حث الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، العراق يوم السبت على مطالبة القوات الأمريكية بالمغادرة “في أسرع وقت ممكن”، وذلك خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، والتي أظهرت نفوذ طهران القوي في بغداد على الرغم من الضغوط الأمريكية.
وذكرت صحيفة “ذا ستار” الماليزية نقلا عن وكالة رويترز، أن إيران تنافس الولايات المتحدة على النفوذ في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين، عدو البلدين.
ويتمتع العديد من زعماء العراق، من الأغلبية الشيعية، بعلاقات وثيقة مع إيران، القوة الشيعية في الشرق الأوسط، وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، ساعدت إيران والولايات المتحدة حكومة العراق على هزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين استولوا على ثلث العراق في عام 2014.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن خامنئي قوله “يجب أن التأكد من أن الأميركيين سيسحبون قواتهم من العراق في أقرب وقت ممكن، لأن طردهم يصبح أمرا صعبا كلما كان لديهم وجود عسكري طويل في أي بلد”، مضيفا ” الحكومة العراقية والبرلمان والنشطاء السياسيون الحاليون في البلاد لا يرغبون في بقاء الأمريكيان، ويخططون لإبعادهم عن السياسة العراقية”.
وخاضت إيران والعراق حربا مدمرة بين عامي 1980 و 1988، لكن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 أثار تمردا سنيا، وتصاعد نفوذ إيران الإقليمي على حساب واشنطن، لتتفاقم العداوة الطويلة بين إيران والولايات المتحدة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب العام الماضي بالانسحاب من اتفاق دولي كان يقضي بوقف برنامج طهران النووي، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
وخلال زيارة عبد المهدي، دعا الرئيس حسن روحاني إيران والعراق إلى توسيع تعاملاتهما في مجال الغاز والكهرباء وتعزيز التجارة الثنائية إلى 20 مليار دولار، بقوله في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي “ستتواصل الخطط الرامية لتصدير الكهرباء والغاز ونأمل أن تضم النفط، ونحن على استعداد لتوسيع نطاق هذه الاتصالات كي لا تقتصر على البلدين وتشمل دولا أخرى بالمنطقة”.
في مارس، منحت الولايات المتحدة العراق استثناء مدته 90 يوما يعفيه من العقوبات، وفي الوقت ذاته يسمح لبغداد بشراء الطاقة من إيران، ما أحدث تمديدا يسمح لبغداد بمواصلة شراء الكهرباء من جارتها.
وقال روحاني “نأمل أن تتحقق خططنا لتوسيع حجم التجارة إلى 20 مليار دولار في غضون بضعة أشهر”، في حين قدرت تقارير وسائل الإعلام الإيرانية المستوى الحالي للتجارة بحوالي 12 مليار دولار، كما عبر عن أمله في أن يبدأ العمل في بناء خط سكة حديد يربط بين البلدين خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وكان مشروع السكك الحديدية جزءا من الصفقات، التي تم التوصل إليها خلال زيارة روحاني إلى بغداد في مارس، غير أن العراق يعتمد اعتمادا كبيرا على الغاز الإيراني لتغذية محطات توليد الطاقة، حيث يستورد حوالي 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا عبر خطوط أنابيب في الجنوب والشرق.