المصدر: malaysia now
البلد: ماليزيا
اليوم: 9-6-2021
سلطت دعوى مرفوعة في الولايات المتحدة الأمريكية ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول مصفاة للنفط في الكاريبي الضوء على شيء مختلف وهو اختفاء غريمه الرئيسي.
فولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف، والذي استُبدل كوريث للعرش بواسطة ابن عمه الأمير محمد في عام 2017 لم يُرى في العلن منذ اعتقاله في مارس من العام الماضي.
والأمير محمد بن نايف، الذي كان يُعد من قبل السي آي إيه الحليف السعودي الأكثر موثوقية، عمل كوزير للداخلية في المملكة من العام 2012 قبل أن يصير وليًا للعهد بعدها بثلاث سنوات.
وأشارت الدعوى إلى جهود الحكومة في إحكام التستر على مكان وجوده، بوجود وثائق تظهر إن الأمير المعتقل ممثل من قبل منظمة قانونية أمريكية تعمل لصالح غريمه.
ومنع رافع الدعوى، رجل الأعمال السعودي نادر تركي الدوسري، من مغادرة المملكة هو وعائلته وفقًا لخطاب محاميه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وبعض المسؤولين الأمريكيين.
وتعود القصة إلى يونيو العام الماضي، عندما أقدم الدوسري على رفع دعوى في بنسلفانيا نيابة عن أبنه راكان، وهو مواطن أمريكي، ضد محمد بن نايف وبعض الكيانات السعودية الأخرى.
وأدعى أنهم فشلوا في الوفاء بعقد مضى عليه عقود يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية.
ولكن القضية طرحت معضلة غريبة: كيف يمكن توجيه استدعاء لأمير ما زال مكان وجوده مجهولًا؟
وعُدِلت القضية لتشمل لتضمن الأمير محمد، حيث ذكرت أنه وضع محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية واعتقله واستولى على أصوله، وبالتالي منعه من الوفاء بالتزاماته التعاقدية.
وعندما قال الدوسري إنه لا يمكن توجيه استدعاء محمد بن نايف، أمرت المحكمة محامي الأمير محمد بالمساعدة في التأكد من مكانه.
سجين فعلي
في مارس، عرض مستشار الأمير محمد تقديم عنوان محمد بن نايف على “أساس سري”، قائلًا في مذكرة المحكمة إنه يواجه تهديدات تتعلق بالإرهاب بسبب دوره السابق كوزير للداخلية في المملكة.
ولم يكن هناك أي ذكر عن اعتقاله.
ولكن مستشار الدوسري أصر أن الأمير محمد “يحتجز ولي العهد السابق تحت الإقامة الجبرية.” وقال في الملف “نايف سجين فعلي في… المملكة العربية السعودية.”
ولكن في الشهر الماضي، رفض القاضي قضية خرق العقد التي رفعها الدوسري، تاركًا مسائل وضع محمد بن نايف ومكانه ووجوده دون حل.
وقال محامي الدوسري، جيمس تالمان، لوكالة الأنباء الفرنسية إنه يعتزم تقديم استئناف وكذلك محاربة حظر السفر المفروض على موكليه، والذي يخشى “أن يتصاعد إلى الاحتجاز.”
ولم تعلق السلطات السعودية علانية على احتجاز محمد بن نايف، والذي مشف عن الخصومات داخل العائلة المالكة.
وحبس الأمير محمد أو همش الكثير من خصومه بالعائلة الملكية في أثناء صعوده ليصير الحاكم الحقيقي للمملكة.
ولكن أصبح هدفًا محددًا وهو الأمير محمد بن نايف، الذي يتمتع بـ”كثير من الدعم داخل العائلة الملكية” وفقًا لما يقوله بورس ريديل، الضابط المخضرم في السي آي إيه الأمريكية.
وأطيح بالأمير محمد بن نايف من التسلسل الملكي لوراثة العرش في 2017 بعد تعيين الملك سلمان لابنه، محمد، كولي للعهد.
وتقول مصادر من الجانبين إنه منذ اعتقال محمد بن نايف، بدأت الحكومة في ملاحقته بتهم فساد وتوجيه تهم له بعدم الولاء.
أمر غامض
وفي تقرير بديسمبر الماضي، قالت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية البريطانية إن محمد بن نايف “غير قادر على الطعن على احتجازه أمام قاضٍ مستقل ونزيه، ولم يتح له الحصول على محامي لمناقشة الموقف.”
ولكن قبل أيام من رفض الدعوى القضائية للدوسري، سجل عدة محامين من سكوير باتون بوجز، وهي منظمة قانونية وحشدية في واشنطن، لتمثيل محمد بن نايف في القضية رغم عملهم أيضًا مع خصمه.
ولم ترد سكوير باتون بوجز على وكالة الأنباء الفرنسية عندما سُئلت إذا كانوا قد عينوا من قبل محمد بن نايف، أو إن كان لديهم وصول إلى مكان اعتقاله أو كيف يمكنهم تمثيله والحكومة في نفس الوقت.
وقال مصدر على اتصال مباشر بمحمد بن نايف للفريق القانوني الأوروبي لوكالة إيه أف بي إن سكوير باتون بوجز “لم يمثلوا محمد بن نايف من قبل.”
“محمد بن نايف لم يقابلهم قط، وليس من الواضح كيف تمكنوا من الوصول إليه… في الوقت الذي يمنع الوصول إليه من قبل محاميوه القدامى بسبب العملية أو أي نوع من التواصل مع العالم الخارجي.”
ولم ترد الحكومة الملكية السعودية على طلب من وكالة الأنباء الفرنسية بالتعليق على تدخل المنظمة القانونية في القضية وعن اعتقال محمد بن نايف.
ومنذ عام 2016، مثلت سكوير باتون بوجز مركز شؤون الدراسات والإعلام في المحكمة الملكية السعودية، وتحصل على إجمالي 2.7 مليون دولار عن عملها وفقًا لملفات لجنة العدل الأمريكية.
وذكر تقرير حديث للمخابرات الأمريكية إن المسؤولين من مركز شؤون الدراسات والإعلام في المحكمة الملكية السعودية تورطوا في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا بـ2018.
ووفقًا لملفات المحكمة الأمريكية تمثل سكوير باتون بوجز أيضًا دفاع المتهمين المشتركين مع الأمير محمد في دعوى قضائية منفصلة بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل قيصر الاستخبارات السابق، سعد الجابري، وهو مستشار قديم لمحمد بن نايف.
وقال مصدر أمريكي قريب من الجابري “إنه من الغامض أن ترى المحامين يقفوا إلى جانب محمد بن نايف في قضية، بينما يمثلون المتهمين المشاركين للأمير محمد بن سلمان في دعاوى أخرى.”