طلبت الولايات المتحدة يوم أمس الاثنين من مشتري النفط الإيراني وقف مشترياتهم بحلول الأول من مايو أو مواجهة عقوبات، في خطوة تهدف إلى تقليص عائدات النفط الإيرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر وسط مخاوف من حدوث أزمة محتملة في الإمدادات، وفق ما ذكرته الصحف الماليزية نقلا عن وكالة رويترز.
وقالت إدارة ترامب، إنها لن تجدد الإعفاءات الممنوحة لمشتري النفط الإيراني الصادرة العام الماضي، وهو قرار أكثر جرأة مما كان متوقعا، والذي حطم آمال العديد من المستوردين الرئيسيين الذين ناشدوا واشنطن لمواصلة شراء النفط الإيراني بدون عقوبات.
وفرضت الولايات المتحدة العقوبات على صادرات النفط الإيراني في نوفمبر الماضي، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -من جانب واحد- من الاتفاق النووي لعام 2015، بين إيران وست قوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي.
ومُنحت ثمانية دول، من بينها الصين والهند، إعفاءات لمدة ستة أشهر، وتوقع العديد منهم تجديد هذه الإعفاءات، هذا في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل الإعلام الإيرانية أن طهران ستستمر في المقاومة، قائلة إنها مستعدة لرفع الإعفاءات، في حين كرر الحرس الثوري تهديده بإغلاق مضيق هرمز، قناة شحن النفط الرئيسية في الخليج.
وقال البيت الأبيض، إنه يعمل مع المملكة العربية السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم- والإمارات العربية المتحدة، لضمان تزويد السوق بشكل كاف.
كما أثار التجار، الذين يشعرون بالقلق بالفعل من قلة الإمدادات، شكوكهم حول ما إذا كان هذا النهج الأكثر صرامة، إلى جانب العقوبات المستمرة المفروضة على النفط في فنزويلا، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية في شكل ارتفاع كبير في الأسعار.
انخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى حوالي مليون برميل يوميا، وذلك بعدما وصلت إلى أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا قبل إعادة فرض العقوبات.
وقال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين “سنذهب إلى المربع صفر”، مضيفا أن البيت الأبيض يعتزم حرمان إيران من “شريان الحياة” البالغ قيمته 50 مليار دولار من عائداتها السنوية من النفط، حيث يضغط على طهران للحد من برنامجها النووي وتجارب الصواريخ البالستية ودعم النزاعات الاقليمية في سوريا واليمن.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة، أن الرئيس دونالد ترامب واثق من أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ستفيان بتعهداتهما بالتعويض عن النقص في سوق النفط، فيما قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة فرانك فانون “إن الرياض تتخذ خطوات فعالة لضمان تزويد أسواق النفط العالمية”.