المصدر: the Sun Daily & the Malaysian Insight الرابط: https://www.thesundaily.my/world/first-commercial-flight-from-rebel-held-yemen-since-2016-postponed-CD9115037
https://www.themalaysianinsight.com/s/378299
أعلنت شركة الخطوط اليمنية الأحد تأجيل أول رحلة تجارية منذ ست سنوات من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لإيران، بسبب عدم الحصول على “تصاريح تشغيل” من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وبينما اتّهمت الحكومة الحوثيين بمحاولة تهريب عناصر إيرانية ومن حزب الله اللبناني وفرض استخدام جوازات سفر صادرة عنهم، قال المتمردون إن عدم منح الترخيص “خرق” للهدنة الجارية في اليمن.
وكان مقرّرا أن يستقبل مطار العاصمة صباح الأحد أول طائرة تجارية له منذ عام 2016، ما زاد الآمال في أن تؤدي الهدنة الحالية في اليمن إلى سلام دائم في الدولة التي مزقتها الحرب.
وكان مفترضا أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركابا فوق سن الأربعين يحتاجون إلى علاج طبي، من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان، في إطار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أوائل نيسان/أبريل لمدة شهرين.
لكن قبل ساعات من الرحلة، قالت شركة الطيران على صفحتها على فيسبوك إنها “تأسف لتأجيل وصول تصاريح تشغيل رحلتها من مطار صنعاء الدولي”، مضيفة انها لم تتلقّ “حتى اللحظة تصاريح التشغيل”.
وأعربت الشركة عن “أسفها الشديد للأخوة المسافرين عن عدم السماح لها بتشغيل” الرحلة، آملة بأن “يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء”.
وقال أحد الركاب لوكالة فرانس برس إنه تلقى اتصالا من مسؤول في شركة الطيران يطلب منه عدم الذهاب إلى المطار.
– تبادل اتهامات –
وأفاد مدير في الشركة لوكالة فرانس برس ان “الإذن المطلوب من التحالف لم يصل”، بينما ولم يصدر رد فعل فوري من التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة في مواجهة الحوثيين ويسيطر على المجال الجوي اليمني منذ بداية عملياته في اليمن في 2015.
من جهته، حمّل وزير الإعلام اليمني معمر الارياني الحوثيين المسؤولية عن تأجيل الرحلة، قائلا لوكالة الأنباء اليمنية إنّ “الرحلة تعثرت جراء عدم التزام مليشيا الحوثي الارهابية بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية”.
وأضاف ان المتمردين يحاولون “فرض 60 راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عنها، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة”.
في المقابل، قال وكيل هيئة الطيران المدني في صنعاء رائد جبل في مؤتمر صحافي في المطار “تفاجأنا بعدم صدور التصريح”، مضيفا “حاولنا ان نحصل على توضيح من الامم المتحدة لكننا لم نحصل على رد”.
وتابع “التحالف مصر على أن يبقى الشعب اليمني في سجن كبير”، معتبرا ان عدم منح التصريح “خرق للهدنة”.
وعن مسألة الخلاف حول جوازات السفر، قال مدير المطار خالد الشايف “هذا تبرير لا اساس له من الصحة”، من دون توضيحات اضافية.
وقد أعرب المبعوث الأممي عن قلقه إزاء تأجيل الرحلة، وحث في تغريدة على تويتر “الأطراف على العمل بشكل بنّاء معي ومع مكتبي لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط لها”.
– معاناة مستمرة –
تسبّبت الحرب في اليمن منذ 2014 بين المتمردين والحكومة بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.
وبينما يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة، فيما يحتاج آلاف وبينهم العديد من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوفر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.
ويسيطر المتمردون على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال واليمن وغربه، بينها موانئ حيوية مطلة على البحر الأحمر.
وبُعيد فرض إغلاق على المطار الدولي في 2016، قال التحالف الذي يدعم الحكومة ردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار، إنّ ذلك هدفه ضمان “سلامة” طائرات الخطوط الجوية اليمنية و”ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب”.