التعلم ذاتيا، وجدت الموظفة السعودية وجدان حجي المحبة للموسيقى منذ الصغر، ضالتها في هذا المركز للتعلم باحترافية.
وقالت حجي (28 عاما) بعد أنّ انتهت من حصة لتعلم الغيتار على يد مدرس أوكراني “حاولت التعلم عبر يوتيوب لكني لم أنجح، إذ ليس هناك من يصحح لي أخطائي”.
وهي تدفع 940 ريالا (250 دولارا) شهريا نظير حصة كل سبت، وبعد خمسة أشهر من التعلّم، قالت بخجل “لم اكن اعرف أي شيء لكن الآن تعلمت الأساسيات”.
وأوضحت الموظفة في شركة أجهزة طبية أنّ الموسيقى تركت أثرا إيجابيا في حياتها كأثر “اليوغا”.
وقالت الشابة المحجبة التي ارتدت عباءة تقليدية داكنة بحماس “الحصة مدتها ساعة تصفّي ذهني … شخصيتي تغيرت (للأفضل). صرت أهدأ”.
وفي ديسمبر الفائت، حضر أكثر من 732 ألف شخص مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي في الرياض، حسب تعداد للسلطات، خلال أربعة أيام شهدت حفلات لفنانين عرب وعالميين بينهم الفرنسي دافيد غيتا.