عبر وزير الخارجية السعودي الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف عن شكره لوزراء الخارجية العرب، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وأعضاء الأمانة العامة، لدعمهم وتعاونهم خلال فترة رئاسة المملكة للدورة (التاسعة والعشرين) لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، والتي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود “قمة القدس”.
جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها العساف في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ (30) بالعاصمة التونسية.
وأكد وزير الخارجية، رفض المملكة القاطع لاعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال: “أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة”.
وأضاف “نؤكد موقف المملكة الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، بأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً، وأن الإعلان المشار إليه مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وللقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967م، ورقم (497) لعام 1981م، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة”.
كما أكد العساف، حرص المملكة خلال فترة رئاستها للمجلس وانطلاقًا من إدراكها لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي، على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجابيًا في التناول الدولي لقضايا عالمنا العربي، والإسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا والمستجدات ذات المساس بالمصالح العربية.
وأعرب وزير الخارجية عن خالص التعازي وصادق المواساة لأسر ضحايا العمل الإرهابي المروع، الذي استهدف مصلين آمنين في مسجدين في نيوزيلندا مؤخرًا، مبيناً أن هذا العمل الإرهابي الشنيع يترجم جانبًا من تقصير المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته في مواجهة خطابات الكراهية التي لا تقرها الأديان ولا قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
في الوقت ذاته، ذكر العساف أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعمها للحكومة الشرعية، وترحيبها بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك، مؤكدًا أن بلاده تعمل على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمنها واستقرارها ومنع التدخل الأجنبي فيها أو أي محاولات لتقسيمها، مؤكداً في الوقت ذاته الالتزام بإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن الدولي (2254).
وقال “إن المملكة العربية السعودية تدعم مؤسسات الدولة الشرعية في ليبيا، والتمسك باتفاق الصخيرات الذي يمثل خارطة طريق للحل السياسي فيها، ويحافظ على وحدتها وتحصينها من التدخل الأجنبي ونبذ العنف والإرهاب فيها.
وفي ختام كلمته، أشار إلى أن هناك حاجة لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يكفل دعم أمانة الجامعة العربية ومساندتها وتمكينها من أداء المهام الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار للتكيف مع التطورات ومواجهة تلك التحديات.