رغم اعترف الدكتور مهاتير محمد بوجود التعصب والتحامل في ماليزيا، إلا أنه اعتبرها بمثابة العيوب التي لا تطفوا للسطح، لاعتقاده بأن الناس متحدون، بل ويفخرون بالتنوع والاختلاف، بدلا من استخدامه كأداة لتأجيج المشاكل.
جاء ذلك في كلمته تحت عنوان “بحثا عن نظام عالمي أكثر عدلا واستقرارا”، في المؤتمر السنوي الخامس لمؤسسة شباب الشرق الشبابية، التي تعقد مؤتمرها السنوي في ماليزيا لأول مرة.
كما لفت رئيس الوزراء، أن الدول الأخرى التي كان الناس فيها متنوعين، عانت من النزاعات الدينية والعرقية، على عكس الوضع في ماليزيا، مشيرا إلى أن أبناء وطنه علموا بأن العمل من أجل مصالح فئة عرقية أو دينية واحدة سيكون مدمرا للجميع.
وتابع حديثه “لدينا تشكيلتنا الخاصة من التحيزات والتعصب بين شعبنا، ولكن إلى حد كبير، لقد توصلنا إلى أن أي محاولة للعمل فقط من أجل عرق أو جماعة دينية على حساب الآخر ستؤدي إلى تدمير كل ما عملنا بجد لبنائه”، مضيفا ” بدلا من ذلك التناحر، نستمر في العمل على مصالحنا المشتركة والاتفاق على الأسس المشتركة. الأمر ليس سهلا، لكننا واصلنا الأمر والحمد لله نجحنا”.
في السياق ذاته، اعتبر منهج ماليزيا هو العمل على “مبدأ العدالة” عندما تدرك أن “المساواة” قد لا توفر النتائج المنشودة، خاتما حديثه “إن اختلافاتنا الدينية والعرقية والثقافية والعادات، تتطلب منا تقديم تنازلات وأن نكون أكثر استيعابا، وأن نتعلم التسامح مع أشياء كثيرة”.
أما منظمو المؤتمر، فقالوا إنهم اختاروا ماليزيا لتكون مكان الانعقاد هذا العام لأنها “واحدة من أكثر المجتمعات تنوعا في المنطقة”، كما إن البلاد نجحت في خلق جو صحي من التسامح والوئام بين الأعراق والأديان المختلفة، وكذا تعتبر واحدة من أبرز البلدان في جنوب شرق آسيا مع نموذج فريد من نوعه للتنمية الناجحة، بنمو سريع من حيث الاقتصاد والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وقطاع التمويل وغيرها الكثير.
كما أضاف المنظمون، أن ماليزيا شهدت مثالا رائعا على تحول السلطة بنموذج ديمقراطي مميز للغاية. علاوة على ذلك، فهي جوهرة آسيا ذات الجمال الطبيعي الساحر.
ذكرت صحيفة أخرى نقلا عن مهاتير قوله أن “الربيع العربي فشل”، حيث قال رئيس الوزراء إن الربيع العربي كان فاشلا لأن جميع البلدان المشاركة فيه أصبحت الآن تعاني، مضيفا “قبل (الربيع العربي) كانت تلك الدول مستقرة تماما.
موضحا “الآن نرى اليمن، ترى سوريا وحتى مصر، لقد تحولوا جميعا إلى الحرب والقتال القبلي والدكتاتورية، دول مثل سوريا وليبيا واليمن اليوم تقدم صورا لمأساة إنسانية بينما يراقب بقية العالم بلا حول ولا قوة”.
واستغل الفرصة للتعبير عن رأيه فيما يخص القضية الفلسطينية بالقول “جوهر كل هذه هو المأساة هي فلسطين، مضيفا في هذا الصدد” الفصل العنصري والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان وكل الشر الذي يمكن للبشرية أن تلحقه بالآخرين يتم اختصارها في فلسطين، وذلك بالطبع بسبب الهمجية وغطرسة وإرهاب ما يسمى إسرائيل”.