تتجنب تركيا شراء المزيد من النفط من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في وقت تتطلع الولايات المتحدة إلى الضغط على صادرات النفط الإيراني، التي تعد حاليا ثالث أكبر مورد للنفط الخام إلى أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وفقا لما هو متداول في الصحف الماليزية نقلا عن وكالة رويترز.
وقال وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو في أنقرة “النفط الإيراني ليس رخيصا، ولكن هناك فرقا كبيرا مع سعر الخام السعودي والإماراتي”، مضيفا “تتخذ الولايات المتحدة قرارات وتريد من جميع الدول الامتثال لها. لماذا يجب أن ندفع الثمن؟”.
وأنهت إدارة ترامب إعفاءات كانت تسمح لبعض الدول بما فيها تركيا بمواصلة استيراد النفط من إيران، التي فرضت عليها العقوبات بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015.
أما وزير الخارجية مايك بومبيو، فقال “إنه واثق من أن السوق سيظل مستقرا”، حيث ستضمن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة توفير “إمدادات مناسبة” من النفط إلى جانب الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، أوضح المحلل المقيم في لندن بيوتر ماتيس “يمكن لتركيا أن تجد نفسها قريبا في موقف صعب في الوقت، الذي يظل فيه التضخم مرتفعا بالقرب من 20 % يمكن أن يكون النفط الإيراني مصدر خلاف دبلوماسي آخر بين أنقرة وواشنطن، عندما تكون العلاقة متوترة بالفعل بسبب إصرار تركيا على شراء نظام دفاع صاروخي روسي”.
وأضاف “إن الصين والهند وتركيا ليست ملزمة بالضرورة بخفض واردات الخام الإيراني إلى الصفر وسيكون على الولايات المتحدة التفاوض بشأن شروط انسحابها أو تكون مستعدة للتعامل مع عدم امتثال تلك الدول”.
في يناير، شكلت إيران أكثر من 12 % من واردات تركيا من النفط، وفقا لآخر البيانات الرسمية المتاحة، فيما كان العراق المصدر الأول بحوالي 24%، وتليه روسيا بنسبة 15%.
واحتلت السعودية المرتبة الثامنة بنسبة 4.3 %، بينما استوردت تركيا وقود الديزل فقط من الإمارات في يناير، علما بأن أنابيب النفط العراقية التي تصل إلى تركيا قد تعرضت لأضرار بالغة، مما قلل من حجم الصادرات. في حين أن هذا يحد من خيارات تركيا، إلا أنها ما زالت حذرة من اللجوء إلى إمدادات الخليج.